لقد أنزل الله هذا الدين لغرض عظيم وهو الإيمان بالله وحده وإفراد العبادة له بإتباع
سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
ولزوم محبته صلى الله عليه وسلم بالقلب والإتباع
وقد ختم الله دينه بوفاة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم
فلا تشريع إلا ماشرع ولاتحليل ولاتحريم إلا ماقرر .
ثم إتباع الصحابة الأطهار في اتباعهم لهذا التشريع على خطى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ومعرفة كيفية تطبيق الكثير من الأحكام بإتباع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
فما كان وقتها من اسم إلا (الإسلام) ولا يسمى الرجل منهم إلا (مسلما)
فلا صوفية كانت ولاسلفية .
ولكن بعد دخول الكثير في دين الاسلام والمتغيرات التي حدثت من حول اهله اختلف الكثير
من العلماء والأئمة رحمهم الله في نهجه فكان هناك أهل الحديث وكان هناك أهل الرأي
وكان هناك الزهاد المنقطون عن الدنيا وكانت فرق كثيرة ضلت السبيل
أما أهل السنة فهم مذهب تكون نتيجة ائتلاف بين أهل الحديث وأهل الرأي وأئمتهم في ذلك
الإمام أبوحنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام الحنبلي
وكان هناك الصوفيه وهم قوم أطهار ومتفقهون في دين الله رأو أن يحسنوا العبادة لله
حتى يجدوا ثمارها التي تقع على صفاء من القلب وخفة في الروح .
وأهل الصوفية ليسوا بدعا من الأمم فهم من أهل السنة والجماعة ولكن لهم مدرستهم الخاصة
قال الإمام الشافعي :
فقيهاً وصوفياً فكن ليسَ واحداً
فَإني وَحَقِّ اللَّهِ إيَّاكَ أَنْصَحُ
فذلك قاسٍ، لم يذق قلبه تقى ْ
وهذا جهولٌ، كيف ذو الجهل يصلحُ؟
أما بخصوص رأس الموضوع فهو الأخطاء والتجاوزات
فالصوفية فقدت الكثير من فقهائها فأصبح الأتباع والمريدين يتبعون مشائخ
لاحظ لهم من العلم إلا حفظ كتاب الله وقد بين الإمام الشافعي رحمه الله
أن الصوفيه من غير تفقه في الدين تكون جهلا وهذا ماحدث
فالكثير من أهلنا وأحبابنا الصوفية ارتكبوا مخالفات في الطواف حول القبور
أو السجود إليها أو ماشابهة ذلك توسلا بها فهذا خطأئهم الذي أريد الاتفاف حوله
واعتقدوا ان ذلك من التوسل الجائز.
واهلنا وأحبابنا السلفية رأو أن هذه اللأفعال هي من مسائل العقيدة لذلك من
يفعلها فقد كفر وأشرك وخرج من الملة وهذا أيضا ماأريد الالتفاف حوله وأنكروا
أي توسل إلا بالله وحده .
لذلك أقول أن التوسل الجائز والذي هو نقطة الخلاف عند السلفية ونقطة عدم
الإدراك عند المتصوفة هو التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به
فهذ ماقد أجازه أئمة الإسلام ولم ينكره أحد حتى جاء شيخ الإسلام ابن تيمية
وتفرد بمنهجه في ذلك واتبعه السلفيون الذين يفترض أن يتبعوا جميع السلف
وليس رجلا واحدا تؤخذ منه كل المشارب ويحصر فيه الدين رحمه الله رحمه واسعة
أولا : حديث الأعمى
أخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد والحاكم والبيهقي والللفظ له , {عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريراً أتى النبي فقال ادع الله أن يعافيني فقال له : "إن شئتَ أخرتُ ذلك فهو خير ٌ لك وأن شئتَ دعوت" فقال : فادعه , فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء :اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يامحمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فيقضيها لي ,اللهم شفعه فيَّ وشفعني فيه , فقام وقد أبصر}
وقد أثبت شيخ الإسلام صحة الحديث نقلا عن الإمام أحمد بن حنبل ولكنه
رأى فيه آراء واتبعه السلفيون في رأيه
والحقيقة أني قرأت الكثير والكثير من التعليقات على هذا الحديث فلم أجد منها
تعليقا مقنعا ولاحتى ماقاله الشيخ الألباني بأننا لسنا أحمديين لكي نسلم لهؤلاء
الأئمة عقائدنا !!!
إذن فلماذا نكون تيميين ونسلم للشيخ عقائدنا ...فليس هكذا يكون الإقناع والإقتناع
واما الرد المشهور وهو أن الرجل فعل ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
والحقيقة أن هذا الاستشهاد هو عين الشرك فالمستشهد يعتقد بأن النبي صلى الله
عليه وسلم هو الذي يجيب الدعاء لذلك إذا مات ذهبت منه هذه الصفة وهذا شيء
عظيم وخطر وقع فيه الذين يحومون حول هذا الحديث .
والحقيقة أن الأمر جد بسيط وهو أن التوسل هو التقرب إلى الله تعالى بحبه
لنبيه صلى الله عليه وسلم فهو أحب خلق الله إليه وبالتقرب إلى الله بجاه سيدنا
محمد ومكانته عند الله وهذا ماأمر النبي صلى الله عليه وسلم به ذلك الرجل
الأمر الثاني وهو التبرك قالصحابة رضوان الله عليهم يتبركون بالنبي صلى الله
عليه وسلم بشعره وعرقه ودمه الطاهر وحتى نخامته صلى الله عليه وسلم
وكل مالمسه المصطفى صلى الله عليه وسلم هو بركة فابن عمر رضي الله عنه
كان يترقب الأماكن التي يصلي فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم يأتي ويصلي
بها وكان يتبرك بآثار سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام
ولكننا نجد الجواب في ذلك وهو المشهور
ان الصحابة كانوا يفعلون ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
ولكن بعدما توفي وأجدبت الأرض قال عمر رضي الله عنه اللهم إنا كنا نتوسل بنبيك
فتغثنا والآن نتوسل بعمه العباس فأغثنا
ثم يقولون فيما فعله ابن عمر(مافعله كبار الصحابة....أخطأ ابن عمر)
فسبحان الله
واما هذا الحديث
روى الدارمي في سننه ، قال: حدثنا أبو النعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: ((قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا. فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق)). سنن الدارمي (1ـ 56)
فلا تجد إلا من يبحث في الأسانيد حتى يضعفه
والمشكلة ان الكثير من أهلنا السلفية يسعون جاهدين إلى تضعيف هذا النوع
من الاحاديث بأقل حجة ومن لم يجد فيفسره تفسيرا غير منطقي يرضي به
هواه وهذا الحقيقة هو من العبث في الدين فلماذا لاترضى بهذا الدين كما هو
بل تفصله وتشكله وتقص هذا وتحذف هذا لتلبسه كما تشاء فهذا أمر عظيم
وهذه المسائل أبعد ماتكون عن الشرك بالله
فالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم إن انحزت إلى الطرف الآخر الذي
لايرى هذا فلا تعنف الآخر أوتكفر فالطرف الآخر أيضا لديه حجج وبراهين ودلائل
تسعى أنت لإبطالها بأي شيء تحت ذريعة(باب سد الذرائع)
بل اعتبره مخالفا لك في الرأي دون الحكم عليه بشيء
ومن أعجب الأمور هو الدعاء تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم
فتجد المشايخ يغضبون وينصحون الناس (توجهوا للقبلة) وكأن الناس يطلبون
من النبي صلى الله عليه وسلم وليس هناك مسلم في الأرض يشهد بألا إله إلا الله
وأن محمد رسول الله يعتقد بأن غير الله يجيب الدعاء
فما موقفكم من حادثة أبي جعفر المنصور والإمام مالك رحمه الله حين سأله:
روَى القاضي عياض في كتاب الشفاء عن ابن حميد أحد رواة مالك، رضي الله عنه، أن أبا جعفر المنصور ناظر مالكًا في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قومًا فقال: ( لا ترفعوا أصواتَكم فوقَ صوتِ النبيِّ ولا تجهروا له بالقولِ كجهرِ بعضِكم لبعضٍ أنْ تَحْبَطَ أعمالُكم وأنتم لا تشعرون) ومدح قومًا فقال: (إنَّ الذين يَغُضُّون أصواتَهم عند رسولِ اللهِ أولئك الذين امتَحن اللهُ قلوبُهم للتقوى لهم مغفرةٌ وأجرٌ عظيمٌ) وذمَّ قومًا فقال: (إنَّ الذين ينادونك من وراءِ الحجراتِ أكثرُهم لا يعقلون) وإن حرمته ميتًا كحرمته حيًّا. فاستكان لها أبو جعفر وقال: يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو بعد الزيارة أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال مالك: ولِمَ تصرف وجهك عنه؟ فهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله يوم القيامة، بل استقبله واستشفع به فيُشَفِّعَه الله فيك، قال تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسَهم جاءوك فاستغفروا اللهَ واستغفرَ لهم الرسولُ لوجدوا اللهَ توابًا رحيمًا).
فأرجو أن يكون عندنا إدراك أوسع لمقاصد الشريعة ولفهم العقيدة
فإن كان السجود في حد ذاته كفرا لكفر إخوة يوسف
وإن كان الطواف بحد ذاته كفرا لكفر المسلمون جميعا بطوافهم حول الكعبة
ولكن من سجد لقبر فهذا حرام ومن طاف حول قبر فهذا حرام إلا أن يعتقد ان هذا ندا لله
وربا يحي ويميت وينفع ويضر ولايعتقد بذلك مسلم
فهذا هو الشرك الأكبر وهو اعتقاد القلب بألوهية غير الله أو اشراكه مع الله
ويصدقه العمل
اما العمل الذي لاتكون معه عقيدة كهذه العقيدة الشركية الكبيرة فليس شركا
وإنما (حرمانية)
فالتوسل هو من مسائل الفقه وليس من مسائل العقيدة واليكم:
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
ولزوم محبته صلى الله عليه وسلم بالقلب والإتباع
وقد ختم الله دينه بوفاة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم
فلا تشريع إلا ماشرع ولاتحليل ولاتحريم إلا ماقرر .
ثم إتباع الصحابة الأطهار في اتباعهم لهذا التشريع على خطى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ومعرفة كيفية تطبيق الكثير من الأحكام بإتباع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
فما كان وقتها من اسم إلا (الإسلام) ولا يسمى الرجل منهم إلا (مسلما)
فلا صوفية كانت ولاسلفية .
ولكن بعد دخول الكثير في دين الاسلام والمتغيرات التي حدثت من حول اهله اختلف الكثير
من العلماء والأئمة رحمهم الله في نهجه فكان هناك أهل الحديث وكان هناك أهل الرأي
وكان هناك الزهاد المنقطون عن الدنيا وكانت فرق كثيرة ضلت السبيل
أما أهل السنة فهم مذهب تكون نتيجة ائتلاف بين أهل الحديث وأهل الرأي وأئمتهم في ذلك
الإمام أبوحنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام الحنبلي
وكان هناك الصوفيه وهم قوم أطهار ومتفقهون في دين الله رأو أن يحسنوا العبادة لله
حتى يجدوا ثمارها التي تقع على صفاء من القلب وخفة في الروح .
وأهل الصوفية ليسوا بدعا من الأمم فهم من أهل السنة والجماعة ولكن لهم مدرستهم الخاصة
قال الإمام الشافعي :
فقيهاً وصوفياً فكن ليسَ واحداً
فَإني وَحَقِّ اللَّهِ إيَّاكَ أَنْصَحُ
فذلك قاسٍ، لم يذق قلبه تقى ْ
وهذا جهولٌ، كيف ذو الجهل يصلحُ؟
أما بخصوص رأس الموضوع فهو الأخطاء والتجاوزات
فالصوفية فقدت الكثير من فقهائها فأصبح الأتباع والمريدين يتبعون مشائخ
لاحظ لهم من العلم إلا حفظ كتاب الله وقد بين الإمام الشافعي رحمه الله
أن الصوفيه من غير تفقه في الدين تكون جهلا وهذا ماحدث
فالكثير من أهلنا وأحبابنا الصوفية ارتكبوا مخالفات في الطواف حول القبور
أو السجود إليها أو ماشابهة ذلك توسلا بها فهذا خطأئهم الذي أريد الاتفاف حوله
واعتقدوا ان ذلك من التوسل الجائز.
واهلنا وأحبابنا السلفية رأو أن هذه اللأفعال هي من مسائل العقيدة لذلك من
يفعلها فقد كفر وأشرك وخرج من الملة وهذا أيضا ماأريد الالتفاف حوله وأنكروا
أي توسل إلا بالله وحده .
لذلك أقول أن التوسل الجائز والذي هو نقطة الخلاف عند السلفية ونقطة عدم
الإدراك عند المتصوفة هو التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به
فهذ ماقد أجازه أئمة الإسلام ولم ينكره أحد حتى جاء شيخ الإسلام ابن تيمية
وتفرد بمنهجه في ذلك واتبعه السلفيون الذين يفترض أن يتبعوا جميع السلف
وليس رجلا واحدا تؤخذ منه كل المشارب ويحصر فيه الدين رحمه الله رحمه واسعة
أولا : حديث الأعمى
أخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد والحاكم والبيهقي والللفظ له , {عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريراً أتى النبي فقال ادع الله أن يعافيني فقال له : "إن شئتَ أخرتُ ذلك فهو خير ٌ لك وأن شئتَ دعوت" فقال : فادعه , فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء :اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يامحمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فيقضيها لي ,اللهم شفعه فيَّ وشفعني فيه , فقام وقد أبصر}
وقد أثبت شيخ الإسلام صحة الحديث نقلا عن الإمام أحمد بن حنبل ولكنه
رأى فيه آراء واتبعه السلفيون في رأيه
والحقيقة أني قرأت الكثير والكثير من التعليقات على هذا الحديث فلم أجد منها
تعليقا مقنعا ولاحتى ماقاله الشيخ الألباني بأننا لسنا أحمديين لكي نسلم لهؤلاء
الأئمة عقائدنا !!!
إذن فلماذا نكون تيميين ونسلم للشيخ عقائدنا ...فليس هكذا يكون الإقناع والإقتناع
واما الرد المشهور وهو أن الرجل فعل ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
والحقيقة أن هذا الاستشهاد هو عين الشرك فالمستشهد يعتقد بأن النبي صلى الله
عليه وسلم هو الذي يجيب الدعاء لذلك إذا مات ذهبت منه هذه الصفة وهذا شيء
عظيم وخطر وقع فيه الذين يحومون حول هذا الحديث .
والحقيقة أن الأمر جد بسيط وهو أن التوسل هو التقرب إلى الله تعالى بحبه
لنبيه صلى الله عليه وسلم فهو أحب خلق الله إليه وبالتقرب إلى الله بجاه سيدنا
محمد ومكانته عند الله وهذا ماأمر النبي صلى الله عليه وسلم به ذلك الرجل
الأمر الثاني وهو التبرك قالصحابة رضوان الله عليهم يتبركون بالنبي صلى الله
عليه وسلم بشعره وعرقه ودمه الطاهر وحتى نخامته صلى الله عليه وسلم
وكل مالمسه المصطفى صلى الله عليه وسلم هو بركة فابن عمر رضي الله عنه
كان يترقب الأماكن التي يصلي فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم يأتي ويصلي
بها وكان يتبرك بآثار سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام
ولكننا نجد الجواب في ذلك وهو المشهور
ان الصحابة كانوا يفعلون ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
ولكن بعدما توفي وأجدبت الأرض قال عمر رضي الله عنه اللهم إنا كنا نتوسل بنبيك
فتغثنا والآن نتوسل بعمه العباس فأغثنا
ثم يقولون فيما فعله ابن عمر(مافعله كبار الصحابة....أخطأ ابن عمر)
فسبحان الله
واما هذا الحديث
روى الدارمي في سننه ، قال: حدثنا أبو النعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: ((قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا. فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق)). سنن الدارمي (1ـ 56)
فلا تجد إلا من يبحث في الأسانيد حتى يضعفه
والمشكلة ان الكثير من أهلنا السلفية يسعون جاهدين إلى تضعيف هذا النوع
من الاحاديث بأقل حجة ومن لم يجد فيفسره تفسيرا غير منطقي يرضي به
هواه وهذا الحقيقة هو من العبث في الدين فلماذا لاترضى بهذا الدين كما هو
بل تفصله وتشكله وتقص هذا وتحذف هذا لتلبسه كما تشاء فهذا أمر عظيم
وهذه المسائل أبعد ماتكون عن الشرك بالله
فالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم إن انحزت إلى الطرف الآخر الذي
لايرى هذا فلا تعنف الآخر أوتكفر فالطرف الآخر أيضا لديه حجج وبراهين ودلائل
تسعى أنت لإبطالها بأي شيء تحت ذريعة(باب سد الذرائع)
بل اعتبره مخالفا لك في الرأي دون الحكم عليه بشيء
ومن أعجب الأمور هو الدعاء تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم
فتجد المشايخ يغضبون وينصحون الناس (توجهوا للقبلة) وكأن الناس يطلبون
من النبي صلى الله عليه وسلم وليس هناك مسلم في الأرض يشهد بألا إله إلا الله
وأن محمد رسول الله يعتقد بأن غير الله يجيب الدعاء
فما موقفكم من حادثة أبي جعفر المنصور والإمام مالك رحمه الله حين سأله:
روَى القاضي عياض في كتاب الشفاء عن ابن حميد أحد رواة مالك، رضي الله عنه، أن أبا جعفر المنصور ناظر مالكًا في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قومًا فقال: ( لا ترفعوا أصواتَكم فوقَ صوتِ النبيِّ ولا تجهروا له بالقولِ كجهرِ بعضِكم لبعضٍ أنْ تَحْبَطَ أعمالُكم وأنتم لا تشعرون) ومدح قومًا فقال: (إنَّ الذين يَغُضُّون أصواتَهم عند رسولِ اللهِ أولئك الذين امتَحن اللهُ قلوبُهم للتقوى لهم مغفرةٌ وأجرٌ عظيمٌ) وذمَّ قومًا فقال: (إنَّ الذين ينادونك من وراءِ الحجراتِ أكثرُهم لا يعقلون) وإن حرمته ميتًا كحرمته حيًّا. فاستكان لها أبو جعفر وقال: يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو بعد الزيارة أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال مالك: ولِمَ تصرف وجهك عنه؟ فهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله يوم القيامة، بل استقبله واستشفع به فيُشَفِّعَه الله فيك، قال تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسَهم جاءوك فاستغفروا اللهَ واستغفرَ لهم الرسولُ لوجدوا اللهَ توابًا رحيمًا).
فأرجو أن يكون عندنا إدراك أوسع لمقاصد الشريعة ولفهم العقيدة
فإن كان السجود في حد ذاته كفرا لكفر إخوة يوسف
وإن كان الطواف بحد ذاته كفرا لكفر المسلمون جميعا بطوافهم حول الكعبة
ولكن من سجد لقبر فهذا حرام ومن طاف حول قبر فهذا حرام إلا أن يعتقد ان هذا ندا لله
وربا يحي ويميت وينفع ويضر ولايعتقد بذلك مسلم
فهذا هو الشرك الأكبر وهو اعتقاد القلب بألوهية غير الله أو اشراكه مع الله
ويصدقه العمل
اما العمل الذي لاتكون معه عقيدة كهذه العقيدة الشركية الكبيرة فليس شركا
وإنما (حرمانية)
فالتوسل هو من مسائل الفقه وليس من مسائل العقيدة واليكم:
اراء العلماء فى ابن تيميه
............................................
وذلك حتى لا نأخذ العلم من فم واحد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
سامى طه العقيبى
..............