الاثنين، 28 نوفمبر 2011

مصر لاخوف عليها

تلك هى مصر التى تحدث الله عن خصبها ونمائها وجنانها وعيونها ومقامها
                                                                              بسم الله الرحمن الرحيم
انظر معى فإن الله يتحدث عن مصر:  
1- قال تعالى " إهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم"
2- """"""" "وأوحينا الى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم
قبلة"
3-قال تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"
وهناك عبر عن البيت الحرام ذاته بقوله تعالى"ومن دخله كان آمنا"ولم تأتى كان مع آية الامن لمصر وفى هذا إشارة الى ان امن البيت الحرام موكول الى سدنته من القائمين على امره أما امن مصر فموكول الى الله تعالى ذاته وشتان بين الامنين .
4-قال تعالى "وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته اكرمى مثواه"
5-قال تعالى " وجعلنا ابن مريم وامه آية وآويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين" والربوة هى مصر كما ذكر المفسرون .
6- قال تعالى " وقالت نسوة فى المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه" والمدينة مصر والعزيز حاكمها.
7-قال تعالى "ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها" والمدينة كما ذكر المفسرون هى منف عاصمة مصر القديمة.
8- قال تعالى "وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى " والمدينة كما ذكر المفسرون هى منف أيضا.
9- قال تعالى  حكاية عن يوسف عليه السلام " وقد أحسن بى إذ أخرجنى من السجن وجاء بكم من البدو" فجعل الحق جل وعلا الشام بدوا ومصر الحضارة والمدنية والعمران وذلك فى عصر ما قبل التاريخ .
10- قال تعالى حكاية عن فرعون وافتخاره بمصر " أليس لى ملك مصر وهذه الانهار تجرى من تحتى "
11- وقال تعالى واصفا مصر وما كان فيه آل فرعون من النعيم والملك - مالم يصف به مشرقا ولا مغربا ولا سهلا ولا جبلا ولا برا ولا بحرا " كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين" فهل هناك بلد من البلدان أثنى الله عليه بمثل ما أثنى على أرض مصر .
 وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصر وذلك فيما أخرجه الامام مسلم من حديث أبوذر رضى الله عنه " ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما"
أما الرحم - فهاجر زوجة الخليل إبراهيم عليه السلام وأم اسماعيل عليه السلام  حيث كانت من قرية بمصر نحو الفرما يقال لها - أم العرب -.
وأما الذمة فإن النبى صلى الله عليه وسلم تسرى بمارية القبطيه أم ابراهيم ابن رسول الله صلى اله عليه وسلم حيث كانت من قرية نحو صعيد مصر يقال لها -حفن-. فمصر هى ام العرب من ناحية العرق والسلالة وكذلك للعرب والمسلمون بمصر قرابة من ناحية مارية زوج النبى صلى الله عليه وسلم وذلك بنص القران الكريم "وأزواجه امهاتهم"
ولما كتب رسول الله الى المقوقس ملك مصر آنذاك فأجابه عن كتابه جوابا جميلا وأهدى اليه جاريتين وهما مارية واختها فتسرى رسول الله بمارية واهدى اختها الى حسان ابن ثابت فولدت له عبد الرحمن ابن حسان ابن ثابت كما اهدى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم عسلا فسأل رسول الله من أين ذلك العسل بمصر قالوا من قرية بمصر تدعى - بنها - فقال صلى الله عليه وسلم " بارك الله فى بنها وعسلها " فعسل بنها الى الآن خير عسل بمصر.
وروى عن عبد الله ابن عباس رضى الله عنه أنه قال " إن نوحا عليه السلام دعا ربه  لولده وولد ولده " مصر ابن بيصر ابن سام ابن نوح  والذى تسمت به مصر لأنه أول من سكنها فقال " اللهم بارك فيه وفى ذريته وأسكنه الأرض المباركه التى هى أم البلاد وغوث العباد.
............................
هذا ومن خلال ماسبق يتضح لنا جليا مكانة مصر من نواحى عدة 
1- انها أقدم بلدان العالم حضارة وعمارة وذلك واضح من خلال قصة يوسف عليه السلام وما كان عليه المصريين من ترف العيش ورغده بل إن المصريين هم أول من استخدم الموائد المرتفعة فى الطعام وكذلك أول من استخدم الشوكة والسكين فى الطعام بنص آية يوسف "وأحضرت لهن متكئا وآتت كل واحدة منهن سكينا " والسكين كان لتقطيع الطعام والفاكهة .
كذلك تعبير يوسف عليه السلام لأبيه واخوته حين قال "وأخرجكم من البدو " فالعالم الشرقى والغربى آنذاك كان يعيش فى ظف العيش وظلمة البادية بينما كان المصريين يعيشون فى مدنية صرفة تقوم على أرقى أساليب الحياة السياسية التى إفتقدها العالم اليوم.
2- المكانة العلمية التى حظيت بها مصر من تعدد أوجه العلوم لديها آنذاك كهندسة العمران وكذلك فنون القتال وعلومة وكذلك علوم الطب التى عجز العلم الحديث اليوم عن فك شفراتها بل إن المصريين هم أول من استخد م  العجلات وهو ما عرف حديثا بالإطار المطاطى غير أن المصريين استخدموه من الحديد والخشب فهم بذلك أصحاب الفكرة التى  تم تعديلها حديثا.
3- تعدد ذكر مصر فى القران وكذلك التوراة والانجيل بل كل كتب السماء تحدثت عن مصر فذلك يدل على  مكانتها الاستراتيجية وكذلك الجغرافية وتوسطها لحضارات العالم القديم وكذلك الحديث كل ذلك جعل منها أما لكل بلدان العالم ناهيك عن اعتدال طقسها وابتعادها عن المنطقة الحارة وكذلك القطبية وحتى ابتعادها عن خط الزلازل والبراكين وتلك نعمة لابد لكل مصرى أن يحمد الله عليها.
4- استدل العلماء من قول الحق جل وعلا فى سورة يوسف "اجعلنى على خزائن الارض " ولم يقل على خزائن مصر استدلوا على ان مصر سلة العالم الاقتصادية .
 مع كل ذلك أخلص الى شيئين استنبطهما من القران الكريم وهما
1- أن العالم كله إن حدث فيه مجاعات كانت مصر هى المنقذة وذلك فى ظل الحكم العادل فيها بدليل مجىء أهل الشام والحجاز وأهل الغرب يقتاتون منها فى ظل حكم يوسف عليه السلام .
2- أن مصر  لو حدث بها قحط يرسل الله اليها من ينقذها والدليل على ذلك رؤيا ملك مصر وتعبير نبى الله يوسف له الرؤيا وتدخله عليه السلام فى انقاذ مصر فكأن الحق جل وعلا قد أقام يوسف بمصر من أجل أن يمررها من تلك المحنة العاصفة التى عصفت حتى بالمكان الذى كان مسقط رأس يوسف عليه السلام .


                                                سامى العقيبى