السبت، 8 أكتوبر 2011

الرد على عدنان الرفاعى فى مسألة سماع الموتى

                          بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم 
                      وبعد 
يقول عدنان الرفاعى ان الموتى لا يسمعون كلام الاحياء إستناداً إلى قول الحق جل وعلا من الآية 80 من سورة النمل  "إنك لا تسمع الموتى ولاتسمع الصم الدعاء"
ومن قول الحق جل وعلا من سورة فاطر من الآية22 "إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من فى القبور"
الرد على الافتراء المزعوم
..........................
أولا - لوأنك أكملت آية النمل لما قلت ذلك لأن خاتمة الآية فيها الجواب يقول الحق "إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين " فلم نرى ميتا ذات يوم ولى وأدبرفالموتى لا يولون لأنهم فى سبات إلى أن تقوم الساعة وهل يسمع الصم؟ -
الله جل وعلا يعلم أن الاصم لا يسمع ورسوله صلى الله عليه وسلم يعلم فلماذا يعلم الله رسوله صلى الله عليه وسلم بحقيقة هو يعلمها 
إلا إذا كان المقصود من الآية الكريمة شيئاً آخر غير ذلك - نعم الله يريد أن يواسى حبيبه فى شأن كل من خالف دعوته وعاند ه بكفره ولدده فى مجادلة الحق بعدما تبين ( أى يا محمد هؤلاء موتى القلوب وكما ماتت قلوبهم ماتت من قبل القلوب الاسماع فصموا وعموا عن منهج الحق ) فأعطاهم الله تعالى وصفاً بالاموات من أمثالهم ومعنى ذلك انه لو كان آباؤهم الذين قبروا أحياءً لكانوا أشد منهم كفراً وعنادا - والدليل على ذلك قول الحق جل وعلا "إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا" فهؤلاء لا يستمعون لدعوتك فلا تتعب نفسك فى إقناعهم ولا تحمل نفسك من مشقة الدعوة فوق ما لا تطيق "إن عليك إلا البلاغ"
وفى الاية إشارة إلى أن المقصود بإ سماع الموتى  -الدعوة التى أمُررسول الله بتبليغها فكأن الحق جل وعلا يقول يا محمد إنك لا تسمع الموتى دعوتك وإن كان هؤلاء والموتى سواء .
وكلمة "ولوا مدبرين دليل على أن المقصود هم المشركين ومن على شاكلتهم لأنهم سمعوا كلام الله وكأنهم لم يسمعوا بل لوو رؤوسهم وتولوا وهم معرضون.
ومعنى إسماع الموتى هو الانتفاع بما يسمع فهل ينتفع أبا جهل فى قبره بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم  بالطبع لا ينتفع والذى يدل على ذلك هو قول الحق جل وعلا فى سورة المؤمنون "حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربى ارجعون لعلى أعمل صالحاً فيما تركت" فمهما يسمع الكافر فى قبره لا ينتفع بما يسمع.
                       اما عن سماع الموتى للأحياء 
                         -----------------------
فالثابت لدينا نحن المسلمون أن الاموات يسمعون كلام الاحياء بل الاشد من ذلك أن الذى يموت يبصر كل شىء قال تعالى فى سورة -ق-"لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاؤك فبصرك اليوم حديد" والبصر الحديد هو الحاد الثاقب الرؤية - لماذا لأنه كما قيل إن البدن غطاء الروح ولا ترى الروح إلا من خلال نافذتين وضعهما الله تعالى ليتفقا مع عالم المادة (العينين) أما بعد الموت فقد إنخلعت الروح من غطاؤها فأصبحت ترى من جميع جهاتها - 
ان الانسان فى حياته الدنيا يتنفس بالروح ويتألم بالروح ويشم بالروح ويمشى بالروح ويرى بالروح ويسمع بالروح ومن ثم مات البدن فهل تموت الروح ؟ كلا الروح باقية فالمدركات إذً باقية ثابتة بل إنها أصبحت أقوى مما كانت عليه فالموتى إذً يسمعون ولكن لا يتكلمون ولولا ان كتب الله عليهم عدم الكلام لتكلموا ويدل على ذلك قول الحق فى سورة الانعام من الآية111"ولو أننا نزلنا إاليهم الملائكة وكلمهم الموتى " فعالم البرزخ له وجود وطابع يتفق مع عالم الروح - وما الفرق بين النائم والميت ؟ الفرق هو أن الاول يعود إلى الحياة والثانى لا يعود ورغم ذلك ترى النائم يسمع رغم انه نائم بل إنه يرى وهو نائم ويمشى وهو نائم ويأكل وهو نائم ويتكلم وهو نائم كل ذلك فى عالم الرؤى فما هوالدليل الذى تستطيع من خلاله ان تنكر به ذلك ؟
 بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى الحديث الذى أخرجه الامام البخارى من حديث ابى سعيد الخدرى "إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على اعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدمونى قدمونى وإن كانت غير ذلك قالت يا ويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شىء إلا الانسان فإنه لو سمعها لصعق"
وفى هذا دليل على سعة رحمة الله بالانسان وفيه دليل على تبادل المعرفة لدى الكائنات التى لا عقل لها مع الموتى وأنهم يسمعون اصوات الموتى الذين يتألمون من المصير السىء الذى ينتظرهم 
فما البعيد  فى أن يسمع الميت كلامنا -فهو يسمع ولا نسمع وما ذلك إلا اننا فى دار تكليف وابتلاء  فلو سمعنا نحن لتعطلت مسيرة الحياة الدنيا ولكن من رحمة من خلق انه جعل بيننا وبينهم برزخا والبرزخ هذا لا يحجب الموتى بل يحجب الاحياء لذا قال الله "ومن ورائهم برزخ" ولم يقل من أمامهم برزخ  لان كلمة وراء تفيد الخلف اى من خلفكم قال تعالى فى سورة الانعام "وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم"فالبرزخ هذا خاص بالاحياء لا الاموات 
ومن هنا كان للميت ان يسمع كلام الاحياء بل ويرد السلام ولكن البرزخ الذى يفصلنا عنهم يمنعنا من سماع ما يقول الموتى وإلا لماذا أمرنا الحبيب بزيارة القبور إن لم يكونوا يسمعون ويأنسون بأقاربهم .


            هذا والله الموفق


                                   سامى طه العقيبى




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق