الأربعاء، 3 أغسطس 2011

حجم الانسان فى الكون

                                               بسم الله الرحمن الرحيم
"لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون" صدق الله العظيم
ان هذا الكون الرحب الذى لا يعلم منتهى سعته الا كمال الله لجدير بان يتفكر فيه المتفكرون وما ذلك الا لعظمة المخلوق فما بالنا بعظمة الخالق يمتد الكون لملايين بل مليارات السنين الضوئيه ولم يعلم الانسان عنه سوى القليل والذى لا يعد كقطرة من محيط فهل كل هذا الكون من اجل الانسان الذى لايعمر فيه سوى اياما معدودات ام ان هناك اسرار لله فوق مالا يستطيع الانسان ان يستوعبه ان القران الكريم قد دلل بما ليس فيه مجالا للشك ان فى الكون مخلوقات غيرنا وان لم تكن مثلنا ولكن اللقاء بينهم مرتبط بمشيئة الله جل وعلا فمن ذلك قوله تعالى فى سورة الشورى"ومن آياته خلق السماوات والارض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم اذا يشاء قدير"والمعروف ان كل من على الارض يدبون باقدامهم عليها سواء اكان انسانا اوحيوانا او غيره والمعروف ان نطاق السماوات والارض هو كل ما سوى السماوات السبع الحقيقية والتى عرج برسول الله اليها والتى هى مسكن الملائكة  اذً الكلام فى الاية على الكون المرئى والذى يعد معلوما لنا وان لم نكن قد تجاوزنا واحد على المليار من سعته او من حجمه ومن المعروف ايضا ان سكان السماوات من الملائكة لا يدبون لانهم من جوهر النور ولكن الحق امدهم بالقدرة على التشكل فى صور حسنة وذلك لمقتضى الحكمة الالهية وبذلك تخرج السماوات السبع من مضمون الاية والدليل على  ذلك قول الحق جل وعلا من سورة الاسراء آيه 95 " قل لو كان فى الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"اذا الملك خارج نطاق السماوات التى خلق فيها يكون غير مطمئن كالانسان الذى يصعد الى الفضاء يكون ايضا غير مطمئن لانها ليست موطنه -فالكون اذً يعج بالحياة والحركة وقد ملىءبموجودات لايعلمها الا الله تبارك وتعالى وما بقى الا ان تأذن المشيئة الالهية فى الجمع بيننا وبينهم وعلى الرغم من اتساع الكون وصغر حجم الانسان الذى وجد فى دنيا قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم" لو ان الدنيا تساوى عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء"الا انه اشرس الكائنات واشدها فتكا وعدوانيه برغم انه اضعف شىء فى الوجود بل لا حجم له ولا عمر له بجانب عمر الكون البالغ ثلاثة عشر مليار سنة هذا عن عمر المادة المخلوقة فما بالنا بعظمة الخالق سبحانه وتعالى ومن هنا نجد الحق تبارك وتعالى يعلم الانسان دائماً ان لا ينسى حجمه البسيط ووزنه الضئيل وقوته المحدوده بقوله تعالى فى سورة الاسراء آيه 37 "ولا تمش فى الارض مرحاً انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا"هذا هو حجم الانسان كما اخبر خالق الانسان .


                               سامى طه العقيبى
                              ...................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق