الأربعاء، 6 يوليو 2011

الروح

الروح من الاسرار الالهية التى وضعها الله فى كل حى كتبت له الحياة فى هذا الوجود ولو لثوان معدوده ورغم انها تملأ اجسادنا وبها نتكلم وبها نتحرك وبها نطيع الله وبها نعصى الله والعياذ بالله الا اننا لا نعلم ما كنهها ؟مالونها؟ ما حجمها؟ ماوزنها؟ رغم ان علماء الغرب قد تقطعت بهم سبل العلم فى كشف لغزها وذلك عن طريق التجربة الحسية ومن ثم غضوا الطرف عنها مزمجرين ومهمهمين  بكلمات العجز ورغم ذلك لم يؤمنوا بالله العظيم.
ولنا ان نتكلم عن الروح من خلال آيات الذكر الحكيم ولقد ذكرة مادة الروح فى القران الكريم سبع مرات أولها فى سورة النحل "ينزل الملائكة بالروح من امره" والروح هنا هو وحى السماء الى عالم الارض على اعتبار انه جوهر الحياة الباقية حتى بعد فناء الابدان.المادة الثانيه فى سورة الشعراء قال تعالى "نزل به الروح الامين" وهو جبريل عليه السلام .
المادة الثالثة فى سورة الاسراء قال تعالى "ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى وما اوتيتم من العلم الا قليلا"وهى المقصودة بما بدأنا الحديث عنه الا وهى السر الكامن فى كل حى.
المادة الرابعه فى سورة غافر قال تعالى "رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من امره على من يشاء من عباده"
المادة الخامسه فى سورة المعارج قال تعالى "تعرج الملائكة والروح اليه"
المادة السادسة فى سورة النبأ قال تعالى " يوم يقوم الروح والملائكة" وهو جبريل ايضا.
المادة السابعة فى سورة القدر قال تعالى "تنزل الملائكة والروح فيها"
كل هذه المواد للروح اريد بها جبريل عليه السلام تارة وتارة اخرى اريد بها وحى الله الى انبيائه عليهم السلام  ولكن آية الاسراء هى التى اريد بها كما اسلفنا الحديث الروح التى يحيى بها الانسان .........................................
ولكن لماذا اخفى الله عنا الروح رغم قربها الشديد لكل انسان ؟
وماهى الروح اصلاً؟ 
اولا نبدأ بالسؤال الثانى ونجيب عليه قبل الاول اخفى الله جل وعلا الروح عنا بنص آية الاسراء .
بل طلب الحق من رسوله صلى الله عليه وسلم ان يحيل علمها الى الله بكلمة "قل الروح من امر ربى"ولكن الذى يمعن النظر فى القران الكريم يجد ان الله جل وعلا قد اوضح لعباده  بالقرينة سر اخفاء الروح عنهم وذلك فى موضعين من القران الكريم 
الاول- فى سورة الحجر قال تعالى "فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين"
الثانى-فى سورة ص وهى الاية السابقة بالنص.
معنى ذلك ان الله تعالى قال للملائكة اذا اتممت خلق هذا الانسان واعطيته قطعة حياة من حياتى فقام بها واصبح كائنا متحركا سميعا بصيرا فاسجدوا له
اذ لو قدر لنا ان نرى الروح فمن باب اولى ان نرى الله وذلك لان مصدرلا الروح منه وهى التى استمد بها كل حى صفة الحياة من الحى الاول-الله-ولكن رؤية الله مستحيلة فى الحياة الدنيا على عكس الاخرة قال تعالى "وجوه يومئذ ناضره الى ربها ناظره" وهذ يدل على ان الانسان فى الدنيا لا يستطيع ان يرى نفسه ولا ان يعرفها وبذا يكون فى حاجة دائمة الى من اوجدها -الله.
والاجابة عن السؤال الثانى هى ان الروح ليست من عالم الخلق وانما هى من عالم الامر والفرق بين العلمين ان عالم الخلق مرتبط بعالم الشهاده اما عالم الامر فمرتبط بعالم الغيب وعالم الامر سابق فى الوجود على عالم الشهاده قال تعالى "انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون" وهذا دليل على اسبقية عالم الامر على عالم الشهاده.
هذا وبالله التوفيق  والله اعلى واعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق