الخميس، 20 أكتوبر 2011

نبؤات التوراة والانجيل بمحمد صلى الله عليه وسلم

                              بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمه وأَََََصلى وأسلم على خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
                            وبعد
فلقد تحدثت التوراة بنصوص لا تقبل التأويل عن نبى آخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم وذلك فى مواضع متعددة من أسفارها التى غفل عنها المحرفون لها أواعمى الله ابصارهم ان يروها فمن ذلك
1- فى الفصل 18 من التوراة "أن الله قال لموسى قل لبنى إسرائيل إنى أقيم لهم فى آخر الزمان نبياً مثلك من بنى إخوتهم وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ويكون الانسان الذى لا يسمع لكلامى الذى يتكلم به باسمى أنا أطالبه"والشاهد فى النبوؤة هى (من بنى إخوتهم) فهى لا تخص اليهود بل تعنى العرب الذين هم من نسل اسماعيل عليه السلام بينما اليهود من نسل اسحاق عليه السلام فما نتج من الاخوين من ذرية فهم ابناء عم ولذلك لم تقل النبوؤة منهم وانما قالت من بنى اخوتهم  والخطاب موجه الى نبى الله موسى عليه السلام فخرج بذلك اليهود من النبوؤة وبقيت ذرية اسماعيل عليه السلام والتى خصتها النبوؤة بميلاد محمد صلى الله عليه وسلم فى آخر الزمان وحتماً موسى عليه السلام لم يكن فى آخر الزمان  ثم تذكر النبوؤة أنه مثلك أى مثل موسى وبذا خرج نبى الله عيسى عليه السلام من النبوؤة وذلك من جهات
الجهة الاولى:أن موسى عليه السلام ولد من أب وأم وعيسى من أم دون أب تقول التوراة فى سفر الخروج ايه 6 "وأخذ عمرام بوكابد عمته زوجة له فولدت له  هارون وموسى"وكذلك ولد محمد صلى الله عليه وسلم من أب وأم.
الجهة الثانية:الميلاد المعجز فموسى ومحمد صلوات الله عليهما ولدا ولادة طبيعية أما عيسى فولد بالقدرة الالهية.
الجهة الثالثة : الزواج فموسى ومحمد عليهما السلام تزوجا وانجبا ذرية أما عيسى عليه السلام فظل اعزبا الى ان رفعه الله اليه.
الجهة الرابعة : عيسى تم رفضه نهائيا من قبل معاصريه ولم يعترف به حتى أتباعه بل واختلفوا عليه بعد رفعه - اما موسى عليه السلام فقدعانا من اليهود ما عانا ولكنهم فى النهاية اعترفوا به كرسولا اليهم ومن اجل ذلك خلصهم الله من يد فرعون -
ومحمد صلى الله عليه وسلم لاقى ما لاقى من المشركين ورغم ذلك لم يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وجميع معاصريه معترف به على انه نبى ورسول .
الجهة الخامسة: موسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم كانا نبيين ورسولين الى اقوامهما  ليرشدا الخلق الى الخالق ويتحملان فى سبيل ذلك كل الوان الجهاد لمن اراد ان يحارب كلمة الحق ويعلو بالباطل ومن هنا كانت سنة الجهاد فى سبيل الله فهم بذلك انبياءً ورؤساء واما عيسى عليه السلام فكان نبيا وزعيماً روحيا بدليل نص انجيل يوحنامن الاصحاح18 ايه 36 حينما ارادوا ان يسلموه الى الوالى الرومانى بيلاطس البنطى قال "فأجاب يسوع مملكتى ليست من هذا العالم لوكانت مملكتى من هذا العالم لكان خدامى يجاهدون كى لا أسلم الى اليهود ولكن مملكتى ليست هنا الآن"
الجهة السادسة: موسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم كل منهما اتيا بشريعة جديدة لشعبه الذى أرسل اليه اما نبى الله عيسى فلم يأتى بشريعة البته وإنما كان متمما لشريعة موسى عليه السلام والانجيل فى ذاته تكرارا لاحكام التوارة السابقة عليه .
الجهة السابعة : موسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم مات كل منهم على فراشه وبذا يكون كل منهم قد اكمل رسالته فى الارض اما عيسى عليه السلام فقد رفع الى السماوات ولم يمت بعد لان رسالته لم تنته بل له دور فى الوجود لابد وأن يكتمل وهو التصديق بشريعة من أنكره أتباعه محمد صلى الله عليه وسلم.
النبوؤة الثانية :
...............................
ذكر فى الفصل الثالث والثلاثين من التوراة مانصه"جاء الرب من طور سيناء وظهر بساعير وعلا بفاران"
وفى ذلك إشارة إلى الاديان الثلاثة اليهودية والنصرانية والاسلام  فلقد كان طور سيناء مهد ديانة موسى عليه السلام قال تعالى "وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا"والطور جبل من اشهر جبال سيناء ومعروف عنه بأنه جبل المناجاه وساعير هو محل ميلاد عيسى عليه السلام وهو جبل بفلسطين يكثر فيه التين وثمار الزيتون وفاران جبل بمكه سمى بذلك على اسم احد العماليق الذين سكنوا هذه الارض قديما حتى سميت بمنطقة فاران
والنص يحمل دلائل عده منها
1- كلمة جاء الرب من طور سيناء تعنى مجىء شريعة جديده على يد موسى عليه السلام .
2- وكلمة ظهر بساعير تعنى ظهور عيسى والظهور يعنى عدم الاستقرار والاطمئنان فى الارض نظراً لانه سوف يختفى عن اعينهم للرجوع مرة اخرى فى آخر الزمان.
3- وكلمة علا بفاران تعنى ارتفاع كلمة الاسلام الذى جاء به محمد صلى الله عليه وسلم  وسيطرته وغلبته ولان محمد صلى الله عليه وسلم بعث للامم جميعاً ولذا جيىء بكلمة علا.
ولهذا النص مثيل فى القران الكريم من سورة التين قوله تعالى "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين" فالمقصود من ذلك الاديان الثلاثة.
النبوؤة الثالثة: ما جاء من التوراة من سفر ميخا الفصل الرابع"تقوم فى آخر الزمان أمة مرحومة وتختار الجبل المبارك لتعبد الاله الواحد"والأمة المرحومة هى امة محمد صلى الله عليه وسلم والجبل المبارك هو جبل عرفات التى ترتفع عليه اصوات الحجيج بالتلبية لله تعالى .
النبوؤة الرابعة: ما ذكرته التوراة فى سفر إشعياءفى الاصحاح 48 "إن الرب يبعث فى آخر الزمان عبده الذى اصطفاه لنفسه يبعث له الروح الامين يعلمه دينه وهو يعلم الناس كما علمه الروح الامين ويحكم بين الناس بالحق ويمشى بينهم بالعدل وهو نور يخرجهم من الظلمات التى كانوا عليها رقود انا علمتكم ما علمنى الرب قبل ان يكون" والنبوؤة واضحة لانه لانبى يحمل هذه الصفات الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حبيب الله ومصطفاه والروح فى النص هو جبريل عليه عليه السلام الذى نزل بالنور من الله النور الى محمد نور النور الذى نور الدنيا بما اعطاه الله من نور.
النبوؤة الخامسة :فى سفر التكوين من الاصحاح21آيه 17-21" وسمع الله بكاء الصبى ونادى ملاك الله هاجر من السماء  وقال لها:ما الذى يزعجك يا هاجر لا تخافى لأن الرب قد سمع بكاء الصبى من حيث هو ملقى قومى واحملى الصبى وتشبثى به لأننى سأجعله أمة عظيمة" وهذه هى الدلالة القاطعة على أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم هى أكثر الامم عددا ومن هنا كان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإنى مكاثر بكم الانبياء يوم القيامة وهذه الامة بنص التوراة منشأها جزيرة العرب التى نشأبها الغلام وتربى فى أحضان بيت الله الحرام.
النبوؤة السادسة:ما قاله نبى الله يعقوب من التوراة فى الفصل الرابع "فى آخر الزمان يأتى الرب من القبلة والقدس من فاران"
ومعنى مجىء الرب من القبلة هو مجىء وحيه ونزوله على محمد صلى الله عليه وسلم فى غار حراء بمكه التى هى عين القبلة والقدس هو محمد صلى الله عليه وسلم الذى ختم الله به الرسالات  وفاران كما اسلفنا جبل بمكة .
 النبوؤة السابعة: ماجاء فى سفر إشعياء الاصحاح 8 من الاية 5-6" لأنه يولد لنا ولد ويعطى لنا ابنا وتكون الرئاسة على كتفيه يسمى باسم عجيب ويكون مشيرا وإلهاً قديرا وأباًأبدياً ورئيس السلام سلطانه يزداد قوة ومملكته فى سلام دائم يوطد عرش داود ويثبت أركان مملكته على الحق والعدل من الاآن إلى الابد" فهذه النبوؤة تتحدث بصراحة عن النبى الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم  والمقصود بالرئاسة التى على كتفيه هى شهادته صلى الله عليه وسلم على الامم والاسم العجيب هو محمد الذى لم يتسمى به أحداً من قبله فى جميع الامم
ومعنى إلها قديراً أى أن كل حركاته وسكناته صلى الله عليه وسلم تكون بوحى من الله تعالى " إن هو إلا وحى يوحى" وأباً ابدياً يعنى سوف تختم به جميع رسالات الله إلى الارض ورئيس السلام وما ذلك إلا لأن دينه وشريعته سوف تسمى بالاسلام الذى ماهو فى جوهره إلا دعوة للسلام والامن والحب يزداد قوة اى بمرور الوقت تزداد قوة امته ويكثر اتباعها أى هى فى ازدياد إلى أن تقوم الساعة ومعنى يوطد عرش داود أى يقيم خلافة فى الارض مثلما كانت خلافة داود قال تعالى "ياداود إنا جعلناك خليفة فى الارض فاحكم بين الناس بالحق " وهذا ما فعله النبى الخاتم صلى الله عليه وسلم فلقد أقام أمة ميزانها هو الحق والعدل  ومعنى من الان الى الابد أى تختم برسالته النبوات الى ان تقوم الساعة.
النبوؤة  الثامنة: ماجاء فى سفر إشعياء من الاصحاح 11" يخرج فرع من جذع وينمو غصن من أصوله روح الرب ينزل عليه "
وفى الاصحاح 12 من نفس السفر "لا يقضى بحسب ما تراه عيناه ولا يحكم بسماع أذنيه بل يقضى للفقراء بالعدل وينصف الظالمين بكلام كالعصا ويميت الاشرار بنفخة من شفتيه يكون العدل حزاماً لوسطه والحق مئزر حول خصره"وهذه صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم والتى عرف بها حتى فى الجاهلية الاولى.
أما الانجيل  فقد ملىء بالبشارات الدالة على محمد صلى اله عليه وسلم فمنها :
البشارة الاولى :ما قاله المسيح عليه السلام واتفق عليه اصحاب الاناجيل الاربعة متى ويوحنا ولوقا ومرقس " ما جئت لأنقض بل لأكمل وإنى الحق أقول لكم إنه لاتزول نقطة من هذا الملكوت حتى يأتى الكل" ومعنى الكل هو النبى الذى جمع كل صفات الكمال الآدمى .
البشارة الثانيه : أيضا ما اتفق عليه أصحاب الاناجيل الاربعة "إن المسيا الذى يرسله أبى من بعدى أنا لست أهلاً لأن أحل سيور حزائه" وهذا يدل على أدب الانبياء وتعظيمهم لرسول الله صلى اله عليه وسلم .البشارة الثالثة : ماذكره يوحنا فى إنجيله من الاصحاح الخامس عشر "إن البارقليط الذى يرسله أبى من بعدى هو الذى يعمدكم بماء وتوبه" ومعنى البارقليط باللغة العربية (أحمد) وقد حرف لفظ أحمد الى بارقليط وهى لغة يمنية قديمه حتى يخفوا مايدل على النبى الخاتم صلى الله عليه وسلم وهذه النبوؤة هى التى أكد القران الكريم على تواجدها فى الانجيل من قوله تعالى "ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه احمد"
                  هذا وللحديث بقية ان شاء الله تعالى
                          سامى طه العقيبى

ليست هناك تعليقات: