الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

الرد على عدنان الرفاعى فى إنكاره السبع المثانى

             بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبين محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
                      وبعد
أولا : السبع المثانى بإجماع علماء الأمة قديماً وحديثا هى فاتحة الكتاب ومن يرى غير ذلك فهو مخالف لإجماع الأمة ويخشى على عاقبته لأن ذلك لا يحتاج الى برهان.
وها هى مجموعة من الاحاديث التى بلغت حد التواتر والتى تبين أنها هى السبع المثانى  فمن ذلك :
ما أخرجه البخارى والدرمى وابو داوود والنسائى وابن جرير وابن حبان البستى وابن مردويه والبيهقى من حديث ابى سعيد ابن المعلى قال كنت اصلى فدعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه فقال صلى الله عليه وسلم ألم يقل الله "استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " ثم قال لأعلمنك أعظم سورة فى القران قبل أن تخرج من المسجد فلما أردنا أن نخرج قلت يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة فى القران قال الحمد لله رب العالمين هى السبع المثانى والقران العظيم الذى أوتيته"
وأخرج أبو عبيد وأحمد والدارمى والترمذى وصححه والنسائى وابن خزيمه وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقى وابو ذر الهروى  عن ابى هريرة رضى الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى ابن كعب فقال يا أبى وهو يصلى  فالتفت ابى فلم يجبه فصلى أبى فخفف ثم انصرف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله ما منعك أن تجيبنى إذ دعوتك فقال ابى كنت أصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم تجد فيما أوحى إلى "استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " قال بلى ولا أعود لمثل ذلك إن شاء الله قال أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل فى التوراة ولا فى الانجيل ولا فى الزبور ولا فى الفرقان مثلها قال بلى يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تقرأ فى الصلاة فقرأ بأم الكتاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسى بيده ما أنزل الله فى التوراة ولا فى الانجيل ولا فى الزبور ولا فى الفرقان مثلها وهى السبع المثانى والقران العظيم الذى أوتيته"
اما كونها سبعا فلأن مجموع آياتها سبع آيات وأما كونها مثانى فالذى عليه جمهور المفسرين هو أن فاتحة الكتاب تثنى قرائتها فى الصلوات وهناك رأى لبعض علمائنا الاجلاء وهو الامام ابو السعود والبيضاوى فى تفسيرهما قالوا إنما سميت فاتحة الكتاب بالسبع المثانى لما اشتملت عليه من الثناء على الله والتمجيد لله والتفويض لله فهى جماع الثناء كله "
وإذا كان القران الكريم كله مثانى فهذا دليل على اشتماله على الثناء على الله مع ما فيه من الاحكام والقوانين الالهية التى تضبط حياة الجميع بما فيه الخير فى الدنيا والاخرة .
بل إن فاتحة الكتاب هى السورة الوحيدة فى القران الكريم كله المحكمة بنص قول الحق جل وعلا "منه آيات محكمات هن أم الكتاب " أى فاتحة الكتاب برغم ما اشتملت عليه من علوم الاولين والآخرين بما ورد ن ابن عباس رضى الله عنه قال "جمع الله علوم الكتب السابقة فى القران الكريم وجمع علوم القران فى فاتحة الكتاب وجمع علوم فاتحة الكتاب فى بسم الله الرحمن الرحيم وجمع علوم بسم الله الرحمن الرحيم فى نقطة الباء من بسم الله" والباء مفردة فمن حقها الفتح ولكنها كسرت فى بسم الله ليدل على انه لا يمكن ان تفتتح كتاب الله عز وجل إلا إذا كسرت جنابك وكبريائك أمام عز الربوبية لتصل الى النورانية بروحانيتك .
ناهيك عن الاسرار الالهية التى تضمنتها - بل إنها السورة الوحيدة فى القران التى عدد العلماء لها أكثر من سبع وعشرون إسما من بين هذه الاسماء بما ورد وذكرناه سابقا "السبع المثانى "وكذلك من اسمائها "الاساس" فهى الاساس الذى بنى عليه القران كله والدليل على ذلك آية الحجر من قول الحق جل وعلا "ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقران العظيم"فكما ذكر علماء اللغة أن العطف يقتضى التغاير بل إن إضافة القران إليها تعد إضافة لزومية على اعتبار انها الام لكل سور القران الكريم.
وقد اثبت العلم  الرياضى أن آيات وحروف سورة الفاتحة قدبنيت بإعجاز متقن على الرقم سبعة الذى هو مدار الاستدلال فى السبع المثانى من ذلك :
1- الالف والام والهاء التى يتكون منها لفظ الجلالة قد ذكر فى فاتحة الكتاب 49 مرة يعنى 7×7=49.
2- عدد الحروف المشددة فى سورة الفاتحة 14 حرف يعنى
7+7=14 أو 2×7=14.
3- عدد النقط فى سورة الفاتحة 56 نقطة يعنى 7×8=56.
3- عدد الحروف التى تكونت منها فاتحة الكتاب 21 حرف يعنى 3×7=21.
فهذه الدلالات تعطى اشارة جلية الى انها سبعا من المثانى فى الثناء كما ذكرنا وفى العدد كما اثبت العلم ومن يخالف ذلك فهو منكر لكلام الله ولكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولإجماع الامة فليتقى الله وليرجع الى رشده حتى تؤمن عاقبته.

                             سامى طه العقيبى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق