الخميس، 13 أكتوبر 2011

الآيادى الخفيه والثورة المصريه

                          بسم الله الرحمن الرحيم
إن ماحدث فى مصر من ثورة أطاحت بنظامها الحاكم ليعد إنجازافى تاريخ البشرية جمعاء نظراً لما احدثته من تغيير فى مفاهيم حكام العالم وأن الشعب أقوى من حاكمه مهما اوتى من وسائل لتقمع بها ارادة الجماهيرومن هنا سيعلم العالم ان اضعف شىء فى كيان الدولة هو الحاكم ان لم يحكم بما تريده الجماهير العريضة من ابناء الوطن ولكن كما يقال لكل ولادة مخاض ولكل ماءٌ زبد -"فأما الزبد فيذهب جفاءً واما ماينفع الناس فيمكث فى الارض" وهذا ما يحدث فى مصر اليوم
اولا: البلطجه: ان ظهور هذا الكم الهائل من البلطجية يعد اكبر دليل على فساد النظام السابق وذلك من نواحى متعدده :
الناحية الاولى : انه لم يعمل على تربية أجيال تتحمل أعباء المستقبل الذى يخفيه قدر الله.
الناحية الثانية : أنه عندما وجد نفسه أمام جيل من الشباب الذى انهارت كل طموحاته تجاه غدٍ يحمل لهم مايأملون من حياةٍ كريمة
فهو إذً سوف يواجه جيشاً من الشباب البائس الذى ليس لديه ما يبكى من أجله ومن هنا قام بتشغيل معظم هؤلاء كمرشدين على زويهم مقابل حفنة من المواد المخدرة  ليضمن سلامة نظامه واستقراره وظل هذا هو الحال الى ان قامت الثورة وكان هذا الكم من البلطجية مختفى بين فئات الشعب نظراً لأنه فى معظم حالاته يكون فاقداً للوعى فلما استيقظ على صبحٍ جديد ولم يجد من كانوا يمدونه بمغيبات العقول اصبح يعربد ويهتك الحرمات ويروع الامنين والبلطجه ليست بظاهرة جديدة على الثورات فكل ثورة قامت فى أى بلد من بلدان العالم لابد وان يظهر فيها من أمثال هؤلاء الذين يفتقدون الفضيلة نظراً لتنشئتهم الخاطئة وظهور هؤلاء يعد ظاهرة صحية على نجاح الثورات لأنه بظهورهم سوف يتم التخلص منهم ويطهر المجتمع نفسه من الخبث الذى كان يملأه  ويبنى على أثاث من الثقة واليقين بين أفراده.
الثانية : الاعتصامات : وهى أيضاً دليل على نجاح الثورات وذلك لأن الذى يخرج وينادى بأعلى صوته لزيادة الاجور أو غير ذلك فقد كان فى كبتٍ مؤرق وفى سجن من سجون اليأس الذى لفه بجدرانه طيلة حقبة النظام السابق ومن ثم خرج من سجنه واستفاق من أرقه فهو لا يصدق انه أصبح قادراً على أن يقول ما شاء حينما يشاء هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن النظام السابق قد غرس فى نفوس المواطنين أنه هو الذى يملك أقواتهم وإن شئت قلت أنه هو الرازق من دون الله والعياذ بالله ومن هنا عمل على بلبلة الوازع الدينى وتهميشه بين طبقات المجتمع العريضه وهو ما دفع المواطنين الى فلسفة الاستغلال فى ظل الظروف العصيبة التى تعيشها البلاد رغم أن الذين لايؤمنون بالاسلام يطبقون سياسة التقشف فى اوروبا من شرقها الى غربها فلما لا يتقشف المواطن المصرى فى ظل هذه الظروف ويرضى بما قسم له.
ثالثاً ظهور مفهوم الفتنة الطائفية والنزعات العرقية وهذه ليست وليدة اليوم أو أمس وإنما هى موجودة من لدن آدم الى ان تقوم الساعة لأسباب منها :
أولاً عدم التطبيق الصحيح لمفهوم الشريعة الاسلامية والتى بمقتضاها يسع الاسلام جميع الطوائف بين حناياه دون محاباة أحد على حساب الاخر.
السبب الثانى : الايمان بفكرة القطب الاوحد والمتمثل فى امريكا المسيحية وهو ما أعطى حكام العالم العربى المسوغ الرئيسى للاهتمام بشئون الاقليات المسيحية فى الوطن العربى من أجل ارضاء الغرب المسيحى ضاربين بمصالح الجماهير العريضة من المسلمين عرض الحائط وهذا ما جعل المسيحيين فى مصر غاضبين وثائرين على ما يحدث للرئيس السابق ونجليه ونظامه ككل ويمكن ان نعد هذا سببا وجيها للاحداث الاخيرة بمسبيرو وغيرها من احداث العنف التى افتعلتها الكنيسة منذ قيام الثورة .
السبب الثالث : وجود آيادى خفية داخل البلاد تريد اجهاض كل عمليات التوفيق بين طوائف الشعب وانما تريد ان يعيش المصريين فى فوضى وعنف بين بعضهم البعض حتى لاينظروا الى اسرائيل وغيرها من اعداء الاسلام وتاريخ الصهيونية حافل بمثل هذه المؤامرات الخسيسة التى يفتعلونها داخل البلاد الآمنة لزعزعة امنها واستقرارها وايضا بما يجندونهم من اصحاب النفوس الضعيفة الذين لمع بريق المال فى اعينهم ومن هنا كان لزاما على كل مصرى ومصريه وكل مسلم ومسيحى تربوا على تراب هذا الوطن الحنون ان يعلموا ويعُلموا كل الحاقدين والماكرين ان مصر لا يمكن ان يزايد او يساوم عليها  وان تاريخها الطويل ونضالها المريرعبر حقب التاريخ المختلفة خير شاهد على ذلك وأنا أقول وبصدق يحمل بين ثناياه  اليقين إن مصر فى كنف الله تعالى وليست فى كنف اوباما وغيره من رعاة الباطل واصحاب الفيتو ولا غيرهم من الجماعات والفرق المضلة التى تلوى عنق النصوص لتطوعها كيفما يتفق وأهوائها والتى تقامر على مصير البلاد والعباد (( إن الاسلام أبى أن يكون إلا الاسلام فلا سلفياً كان ولا إخوانياً يكون ولاشيعيا سوف يكون حتى وإن كان))
....................................................................

                        سامى طه العقيبى