الخميس، 7 يونيو 2012

وكأن المصطفى صلى الله عليه وسلم يعيش بيننا اليوم

                                                             بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد صلوات الله وتسليماته عليه 
                                  وبعد 
فقد اخبر الصادق المصدوق الذى علمه الله وأعلمه بماهو كائن الى ان تقوم الساعة من احداث لا محالة واقعة بقدر الله فى امة رسول الله بخيرها وشرها ولا شك ان فى ذلك عظة وعبرة لكل من كان له قلب او القى السمع وهو شهيد .
بداية فقد اخرج الامام البخارى ومسلم والحاكم فى مستدركه قال:
"حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، إِذْ مَرَرْتُ، فَسَمِعَ صَوْتِي، فَقَالَ: يَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ ادْخُلْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكُلِّي أَمْ بَعْضِي؟ فَقَالَ: بَلْ كُلُّكَ، قَالَ: فَدَخَلْتُ، فَقَالَ: يَا عَوْفُ، اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، فَقُلْتُ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَوْتُ رَسُولِ اللَّهِ، فَبَكَى عَوْفٌ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: قُلْ: إِحْدَى، قُلْتُ: إِحْدَى، ثُمَّ قَالَ: وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قُلِ: اثْنَيْنِ، قُلْتُ: اثْنَيْنِ، قَالَ: وَمَوْتٌ يَكُونُ فِي أُمَّتِي كَعُقَاصِ الْغَنَمِ، قُلْ: ثَلاثٌ، قُلْتُ: ثَلاثٌ، قَالَ: وَتُفْتَحُ لَهُمُ الدُّنْيَا حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ الْمِائَةَ فَيَسْخَطَهَا، قُلْ: أَرْبَعٌ، قُلْتُ: أَرْبَعٌ، وَفِتْنَةٌ لا يَبْقَى أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا دَخَلَتْ عَلَيْهِ بَيْتَهُ، قُلْ: خَمْسٌ، قُلْتُ: خَمْسٌ، وَهُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، يَأْتُونَكُمْ عَلَى ثَمَانِينَ غَايَةٍ، كُلُّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، ثُمَّ يَغْدِرُونَ بِكُمْ، حَتَّى حَمْلِ امْرَأَةٍ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ عَامَ عَمْوَاسَ، زَعَمُوا أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِي: اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، فَقَدْ كَانَ مِنْهُنَّ الثَّلاثُ وَبَقِيَ الثَّلاثُ، فَقَالَ مُعَاذٌ: إِنَّ لِهَذَا مُدَّةً، وَلَكِنْ خَمْسٌ أَظْلَلْنَكُمْ مَنْ أَدْرَكَ مِنْهُنَّ شَيْئًا، ثُمَّ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ، فَلْيَمُتْ: أَنْ يَظْهَرَ التَّلاعُنُ عَلَى الْمَنَابِرِ، وَيُعْطَى مَالُ اللَّهِ عَلَى الْكَذِبِ وِالْبُهْتَانِ، وَسَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَتُقْطَعُ الأَرْحَامُ، وَيُصْبِحُ الْعَبْدُ لا يَدْرِي أَضَالٌّ هُوَ أَمْ مُهْتِدٍ" ـ 
ففى الحديث دلالات ست وعلامات ست من علامات القيامة الصغرى اما الدلالات فهى صدق ما اخبر به المصطفى عن احداث آخر الزمان وهى الامور العظام والفتن المدلهمة التى تغطى نور الامة بغيامة سوداء كاالليل البهيم تحجب عن الامة وضح النهار ونور الحق .واما العلامات فهى :
اولا: موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد انتقل الى الرفيق الاعلى اذ تحققت اولى العلامات وفى هذا إخبار للجميع بأنه لا بقاء لمخلوق مهما علت رتبته حتى محمد خير الخلق وحبيب الحق .
ثانيا : فتح بيت المقدس وقد فتح مرتين فى تاريخ الاسلام مرة على يد الخليفة الثانى عمر ابن الخطاب ومرة على يد السلطان صلاح الدين الايوبى .
وهذا الفتح ليس هو المقصود من الحديث وانما الفتح المرتبط بالوعد الالهى والمذكور فى سورة الاسراء هذا الفتح يشترط ان يكون الكائن فى المسجد الاقصى او فى فلسطين يهودا وليسوا نصارى .
وذلك لان كلا الفتحين الذين فتحا فيهما المسجد الاقصى كان الوجود فى فلسطين للنصارى وليس اليهود بدليل ان الفتح الثانى ارتبط بالحملات الصليبية التى حملت لواء الصليب 
وخلاصة القول ان الفتح الذى تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسجد الاقصى لم يتحقق بعد والله اعلم.

ثالثا: موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم وقعاص الغنم هو مرض معدى يصيب الاغنام فتموت فجأة وفى الحال بأعداد كثيرة وهو ما يطلق عليه( الشوطه) معنى ذلك انه سيكون فى امة الحبيب موت وموت وموت والجمع موتان وهو كثرة الموتى والقتلى من امة محمد صلى الله عليه وسلم بسبب كالحروب اومن غير سبب كالعدائات بين الفرق المتناحرة من الامة ذاتها وقد حدث
بداية من حروب على كرم الله وجهه ومعاوية رضى الله عنه 
ومرورا بكل الصراعات التى ابادت من الامة وازهقت منها ملايين الارواح البريئة ومرورا بالحروب الصليبية الى غزو العراق وافغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك والحروب المفتعلة فى السودان كل تلك الحروب التى اطاحت باعداد لا تحصى من ابناء الامة وشيوخها ونسائها واطفالها مرورا بالنزاع العربى الاسرائيلى وحرب اكتوبر والتى حصدت مائة وعشرون الفا من ابناء الامة الاسلامية وكذلك مرورا بالانقلابات فى العالم العربى والثورات القدرية التى ارتبطت بقدر الله لا بقدر زيد من الناس او حزب من الاحزاب فقد كانت هى الاخرى لها ضحاياها على الصعيد العربى كله بدئا من تونس ومصر الى ليبيا وسوريا واليمن والبحرين وغيرها 
كل تلك الاحداث كان الموت يأخذ بشباب الامة كقعاص الغنم نظرا للاعداد الكثيرة .
رابعا : استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا وغاضبا" وهذا ماحدث فى الثورات العربية حيث ثارت كل فئات الشعب فى مصر وغيرها من البلاد العربية مطالبة بزيادة الاجور والا سوف تكون هناك اعتصامات والاعتصام والثورة هما من افرازات الغضب المخزون داخل كل فئات المجتمعات ولست انفى انه كان هناك ظلم وانما انا ادلل على صدق كلام المعصوم فالمال وفير الكل يأكل الكل يبنى ويعمر الكل يلبس اجمل الثياب ولكن انتشر فى الامة داء عضال وهو داء ( عدم الرضى ) لذا فقد ضرب لنا القران الكريم اروع الامثلة فى الامة التى لم ترضى بنعمة الله بل جحدت بها وكفرت بها قال تعالى " ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون"
وهذا الذى يحدث الان جوع وخوف لان الجوع والفقر هما مصدر الفساد على وجه الارض لذا يقول الشاعرعبد الرحمن شكرى :
   الفقر استاذ الجرائم ان اردت 
                              جريمة وابو الكوارث ان عتى
ماذا يفضل ذاك عنك لتنحنى 
                             عبدا له  ويتيه   فوقك     سيدا
ويرد ذنب العالمين لادم 
                           فيقال ان الدين  اخطأ    واعتدى
هذا عن الجوع اما الخوف فهو من افرازات الفقر الذى ينتج عنه ما يسمى بالبلطجه وارهاب الناس ونسأل الله السلامة والرجوع اليه والرضا بما قسم.
خامسا: فتنة لا تترك بيتا من بيوت المسلمين الا دخلته " هذه الفتنةهى مايدور الان من احداث بين الاحزاب والفرق حتى غدت بيوت المسلمين منقسمة على ذاتها ما بين مؤيد ومعارض ما بين محلل ومحاور مابين سعيد وحزين  كل الامة برمتها تعيش هذه الاحداث الان فانت تجد دولة مؤيدة لما يدور فى سوريا مثلا واخرى معارضه ودولة تريد ان يرتقى الاخوان المسلمون عرش مصر واخرى رافضه حتى فى الحكم الصادر ضدد مبارك هناك من يرفضه وهناك من يؤيده كل تلك الاحداث هى الفتنة العاصفة التى تعصف الان بالامة العربية 
والفتنة دائما كلمة غريبة بين المسلمين الذين تأصلت فيهم تعاليم الاسلام السمح اذ هى كلمة مستوردة دخيلة وان شئت قلت مفتعلة بفعل فاعل يريد ان تنكسر شوكة الاسلام والمسلمين ولا شك انهم اعداء الله من اليهود والملاحدة من الشرق والغرب.
سادسا :هدنة تكون بينكم وبين بنى الاصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين راية تحت كل رايه اثنى عشر الفا" 
وهذه دلالة قاطعة على ان هناك حرب قادمة بين الشرق والغرب لا محالة كما قال ابن حجر وجزم ان النصر سيكون فيها حليف المسلمين والدليل على ذلك نية الغدر من الروم لانهم مهزومون وسيهزمون ايضا فى الغدر بالمعاهدة ان شاء الله حتى مع هذا العدد الضخم الذى يحوى تسعمائة وستون الفا
وستكون هذه الحرب بعد زوال الكيان الصهيونى من بلاد المسلمين لمحاولة استرجاع المسجد الاقصى من جديد تحت لواء الحملات الصليبية فى اخر الزمان .
             هذا والله اعلى واعلم


           سامى طه العقيبى