السبت، 12 ديسمبر 2015

وصية الاسلام باهل الكتاب

إذا كان الإسلام لا ينهى عن البر والإقساط إلى مخالفيه من أي دين ولو كانوا وثنيين مشركين فإن الإسلام ينظر نظرة خاصة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى. سواء أكانوا في دار الإسلام أم خارجها.

فالقرآن لا يناديهم إلا بـ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ) و(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ) يشير بهذا إلى أنهم في الأصل أهل دين سماوي، فبينهم وبين المسلمين رحم وقربى، تتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث الله به أنبياءه جميعا: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) سورة الشورى:13.

والمسلمون مطالبون بالإيمان بكتب الله قاطبة، ورسل الله جميعا، لا يتحقق إيمانهم إلا بهذا: (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) سورة البقرة:136. 

وأهل الكتاب إذا قرؤوا القرآن يجدون الثناء على كتبهم ورسلهم وأنبيائهم. 

وإذا جادل المسلمون أهل الكتاب فليتجنبوا المراء الذي يوغر الصدور، ويثير العداوات: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) سورة العنكبوت:46. 

وقد رأينا كيف أباح الإسلام مؤاكلة أهل الكتاب وتناول ذبائحهم. كما أباح مصاهرتهم والتزوج من نسائهم مع ما في الزواج من سكن ومودة ورحمة. وفي هذا قال تعالى: (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ) سورة المائدة:5. 

هذا في أهل الكتاب عامة. أما النصارى منهم خاصة، فقد وضعهم القرآن موضعا قريبا من قلوب المسلمين فقال: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) سورة المائدة:82. 

أهل الذمة 
وهذه الوصايا المذكورة تشمل جميع أهل الكتاب حيث كانوا، غير أن المقيمين في ظل دولة الإسلام منهم لهم وضع خاص، وهم الذين يسمون في اصطلاح المسلمين باسم (أهل الذمة) والذمة معناها: العهد. وهي كلمة توحي بأن لهم عهد الله وعهد رسوله وعهد جماعة المسلمين أن يعيشوا في ظل الإسلام آمنين مطمئنين. 

وهؤلاء بالتعبير الحديث (مواطنون) في الدولة الإسلامية، أجمع المسلمون منذ العصر الأول إلى اليوم أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، إلا ما هو من شؤون الدين والعقيدة، فإن الإسلام يتركهم وما يدينون. 

وقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم الوصية بأهل الذمة وتوعد كل مخالف لهذه الوصايا بسخط الله وعذابه، فجاء في أحاديثه الكريمة: "من آذى ذميا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله"."من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه، خصمته يوم القيامة"."من ظلم معاهدا، أو انتقصه حقا، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة". 

وقد جرى خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم على رعاية هذه الحقوق والحرمات لهؤلاء المواطنين من غير المسلمين. وأكد فقهاء الإسلام على اختلاف مذاهبهم هذه الحقوق والحرمات. 

قال الفقيه المالكي شهاب الدين القرافي: "إن عقد الذمة يوجب حقوقا علينا؛ لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وذمتنا وذمة الله تعالى، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء، أو غيبة في عرض أحدهم، أو أي نوع من أنواع الأذية أو أعان على ذلك، فقد ضيع ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم وذمة دين الإسلام".

وقال ابن حزم الفقيه الظاهري: "إن من كان في الذمة وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه، وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح ونموت دون ذلك صونا لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن تسليمه دون ذلك إهمال لعقد الذمة".

الخميس، 12 نوفمبر 2015

انهيار امريكا كما اكدوا هم بانفسهم

من سنن الله أن يدفع الأقوياء بعضهم على بعض ليعيش الضعيف. { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } [ البقرة:251].
وقد وجدنا بالبحث والتمحيص أن أمريكا ينتظرها كارثة بيئية من ست نستعرضها تباعًا. ولا نقول ذلك على سبيل الأماني بل هي حقائق علمية، ولا نقولها ليتواكل الناس بل كي لا يحسبوا الذين كفروا معجزين في الأرض.
أولًا : - كارثة الأعاصير
من المعروف أن جزر الكاريبي وشرق وجنوب الولايات المتحدة من أكثر المناطق في العالم عرضة لخطر الأعاصير، خاصة أن اتجاه الأعاصير في أمريكا الشمالية يكون من الغرب والجنوب إلى الشرق، وقد تكبدت الولايات المتحدة في ست سنوات فقط ( 1989م : 1995م ) خسائر تقدر بأربعين بليون دولار ! كما تكبدت عام 1926م أكثر من 72 بليون دولار في إعصار ضرب ولايتي "آلاباما " و " فلوريدا "، أما مدينة نيويورك فينتظرها في هذا المعرض خطر جسيم. فقد كان يظن أنها تضرب بإعصار كل 150عامًا فتبين أنها تضرب به كل 75 عامًا. شاهدنا ذلك في فيلم وثائقي بعنوان (Ends of the Earth ) ( نهايات العالم ). عرضته قناة الجزيرة صباح يوم 29/6/2005م تحت اسم ( أخطار تهدد العالم ). ذكر هذا الفيلم على لسان عالم الجيولوجيا الأمريكي د/ نيك كوش أنه اكتشف جزيرة سياحية قبالة مدينة نيويورك كان اسمها " هوج "Hog غرقت تمامًا في إعصار ضربها هي والمدينة عام 1893م. وكانت المدينة قد ضربت بإعصار سابق عام1821م. ثم بآخر لاحق عام 1938م كبدها حوالي 17 بليون دولار. إذن نيويورك تحديداً وكما ذكرنا تضرب بإعصار رهيب ( يرفع مستوى ماء البحر 20قدمًا فيغرق المدينة ) كل 75 عامًا تقريبًا، ولما كان آخر إعصار كبير قد ضربها عام 1938 فالمنتظر أن تضرب بآخر خلال هذا العقد.
ولا يبدى الخبراء شكًّا في وقوع ذلك مستقبلًا بل يقولون : إنها مسألة وقت ! خاصة في وجود ضيق مسافات ناطحات السحاب الحالية التي تزيد من سرعة الرياح التي ستصل إلى 180 ميلًا في الساعة!!.

من المعروف كذلك أن الولايات الجنوبية ثم الشرقية من الولايات المتحدة – مع دول الكاريبي – هي من أكثر الأماكن عرضة للأعاصير – بجانب دول آسيا المدارية كالصين والفلبين وفيتنام وبنجلادش التي قتل فيها 100000 في إعصار ضربها عام 1991م، وقد ازدادت في السنوات الأخيرة نتيجة ارتفاع حرارة الأرض بما يسمى " الاحتباس الحراري ".
فولاية فلوريدا مثلًا تعرضت منذ منتصف القرن التاسع عشر إلى 110 إعصارًا، تأتي بعدها تكساس 59 إعصارًا، ثم ولاية نورث كارولينا من 15 إلى 22 إعصارًا.
من أكثر الأعاصير فى الكلفة الاقتصادية في تاريخ أمريكا الحديث، إعصار ضرب ولايتي فلوريدا وآلاباما عام 1926م فدمر ما قيمته تزيد على 72 مليار دولار. ثم إعصار " أندرو " الذي ضرب فلوريدا ولويزيانا عام 1992م 33مليار دولار. أما إعصار كاترينا الشهير فقد فاقت خسائره المائتي مليار دولار استدانتها الإدارة الأمريكية من بنوك الصين و اليابان.
ثانيًا و ثالثاً: مخاطر المدّين البحريّين" التسونامي " الشرقى و الغربى :
يذكر موقع المجلة العلمية الشهيرة NATIONAL GEOGRAPHIC على شبكة المعلومات ( الإنترنت ) أن التسوناميات تضرب الولايات المتحدة أكثر مما تضرب آسيا TSUNAMIS MORE LIKELY TO HIT US THAN ASIA.
وذكر كاتب المقال ( STEFAN LOVGREN ) إن ذلك لأن الولايات المتحدة تقع في شرق المحيط الهادي الذي يذخر بالعديد من نطق الاندساس التي تسبب أغلب التسوناميات !! خاصة نطاق اندساسCASCADE، والعجيب أن مجلة العلوم الأمريكيةSCIENTFIC AMERICAN في عددها الصادر يونيو – يوليو 2004 ( أي قبل طوفان سومطرة بشهور ) قد ذكرت سببًا آخر يجعل نفس الساحل الغربي للولايات المتحدة عرضة للتسوناميات أكثر من غيره ألا وهو وقوع أكبر الجزر البركانية في غربه ( جزر هاواي ) ذات التاريخ الحافل بالانهيارات الصخرية الرهيبة، والتي تسبب تسوناميات ذات أمواج تتعدى الثلاثمائة مترًا، وقد رصد كاتب المقال العالم " بيتر سرفللي " مقدمة خطيرة لانهيارٍ كهذا ألا وهي ما أسماه الزلزال الصامت إذ رصد إزاحة لكتلة صخرية يزيد حجمها على 2000كم3 من السفح الجنوبي لجبل " كيلوئيا " ما أحدث إزاحة بمقدار 10سم على طول صدع جوفي، استغرقت هذه الإزاحة 36 ساعة ( وذلك شهر 11 عام 2000م ).. وهذا ما اعتبره "سرفللي " إنذارًا بكارثة ألا وهي انهيار بقية جسم البركان بسرعة في البحر ما يحدث تسوناميات هائلة تغرق الساحل الغربي للولايات المتحدة !!. فالساحل الغربى لأمريكا الشمالية ليس الوحيد المعرض للطوفانات الهائلة ( سواء من جزر هاواي أو نطاق إندساس CASCADE، بل الساحل الشرقي لها أيضًا. فنرى في فيلم علمي للـBBC ( أذاعته قناتا العربية و MBC ) وهو بعنوان "موجة الدمار " وقد بث في الأيام الأخيرة من عام 2004م ) كيف ينذر عالم الجيولوجيا البريطاني " سايمون داي " ومعه بعض قرنائه الأمريكيين، ينذر بوقوع طوفان مروع للساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، نتيجة انهيار مؤكد ( وليس محتمل ) للجزء الغربي من بركان " كومبري بييخا "الواقع في جزيرة " بالما " ( من جزر الكناري قرب الساحل الغربي لأفريقيا). وذلك في أقرب انفجار بركاني له، إذ تتمدد المياه التي تملأ شقوقه نتيجة ارتفاع الحرارة فتساعد على انزلاق صخور تزن ½ تريليون طنا !! فتصدر أمواجًا تسونامية ترتفع إلى 650 مترًا!! وتسير بسرعة 720كم / ساعة ! فتصل إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة في غضون ثمان ساعات مدمرة ذلك الساحل بأكمله وبعمق 20كم2!! أي أن الأمريكان يكون لديهم ثمان ساعات فقط لإخلاء حوالي سبع ولايات من سكانها ولا أقول صد الموجة بالطبع لأنه مستحيل.. فما بالك بالخراب المادي كذلك ؟
وإن كان في بعض الأحيان.. كما قال د/ روبرت ييتس ( من جامعة " أوريجون " ) : قد لا يكون أمامنا 15 دقيقة !!.
رابعاً : كارثة البركان الخارق MEGA VOLCANO
وهو نوع نادر من البراكين الهائلة النادرة على سطح الأرض ( بضعة براكين ) لكنها ذات قوة تدميرية هائلة إذ تصل فوهته إلى عشرات الكيلومترات !!
فنجد في شمال الولايات المتحدة متنزهًا معروفًا " YELLOW STONE PARK " وبه عدد من عيون الماء الحارة تصل مساحته إلى 30*70كم2 وقد وجد عالم الجيولوجيا الأمريكي "بوب كريستيان " - قدرًا - شواهد على وجود بركان أسفل المتنزه بعد رصده لثلاث طبقات من الترسيبات البركانية تدل على MEGA VOLCANO وقد قدر الفارق الزمني بين كل طبقة والأخرى 600000 سنة وقد تأخر الثوران الأخير إذ مر على آخر انفجار نفس الزمن. أكد ذلك العالم " بوب سميث " الذي لاحظ ارتفاع أرض بحيرة المتنزه على مدى عشرات السنوات ما يعني أن عمود الصهارة ( MAGMA) الذي يرتفع من طبقة MANTLE تحت قشرة الأرض قد انتفخ بعد مسافة معينة. ذلك لصهره جزءًا من القشرة التي يخترقها فأنتجت " غرفة صهارة " (MAGMA CHAMBER) التي تسبب انهيار لسطح القشرة المنتفخ فوقها فتصبح فوهة رهيبة، قد قدر سميث حجم غرفة صهارتها 40*20*10كم – أي ما يوازي < 1/3 المتنزه !! نجد ذلك في فيلم بثته قناة العربية في أوائل عام 2005م نقلًا عن الـ BBC وهو بعنوان " أخطار تهدد العالم ".

بركان كهذا ستقذف حممه إلى 50كم في السماء ولن يقترب منه أحد حتى مسافة 1000كم. تأثيره سيكون مدمرًا " تمامًا " لأمريكا الشمالية وسيتعداها إلى أنحاء الأرض لكن بدرجة أقل.
خامساً : تهديد النيازك الكبيرة ( الكويكبات ).
يزور الأرض يوميًّا ( أي يدخل الغلاف الجوى ) أكثر من مائة مليون قطعة من الأنقاض البينكوكبية لا يزيد وزنها الإجمالي عن بضعة أطنان. أغلب هذه الجسيمات يتبخر لصغر حجمه، وهي الشهب. أما لو زاد قطر النيزك عن مترين إلى ثلاثة أمتار فإنها تنفجر، آخر ما حدث من ذلك في يناير عام2000م في " يوكن " بكندا، فانفجر بقوة تعادل 4-5 كيلو طن ديناميت... أما الأجسام الأكبر من ذلك 50-100مترًا فيصطدم مثلها بالأرض بمعدل مرة كل مئة سنة، آخرها كان عام 1908م حين ضربت تانكوسكا بسيبريا بنيزك ضخم قطرة 60مترًا لكن على ارتفاع 6كم من سطح الأرض فأحدث انفجارًا يعادل 10ميجا طن من الديناميت مما أدى إلى تدمير مساحة تعادل نيويورك !.
وقد ذكرت مجلة العلوم الأمريكية في عدد يناير 2004م أن احتمال وقوع حادث مشابه للأرض في هذا القرن يقدر بـ10% !
أما لو وصل قطر النيزك إلى 100متر فإنه يخترق الغلاف الجوي ويصل إلى الأرض فينفجر بقوة 100ميجا طن من الديناميت، ولو اصطدم بالبحر فإنه يولد موجات خرافية من التسونامي ( احتمال وقوع هذا في قرننا هذا 2%.
لكن في السنوات القليلة الماضية زاد ذلك التهديد وصار هناك ما يسمى بالكويكبات المقتربة من الأرض EARTH APPROACHING ASTEROIDS وذكر العلماء أسماءها وسرعاتها إلا أنه حدث أخيرًا أن تغيرت سرعات تلك الصخور – على غير ما عهد البشر – فبدأت تخرج عن المراقبة. وقد أنشأت الولايات المتحدة لذلك : إدارة الحرس الوطني. بل وشرعت في إنشاء سفينة فضائية للتعامل مع النيزك المهدد للأرض، ويشهد تاريخ اصطدام تلك الصخور الكبيرة أنها تكثر في شمال سيبريا وجنوب " سكاندنيفيا" وشمال استراليا وأمريكا الشمالية !! ( الشاهد على ذلك حفرة أريزونا ).

وقد ذكرت مجلة العلوم الأمريكية ( عدد يناير 2004م ) أن الولايات المتحدة تعد العدة لإطلاق سفينة فضاء لتغيير مسار أحد هذه الكويكبات. كما ذكرت وكالات الأنباء العالمية في أوائل عام 2005م أن وكالة " ناسا " الفضائية الأمريكية قد أطلقت سفينة فضائية " ديب إمباكت " للاصطدام بالمذنب " تمبل1 " الذي أسموه صخرة يوم القيامة ! وذلك لإبعاد خطره وما نظن الأمريكان سيهتمون بخطر يهدد أحدًا غيرهم. وقد قيل كذلك أن أمريكا ما شرعت في برنامج "حرب النجوم" إلا لمحاولة صد خطر النيازك !
سادساً : خطر صدع " سان أندرياس "
وهو صدع يمتد بطول 1300كم بمحاذاة الشاطئ الغربي للولايات المتحدة ( تحديدًا ولاية كاليفورنيا بل وبدءًا بالمكسيك ) ثم يمتد في قاع المحيط الهادي شمالًا. وهو قطعًا أخوف ما يخافه أولو الألباب من الأمريكان من قديم الزمان إذ يتهدد أهم الولايات الأمريكية (كاليفورنيا) التي يعتبرونها القاطرة الاقتصادية للبلاد علاوة على الثقل السكاني. فقد يتحرك ذلك الصدع في اليابسة كما تحرك من قبل في الأعوام 1906م،1940م، 1992م وما بعدها مسببًا إزاحات صخرية تصل إلى سبعة أمتار وقد يحدث الزلزال في المحيط فيولد " تسوناميى " يغرق الساحل كما فعل عام 1964م وقتل مائة من سكان الولاية.وكما حدث كذلك عام 1700م في الثامن والعشرين من شهر يناير، وصلت الأمواج إلى الشواطئ اليابانية بعد 10-20 ساعة من قتل العديد من الهنود الحمر ( قبل وصول الأوربيين ) في شمال غرب كاليفورنيا وولايات " أوريجون " و " واشنطن " الحالييتين في الغرب الأمريكي. وقد عرف ذلك من دراسة حلقات الأشجار القديمة المدمرة في غابات "سياتل". ذكرت هذه المعلومات فيلم من إنتاج الـBBC بعنوان : THE NEXT MEGAQUAK أي " الزلزال المهول القادم " وقد بثته قناة الجزيرة مساء 20/6/2005م مترجمًا تحت عنوان ( الزلزال الأكبر ). ومن أهم ما ذكر في هذا الفيلم أن الأمريكان في هذه الولايات الغربية يستعدون لها بتدريب الناس تدريبات عملية لتقليل مخاطرها. خاصة أنهم يتوقعون أن الزلزال القادم ستصل شدته إلى تسعة درجات بمقياس ريختر. وسيكون من أشد زلازل تاريخ الأرض ! حتى أنهم لم يتموا بناء مفاعل نووي قد أنجز الجانب الأكبر منه. وقد ازداد قلق الخبراء في أمريكا بعد زلزال سومطرة إذ يقع الساحل الغربي الأمريكي بأكمله ضمن سلسلة الصدوع الأرضية التي تشكل مع صدع سومطرة وغيره ما يسمونه " حلقة النار " FIRE RING". والخوف أن تحدث موجة ارتدادية عندهم نتيجة تلك الكارثة.
الخلاصة:
هكذا استعرضنا عدة كوارث بيئية وقد أحاطت الولايات المتحدة الأمريكية إحاطة السوار بالمعصم
إذًا { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ }
(وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) الرعد.
صدق الله العظيم


السبت، 31 يناير 2015

جند الله - وجند الشيطان



بسم الله الرحمن الرحيم
" احسب الناس ان يقولوا أمنا وهم لا يفتنون"
"إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس"
هكذا تحدث الحق جل وعلا عن كل ما يحدث للامة الاسلامية فى ماضيها وحاضرها ومستقبلها وهو بذلك يعطينا الدرس والقدوة فى قوة الاحتمال والبأس--------- فلا يوجد ايمان بدون فتنة وبلاء وما يمس الامة الان من جراح دامية إلا وقد مس المؤمنون السابقون مثله وهكذا يريد الله ان يهوًن علينا ما نحن فيه من الالم والجراح.
ويا عجبا أن ترى من امة محمد صلى الله عليه وسلم أناس يتسمون بمسميات ما أنزل الله بها من سلطان وهم يتساقطون فى مستنقع الشيطان دون ارادة منهم فهاهم أنصار بيت المقدس والمسجد الاقصى منهم براء وهاهم الاخوان المسلمون والاسلام منهم براء وها هم تنظيم الدولة الاسلامية والدولة بكل ما فيها منهم براء وتعجب كل العجب حينما تعلم ان عدوا واحدا يتربص بالامة كلها وهاهو قابع خلف رمال سيناء ينتظر اللحظة المناسبة لينقض على الامة كالاسد على فريسته ورغم ذلك لا تطلق جهته رصاصة واحدة  بل الذى يحلون قتله المسلمين من ابناء قواتنا المسلحة الذين هم مرابطون خلف الحدود يذبون عن الوطن ويدافعون عن عرضه وشرفه الم يتسائل الناس يوما لماذا أحلوا قتل ابنائنا ولم يجيزوا قتل اليهود من ابناء قتلة الانبياء؟
والجواب لأنهم تربوا فى احضانهم وهم الذين اغدقوا لهم الهبات والعطايا بل والادهى من ذلك انهم جندوا لهم علماء من ابناء اليهود الذين تلونوا ونافقوا حتى يتسنى لهم التغلغل فى قلب الامة والتأثير على شبابها  ووالله ماهم بمسلمين  ولكنهم جندوا هؤلاء  وأوهموهم بالشهادة الزائفه
ان القران نطق صراحة بمثل هذه الحقائق فى قوله تعالى " وامددناكم بأموال وبنين" فالاغنياء على مستوا العالم بل والمحركين للنظام البنكى فى العالم كله يهود من الدرجة الاولى ولكن بقيت الاولاد  فنحن نجد ان اقل نسبة سكان بين اديان العالم – اليهود- فمن اين جائت الابناء؟ انها بنوة المال الذى يشترى الذمم الخربة والنفوس الضعيفة التى لا تستحى من ان ترى الامة فى مستنقع من الفوضى والخراب من اجل ارضاء سادتهم ومربيهم
ومن هنا وجب على الامة ان تقف لامثال هؤلاء وان تقاتلهم  ولما وقد منع قوما الزكاة فقاتلهم ابو بكر رضى الله عنه ان الدين كل لا يتجزأ فمن قتل يقتل ومن سرق يقطع ومن اراد ان يشيع الفوضى يشرد به
حفظ الله مصر

سامى العقيبى

الجمعة، 30 يناير 2015

مصر بين الماضى والحاضر



مصر بين الماضى والحاضر
                              بشهادة القران والسنة
مصر البلد العربي الإسلامي المشهور، والمعروف لدى القاصي والداني, وقد ورد هذا الاسم البلد على وجه الخصوص في أكثر من موضع في القران الكريم, فقد ذكر هذا البلد في خمسة مواضع متفرقة للقران وهي على النحو الآتي  :

الموضع الأول:-
في الآية السابعة والثمانين (87) من سورة يونس حيث يقول تبارك وتعالى:-
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.

الموضع الثاني:-
في الآية الحادية والعشرين (21) من سورة يوسف حيث يقول تبارك وتعالى :-
{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.

الموضع الثالث :-
في الآية التاسعة والتسعين (99) من سورة يوسف حيث يقول تبارك وتعالى :-
{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}.

الموضع الرابع :-
في الآية الحادية والخمسين (51) من سورة الزخرف حيث يقول تبارك وتعالى:-
{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ}.
الموضع الخامس –من سورة البقره قوله تعالى

اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ"


مصر في كتب السنة

لقد تناولت كتبُ السيرةِ والتاريخِ؛ الحديثَ عن مصرَ وأوردَت أحاديثَ نبويةً تتكلم عن مصر وعن تاريخ مصر، فالسنة النبوية تحدثت عن أرض مصر الكنانة، وجاءت أحاديث صحيحة تبين فضل مصر وأهلها، وتوصي بأهل مصر خيرا، وتدعو المؤمنين إلى التحفُّظ والتحرز عن أي مكروه نحو مصر وأهلها، حتى ولو كانوا على غير شريعة الإسلام، فقد روى الإمام مسلم رحمه الله حديثين يحملان هذه المعاني، وحينما نقول نحن أهلَ السنة: بأن الحديث رواه الإمام مسلم: يلزمنا الإذعان والتنفيذ والاستسلام، وعدم المجادلة، وإن كان الحديث يتضمن مالا تقبله عقولنا، لأن أهل السنة والجماعة يقولون:-
إنَّ أصحَّ الكتبِ بعد القران الكريم: صحيحُ الإمام البخاري، ويتبعه: صحيحُ الإمام مسلم رحمهم الله .   
      
ونذكر من هذه الأحاديث التي وردت في كتب السيرة والسنة وهي:-
أ‌-    جاء في صحيح مسلم بشرح الإمام النووي في جزء (16) صفحة (74) يقول:- (باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر)، ثم ذكر حديث رقم (2543)، ونصه:-
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ الْمَهْرِىِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ فِى مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا». قَالَ: فَمَرَّ بِرَبِيعَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَىْ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ؛ يَتَنَازَعَانِ فِى مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَخَرَجَ مِنْهَا.
 قال: فمرَّ بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها .
وفي =رواية أخرى بسند آخر في= صحيح مسلم بشرح الإمام النووي في جزء (16) صفحة (74) ورد:-
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ عَنْ أَبِى بَصْرَةَ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ؛ وَهِىَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا؛ فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا». أَوْ قَالَ: «ذِمَّةً وَصِهْرًا، فَإِذَا رَأَيْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِيهَا فِى مَوْضِعِ لَبِنَةٍ؛ فَاخْرُجْ مِنْهَا». قَالَ: فَرَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ابْنَ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ وَأَخَاهُ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمَانِ فِى مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَخَرَجْتُ مِنْهَا.
وقد جاء في شرح هذين الحديثين للإمام النووي رحمه الله بيان لبعض الكلمات التي وردت فيهما منها:-
[القيراط: جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرها، وكان أهلُ مصرَ يكثرون من استعماله والتكلم به.
الذمَّة: الحُرمة والحقَّ، بمعنى الذمام.
الرحم: لكون هاجر أم إسماعيل  منهم.
الصهر: لكون مارية أمّ إبراهيم منهم].

=أمّا الروايات التي ذكرت فيها مصر في غير صحيح مسلم فهَاك بعضَها=:
1-                         جاء في كتاب (الفتح الرباني شرح مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيـباني) للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي في الجزء (23) صفحة (302) قولُه:
الباب السادس فيما ورد في مصر وجهة الغرب، ثم ذكر حديث رقم (681) نصه:-
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال: سمعت حرملة يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي بصرة عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: («إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضَ مِصْرَ، وَهِىَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا؛ فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِماً" -أو قَالَ: "ذِمَّةً وَصِهْراً- فَإِذَا رَأَيْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِيهَا فِى مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا». قَالَ: فَرَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ وَأَخَاهُ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمَانِ فِى مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَخَرَجْتُ مِنْهَا.([1][3])
2-                         جاء في كتاب كنـز العمال في جزء (11) صفحة (165)، قول المؤلف:-
كتاب الفضائل من قسم الأفعال –الفصل الأول، في معجزاته– إخباره بالغيب، ثم أورد أحاديث منها:- رقم (31764) جزء (11) صفحة (166) نصه:-
«إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِىَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَاسْتوصوا بأهلِها خيرًا؛ فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا فَإِذَا رَأَيْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِى مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا». (حم، م – عن أبي ذر).
3-                         وجاء في كتاب كنـز العمال في جزء (14) صفحة (75): حديث رقم (3826) نصه:-
عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيرا
، فذلك الجند خير أجناد الأرض"، فقال له أبو بكر:- ولم يا رسول الله؟ قال: "لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة". (ابن عبد الحكم في فتوح مصر).([2][4])

 4- ورد في كنز العمال في جزء (11) صفحة (166)، حديث رقم (31765) وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين من أهل مصر من (الأقباط)، ونص الحديث:-
"إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما". (طب – ك عن كعب بن مالك" أي رواه: الطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك.([3][5])

5- جاء في كتاب امتاع الأسماع للمقريزي في جزء (4) صفحة (124) قوله:-
وأما إخباره بمعاونة القبط للمسلمين فكان كما أخبر، ثم ذكر الحديث بسنده عن أم سلمة رضي الله تبارك وتعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله علية وسلم –وقد أوصى عند وفاته- فقال:-
"اللهَ اللهَ في قِبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله".
لقد ذكر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله هذا الحديث ضمن سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (3113) وقال: رواه الطبراني في الكبير صفحة (265) جزء (23).
    
6- جاء في جزء (4) صفحة (125) بكتاب إمتاع الأسماع قوله:-
وخرجه أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحكم في كتاب (فتوح مصر) من حديث إسماعيل بن عباس، عن عبد الرحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"استوصوا بالقبط خيرا فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوكم" من حديث ابن وهب .
كما وجاء من طريق أخرى قوله صلى الله عليه وسلم : -
"الله الله في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله".

7- ورد في كتاب (فتوح البلدان) للبلاذري صفحة (307) قوله:-
عن الشعبي أن عليَّ بن الحسين أو الحسين نفسه كلم معاوية في جزية أهل قرية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصر فوضعوا عنهم, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالقبط خيرا.
=قال:= وحدثني عمرو، عن عبد الله بن وهب، عن مالك والليث، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:- "إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما". وقال الليث: كانت أم إسماعيل منهم.

8- جاء في الحديث:- "مصر كنانة الله في أرضه؛ ما طلبها عدو إلا أهلكه الله".
أورد الشيخ الألباني رحمه الله هذا الحديث ضمن (سلسلة الأحاديث الضعيفة) رقم (8880)، وقال: حديث ضعيف لا أصل له، ونسبه إلى كتاب: (المقاصد الحسنة للسخاوي).

9- ويقول الألباني في هذا الحديث: رُوِي هذا الحديث بمعناه في كتاب (فضائل مصر) لأبي محمد الحسن بن الزولاق، ونصه:-
"مصر خزائن الأرض كلها من يردها بسوء قسمة الله"، ويقول الألباني عن الزولاق، ونصه:-
لا أعرف عنه شيئا، وقد ذكر المقريزي هذا الحديث في كتابه: (الخطط)، وعزاه لبعض الكتب الإلهية.


مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
خواطر ووقفات

ذكرنا الآيات القرآنية التي وردت في قرآننا العزيز؛ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، والتي ورد فيها بلدة مصر الشقيقة، كما أفاد علماء التفسير، وذكرنا أيضا أحاديثَ وقفنا عليها تتحدث عن مصر وأهلها.
هذه الآيات والأحاديث تحتاج إلى تدبُّر وتحليل، لاستنباط الحِكَم والأحكام، والمواعظ والآداب، لعلنا أن ننتبهَ من غفلتنا، ونستيقظَ من نومنتا، ونأخذَ بمنهاج =وصراط= ربنا، ونتمسكَ بسنة ووصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واقتصرت في هذه العُجالة أن أذكر مجموعة من الخواطر والوقفات، استخلصتها من كتب التفاسير والحديث، مستعينا بالله وهي:-

الخاطرة الأولى؛ مع الآيات القرآنية:-
إن الآيات القرآنية التي تحدثت عن بلدة مصر؛ تؤكد بأن هذه البلدةَ قديمةُ النشأة، عريقةُ المنبت، ذات حضارة منذ قبل الإسلام، وتميّز أهل هذه البلدة؛ شعبُها وولاتُها من ملوكٍ وحكامٍ ووزراء: بدماثة الخلق، وحسن الاستقبال والتكريم للوافدين عليهم، منذ عهد سيدنا يوسف عليه السلام, فالمفسرون يقولون عند قوله تعالى: " ... ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" (يوسف(99) الآتي:
روِي أن يعقوب عليه السلام لما دنا من مصر؛ تهيأ يوسف عليه السلام لاستقباله، فكلم يوسف عليه السلام الملك الذي فوقه، فخرج يوسف عليه السلام والملك في أربعة آلاف من الجند والعظماء، وركب أهل مصر معهما بأجمعهم، يتلقون يعقوب عليه الصلاة والسلام ....
(انظر كتب التفسير منها: (ابن كثير, القرطبي, التفسير الميسر).

وعند قوله تعالى:- "ادخلوا مصر" قال المفسرون: البلد المعروف.
وعند قوله تعالى:- " ... إن شاء الله آمنين ": من جميع ما ينوب، حتى مما فرطتم في حقي وفي حق أخي .. .
ويقول د. أ وهبة الزحيلي حفظه الله في تفسيره (التفسير الميسر) صفحة (69) جزء (13):-
[... وأمر الملك أمراءه وأكابر الناس بالخروج مع يوسف عليه السلام، لتلقي نبي الله يعقوب عليه السلام، فلما دخلوا على يوسف عليه السلام في أبهة سلطانه، بعد أن استقبلهم في الطريق مع جموع غفيرة .... ]
ثم يقول الزحيلي في نفس الجزء صفحة (71):-
[فقه الحياة أو الأحكام:- يفهم من الآيات ما يأتي:-
.....
2- دل قوله تعالى :- "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". على تأمين الحاكم الداخلين إلى بلاده من قطر آخر، وهو أمان يشمل الأنفس والأهل والأموال.
والمراد بقوله تعالى: "ادخلوا مصر" كما ذكر ابن عباس: أقيموا بها آمنين، سمى الإقامة دخولا لاقتران أحدهما بالآخر ...]
وأقول:- إن الأصوليين يقولون: (شرع ما قبلنا شرع لنا ما لم يأتي بناسخ بنسخه)، ويوضح هذا القولَ الأصوليون في كتبهم منها: (روضة الناظر) صفحة (39) و(نزهة الخاطر) صفحة(200) جزء (2)، (المستصفى) صفحة (111) جزء (2).
هذا خلقُ ولاةِ مصرَ منذ عهد يعقوب عليه السلام؛ تتعامل مع رعاياها ومع المجتمعات والأمم، وأصحاب الهيئات باحترام وحفاوة وتكريم، منـزلين الناس منازلهم، ويتحملون مسئولية توفير الأمن والاستقرار لزوار أوطانهم، وإن كانوا على غير معتقدهم "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
أليس قوله تعالى: "قال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن  ينفعنا أو نتخذه ولدا ... ":- تأكيدًا على عراقة هذا المجتمع المصري، في تكريمه للناس حتى ولو كانوا بمنزلة العبيد؟!!
أليس ذلك يدل على عنايتهم بتربية أولادهم "... أو نتخذه ولدا" ؟!!
أليس ذلك دليل على بعد نظرهم ورؤيتهم للمستقبل؟!!
عند تفسير هذا الجزء من الآية يذكر غالب المفسرين قولا مأثورا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما يقول فيه: (أفرس الناس ثلاثة: عزيز مصر؛ حين قال لامرأته في يوسف: "أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا"، وابنةُ شعيب؛ حين قالت في موسى: "استأجره"، وأبو بكر في عمر حيث استخلفه.
انظر تفسير القرطبي صفحة (160) جزء (9)، ومختصر تفسير ابن كثير للصابوني صفحة (245) جزء (2)، وتفسير الخطيب الشربيني صفحة (112) جزء (2)، والتفسير الميسر صفحة (233) جزء (12) وغيرها من التفاسير.
فالحقيقة والواقع يؤكدان على أن رجالات مصر عندهم بعد نظر، ورؤية ثاقبة في كثير من القضايا المستقبلية، على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، يمكِّنهم حسُّهم الأمني والمستقبلي من إفشال الكثير من المؤامرات، التي تهدف إلى زعزعة أمن العالم العربي والإسلامي، فيعالج ألئك الرجال مشاكلهم وقضاياهم بحكمة وروَّية، وصبرٍ وثبات، لإغلاق أبواب الشر والفتن، وإفشال الحيل والمؤامرات، ولا يدرك أبعاد الأمور إلا العقلاء، أما القاصرون فلا يرون الأمور إلا من بين أيديهم.

الخاطرة والوقفة الثانية مع الأحاديث النبوية:-
إن علماء الفقه والأصوليين اجتهدوا في حكم أمر النبي صلى الله عليه وسلم، هل هو محمول على الوجوب أم على الندب؟ وعلى الوجهين نقول:-
إن الالتزام بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وفعله: عبادة يثاب عليها فاعلها.
فحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (... فاستوصوا بأهلها (مصر) خيرا ...)، معناه واضح جلي، لا يحتاج إلى بيان وتوضيح.
كما وأقول: ما حال من لا يأخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم؟
والجواب على هذا القول أو السؤال: آياتٌ وأحاديثُ كثيرةٌ تحذِّر من مغبَّة عدمِ الأخذِ بتوجيهات وتوصيات وأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكتفي بالتذكير بقوله تعالى :- {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} (التوبة: 63) ([4][6])
ويقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية (مختصر ابن كثير صفحة (152) جزء (1):
[أي:- لم يتحققوا ويعلموا أنه من حاد الله عز وجل، أي شاقه وحاربه، وخالفه..]
ونؤكد ونقول:-
فحينما نبين فضائل مصر، وما ينبغي للمسلم نحوها؛ ليس لمصلحة دنيوية، وإنما الأمر متعلق بأمر تعبّدي، إنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... استوصوا بأهلها خيرا ..."، والله سبحانه وتعالى يقول: {... ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ...}

الخاطرة والوقفة الثالثة:-
مع قوله صلى الله عليه وسلم : "... فإن لها ذمة ورحما ...." أو قال: ".. ذمة وصهرا ...".
لقد أوضح الإمام النووي رحمه الله معاني هذه الكلمات عند شرحه هذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم بقوله:-
[الرحم: لكون هاجر أم إسماعيل منهم.
الصهر: لكون مارية أم إبراهيم منهم.
الذمة: الحرمة والحق، بمعنى الذمام].

وجاء في المعجم الوسيط صفحة ( 338 ) :-
[الذمام: العهد والأمان والكفالة، والحق والحرمة].

ونستطيع القول: إذا كان المسلم له حرمةٌ وحق ٌ؛ّ لعموم ما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب: البر والصلة ... بأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:-
«بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ؛ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ». فالمصريُّ له حرمةٌ وحقٌّ آكدُ من غيره، بنص الحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: "... استوصوا ... لهم ذمة وصهرا ... لهم ذمة ورحما ...".
كما ونقول: إذا كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بأهل مصر خيرا؛ للصهر وللرحم، لكون الصلة من طرف هاجرَ وماريَةَ منهم، نتساءل ونقول:- كم كانت المدة الزمنية بينهم؟ وكم من الأجداد؟ كم من الآباء والأصول والفروع بيننا وبينهم؟
فنحن في حاضرنا أَوْلى بآداء جوانب وحقوقِ المصاهرة والرحم.
فكم من أُسَرٍ وعائلاتٍ في بلادنا أصولها وجذورها مصرية؟!
وكم من رجلٍ من رجالات وطننا أمهاتُهم وأخوالهم من مصر، يحملون الجنسية المصرية؟! لا زالت أمهاتهم وجداتهم تعيش بيننا!!

الخاطرة والوقفة الرابعة :-
 إن مصرَ لها مكارمُ على الأمة العربية والإسلامية، لا يمكن لإنسان أن يطمسَ ويمحوَ صفحاتِ التاريخِ المشرقةِ التي تتحدث عن هذه المكارم، وتتناولَ الآياديَ البيضاءَ التي تسدلها مصر للعالم الإسلامي والعربي والإنساني، فمصرُ؛ لها وقَفاتٌ تؤكِّد على نخوتها العربية والإسلامية، تجاه القضايا العربية والإسلامية، ويكفي الأزهرُ الشريفُ منارةً لنشر العلوم الإسلامية والمعرفة، وشوكةً في حلْق كل من يسعى لإثارة الشكوك حول التعاليم الإسلامية، بالدليل النقلي والعقلي، وبالحجة والبرهان، وبحكمة وتؤدة، وبحسن المناظرة والخطاب.

إنني لا زلت أسمع الرواياتِ الشفويةِ عن تضحياتِ الجنود المصريين؛ النظاميين والمتطوعين من أجل الدفاع عن شرف العرب والمسلمين، ولا زال تاريخ فلسطين يسطر أسماء شهداءَ مصريين، ومدافعين عن فلسطين منهم: أحمد عبد العزيز، ومحمد طه، أو البيه طه رحمهم الله، ورجال وضباط ثورة يوليو سنة 1952م وحصارهم في الفالوجا، وفي مقدمتهم القائد الرئيس/ جمال عبد الناصر رحمه الله.
لازالت أمهاتنا وجداتنا يروين لنا مشاهد الفظاعة، التي حلَّت بالجنود المصريين، وقتلهم في مدارس محافظة رفح فلسطين، ومن بينها مدرسة (أ) الإعدادية للاجئين.

ولا زالت أبيات شعر والدنا الشيخ/ أحمد فرح عقيلان رحمه الله، يرددها أبناؤنا وتتلألأ في الكتب، والدواوين الشعرية بعنوان: (يقول لنا الشهيد)، والتي قالها رحمه الله حينما نُقِلت رفات الشهداء المصريين =إن شاء الله= بعد حرب سنة 1948م على ثرى فلسطين، وجاء في هذه القصيدة:-
     
يقول لنا الشهيد دعوا عظامي                      فما في الدين مصري وشامي
دعـوني واطلبـوا ثأري فـإني                    لقتل من استباحوا الحـق ظامي
أليـست روضة الشهداء حـولي                   ونور المسجـد الأقصى أمامي
فلسطـين الجريح مكان روحـي                ووجهـة الأنبيـاء بها أمـامي

إن أعداء الإسلام من غير العرب والمسلمين؛ غيرُ غافلين عن مخططاتهم، وحبك مؤامراتهم ضد مصر والعالم العربي والإسلامي، فمؤامراتهم مستمرة، ومشاريعهم المغلقة متواصلة، هدفهم: غرسُ خنجرٍ في قلب مصر، ليكون سوطا على مصر والدول المجاورة لها، فرجال السياسة والفكر يقولون:-
إن العدوَّ يسعى إلى إقامة دولة في شمال سيناء، يمتد نفوذها إلى البحر الأحمر، ولتسيطر بموقعها على حلقة الصلة والاتصال بين الأردن والسعودية وفلسطين، لتتحكم بكافة المواصلات بين هذه الدول، لتكون هذه الدولة وسيلة لتنفيذ أي مخطط ترغب في تحقيقه الدول المعادية، والممولة لمشروع هذه الدولة.
ولتنفيذ ما يرغبون تحقيقه ضد الإسلام والمسلمين والعرب.
فكم من مشروع طُرِح ويُطرَح وزُيِّن له لتغير الخارطة الجغرافية لهذه المنطقة؟!
ولكن سياسة مصر بالمرصاد، وقوتها الفكرية والعلمية استطاعت إفشال هذه المؤامرات وإبطال هذه الحيل، لتظل مصر حصنا ووقاية للجميع.
إن مصر شريان الإسلام النابض والمتجدد، في مواجهة كافة المزاعم والافتراءات، التي يشيعها الأعداء والحاقدين ضد الإسلام والمسلمين، ومواقف علماء الأزهر الشريف، ومجمع البحوث الإسلامية، منارة ساطعة تغمض أعين الحاسدين، وتخرس ألسنة المفترين المتقولين، وبقوة الحجة والبرهان يكشفون زيف المفترين، ويدحضون الشبهات التي تثار ضد الإسلام والمسلمين، وبوسائل العلم والمعرفة يظهرون زيف الأعداء ضد الحضارة العربية الإسلامية.
نستطيع القول:-
إن مصر قلب العالم العربي، وشريان الإسلام النابض، ويصدق فيها الحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: "مصر كنانة الله في أرضه ما طلبها عدو إلا أهلكه الله"
ومعنى كنانة:- ورد في المعجم الوسيط صفحة (837):-
[جعبة صغيرة من أدم للنبل، جمعها: كنائن.. وأرض مصر (على المجاز).. الكنان: كل ما يرُدُّ الحرَّ والبردَ والغيرانَ ونحوهما].
وجاء في كتاب: النهاية لابن الأثير صفحة (206) جزء (4):-
[كنن الكن: ما يرد الحر والبرد من الأبنية والمساكن].
ونستطيع القول:
أرض مصر (على المجاز): كنانة، فهي مجمع القوة ووسائل الدفاع عن العالم العربي والإسلامي، وهي الملاذ لكل من يشعر بسوء، أو خطر طبيعي أو بيئي أو مخطط له، فمصر تردُّ كافَّة المخاطر بإذن الله.
نسأل الله عز وجل أن يحفظ مصرَ وأهلها والقائمين عليها، وأن يحفظ كافة بلاد العرب المسلمين من كيد الكائدين، وأن يرد كيدهم في نحورهم، آمين.
اللهم اجعل بلادَنا وكافَّةَ بلاد المسلمين ومصرَ وكافة العالم أجمعين بلاد أمن وسلام، وانشر اللهم الأمن والأمان على أرجاء المعمورة، واحفظ خلقك يا حافظ، اللهم آمين!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية

خواطر ووقفات



ذكرنا الآيات القرآنية التي وردت في قرآننا العزيز؛ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، والتي ورد فيها بلدة مصر الشقيقة، كما أفاد علماء التفسير، وذكرنا أيضا أحاديثَ وقفنا عليها تتحدث عن مصر وأهلها.

هذه الآيات والأحاديث تحتاج إلى تدبُّر وتحليل، لاستنباط الحِكَم والأحكام، والمواعظ والآداب، لعلنا أن ننتبهَ من غفلتنا، ونستيقظَ من نومنتا، ونأخذَ بمنهاج =وصراط= ربنا، ونتمسكَ بسنة ووصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واقتصرت في هذه العُجالة أن أذكر مجموعة من الخواطر والوقفات، استخلصتها من كتب التفاسير والحديث، مستعينا بالله وهي:-



الخاطرة الأولى؛ مع الآيات القرآنية:-

إن الآيات القرآنية التي تحدثت عن بلدة مصر؛ تؤكد بأن هذه البلدةَ قديمةُ النشأة، عريقةُ المنبت، ذات حضارة منذ قبل الإسلام، وتميّز أهل هذه البلدة؛ شعبُها وولاتُها من ملوكٍ وحكامٍ ووزراء: بدماثة الخلق، وحسن الاستقبال والتكريم للوافدين عليهم، منذ عهد سيدنا يوسف عليه السلام, فالمفسرون يقولون عند قوله تعالى: " ... ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" (يوسف(99) الآتي:

روِي أن يعقوب عليه السلام لما دنا من مصر؛ تهيأ يوسف عليه السلام لاستقباله، فكلم يوسف عليه السلام الملك الذي فوقه، فخرج يوسف عليه السلام والملك في أربعة آلاف من الجند والعظماء، وركب أهل مصر معهما بأجمعهم، يتلقون يعقوب عليه الصلاة والسلام ....

(انظر كتب التفسير منها: (ابن كثير, القرطبي, التفسير الميسر).



وعند قوله تعالى:- "ادخلوا مصر" قال المفسرون: البلد المعروف.

وعند قوله تعالى:- " ... إن شاء الله آمنين ": من جميع ما ينوب، حتى مما فرطتم في حقي وفي حق أخي .. .

ويقول د. أ وهبة الزحيلي حفظه الله في تفسيره (التفسير الميسر) صفحة (69) جزء (13):-

[... وأمر الملك أمراءه وأكابر الناس بالخروج مع يوسف عليه السلام، لتلقي نبي الله يعقوب عليه السلام، فلما دخلوا على يوسف عليه السلام في أبهة سلطانه، بعد أن استقبلهم في الطريق مع جموع غفيرة .... ]

ثم يقول الزحيلي في نفس الجزء صفحة (71):-

[فقه الحياة أو الأحكام:- يفهم من الآيات ما يأتي:-

.....

2- دل قوله تعالى :- "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". على تأمين الحاكم الداخلين إلى بلاده من قطر آخر، وهو أمان يشمل الأنفس والأهل والأموال.

والمراد بقوله تعالى: "ادخلوا مصر" كما ذكر ابن عباس: أقيموا بها آمنين، سمى الإقامة دخولا لاقتران أحدهما بالآخر ...]

وأقول:- إن الأصوليين يقولون: (شرع ما قبلنا شرع لنا ما لم يأتي بناسخ بنسخه)، ويوضح هذا القولَ الأصوليون في كتبهم منها: (روضة الناظر) صفحة (39) و(نزهة الخاطر) صفحة(200) جزء (2)، (المستصفى) صفحة (111) جزء (2).

هذا خلقُ ولاةِ مصرَ منذ عهد يعقوب عليه السلام؛ تتعامل مع رعاياها ومع المجتمعات والأمم، وأصحاب الهيئات باحترام وحفاوة وتكريم، منـزلين الناس منازلهم، ويتحملون مسئولية توفير الأمن والاستقرار لزوار أوطانهم، وإن كانوا على غير معتقدهم "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

أليس قوله تعالى: "قال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن  ينفعنا أو نتخذه ولدا ... ":- تأكيدًا على عراقة هذا المجتمع المصري، في تكريمه للناس حتى ولو كانوا بمنزلة العبيد؟!!

أليس ذلك يدل على عنايتهم بتربية أولادهم "... أو نتخذه ولدا" ؟!!

أليس ذلك دليل على بعد نظرهم ورؤيتهم للمستقبل؟!!

عند تفسير هذا الجزء من الآية يذكر غالب المفسرين قولا مأثورا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما يقول فيه: (أفرس الناس ثلاثة: عزيز مصر؛ حين قال لامرأته في يوسف: "أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا"، وابنةُ شعيب؛ حين قالت في موسى: "استأجره"، وأبو بكر في عمر حيث استخلفه.

انظر تفسير القرطبي صفحة (160) جزء (9)، ومختصر تفسير ابن كثير للصابوني صفحة (245) جزء (2)، وتفسير الخطيب الشربيني صفحة (112) جزء (2)، والتفسير الميسر صفحة (233) جزء (12) وغيرها من التفاسير.

فالحقيقة والواقع يؤكدان على أن رجالات مصر عندهم بعد نظر، ورؤية ثاقبة في كثير من القضايا المستقبلية، على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، يمكِّنهم حسُّهم الأمني والمستقبلي من إفشال الكثير من المؤامرات، التي تهدف إلى زعزعة أمن العالم العربي والإسلامي، فيعالج ألئك الرجال مشاكلهم وقضاياهم بحكمة وروَّية، وصبرٍ وثبات، لإغلاق أبواب الشر والفتن، وإفشال الحيل والمؤامرات، ولا يدرك أبعاد الأمور إلا العقلاء، أما القاصرون فلا يرون الأمور إلا من بين أيديهم.





نستطيع القول:-

إن مصر قلب العالم العربي، وشريان الإسلام النابض، ويصدق فيها الحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: "مصر كنانة الله في أرضه ما طلبها عدو إلا أهلكه الله"

ومعنى كنانة:- ورد في المعجم الوسيط صفحة (837):-

[جعبة صغيرة من أدم للنبل، جمعها: كنائن.. وأرض مصر (على المجاز).. الكنان: كل ما يرُدُّ الحرَّ والبردَ والغيرانَ ونحوهما].

وجاء في كتاب: النهاية لابن الأثير صفحة (206) جزء (4):-

[كنن الكن: ما يرد الحر والبرد من الأبنية والمساكن].

ونستطيع القول:

أرض مصر (على المجاز): كنانة، فهي مجمع القوة ووسائل الدفاع عن العالم العربي والإسلامي، وهي الملاذ لكل من يشعر بسوء، أو خطر طبيعي أو بيئي أو مخطط له، فمصر تردُّ كافَّة المخاطر بإذن الله.

نسأل الله عز وجل أن يحفظ مصرَ وأهلها والقائمين عليها، وأن يحفظ كافة بلاد العرب المسلمين من كيد الكائدين، وأن يرد كيدهم في نحورهم، آمين.

اللهم اجعل بلادَنا وكافَّةَ بلاد المسلمين ومصرَ وكافة العالم أجمعين بلاد أمن وسلام، وانشر اللهم الأمن والأمان على أرجاء المعمورة، واحفظ خلقك يا حافظ، اللهم آمين!

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.