السبت، 8 مارس 2014

الحقائق العلمية العشر فى القران الكريم

عشر حقائق تحدث عنها القران منذ 1400 عام
- اكتشاف بداية الكون
من أهم اكتشافات القرن العشرين أن العلماء دحضوا فكرة الكون الأزلي الخالد! وأثبتوا بالبرهان القاطع أن للكون بداية على شكل انفجار هائل سمي الانفجار العظيم، وقد بدأ العلماء يكتشفون تفاصيل هذا الانفجار وقالوا بأن الكون كله كان كتلة واحدة فانفجرت وتشكلت المادة وخلال بلايين السنين تطور الكون إلى شكله الحالي.
ونرى بعض العلماء يفضلون استخدام مصطلحات أكثر دقة من "انفجار" مثل "تباعد" أو "كثافة" المهم أنهم يريدون أن يصلوا إلى نتيجة تقول إن الكون بدأ من كتلة واحدة (رتقاً) ثم تباعدت أجزاؤها (انفتقت) وشكلت النجوم والمجرات والأرض...

القرآن سبق علماء الغرب في الحديث عن نشوء الكون بأسلوب علمي دقيق!
إن القرآن سبق علماء الغرب بأربعة عشر قرناً إلى النتيجة ذاتها في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) [الأنبياء: 30]، والسؤال لكل من ينكر صدق القرآن: من كان يعلم زمن نزول القرآن بأن الكون كان كتلة واحدة (رَتْقًا) ثم انفتقت وتشكل الكون الذي نراه؟ أليس هو الله جل وعلا!
2- اكتشاف توسع الكون
ربما يكون أهم اكتشاف كوني في القرن العشرين أيضاً ما كشفه العلماء حول توسع الكون، حيث وجدوا أن المجرات تتحرك مبتعدة عن بعضها بسرعات كبيرة جداً مما يسبب اتساع الكون بشكل مذهل.

الكون يتوسع بسرعة هائلة لا نحس بها، ولكن العلماء استطاعوا قياسها بالأجهزة الحديثة، هذه الحقيقة لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن!
هذه النتيجة وصل إليها العلماء بعد تجارب مريرة ومراقبة طويلة ونفقات باهظة على مدى قرن من الزمان، والعجيب أن القرآن كشف لنا حقيقة اتساع الكون قبل 14 قرناً في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]، وبذلك يكون القرآن أول كتاب أشار إلى توسع الكون، أليست هذه معجزة تستحق التفكر؟!
3- اكتشاف نهاية الكون
نظريات كثيرة وُضعت لتصور نهاية الكون، تختلف فيما بينها ولكن العلماء يتفقون على أن للكون نهاية، ولا يمكن أن يستمر التوسع لما لانهاية بسبب قانون انحفاظ الطاقة الذي يقرر أن كمية المادة والطاقة في الكون ثابت، وبالتالي سوف يتوقف الكون عن التوسع ويبدأ بالانكماش على نفسه والعودة من حيث بدأ!

يتصور العلماء أن الكون عبارة عن ورقة مسطحة ومنحنية قليلاً، وسوف تنكمش وتُطوى على نفسها في نهاية حياة الكون!
العجيب أن القرآن أشار إلى هذه النهاية للكون بل وحدد شكل الكون وهو مثل الورقة المنحنية، وهذا الشكل هو الذي يقرره معظم العلماء اليوم. يقول تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104]، فسبحان الله!
4- اكتشاف الثقوب السوداء
إنها ظاهرة عظيمة بحثها العلماء لأكثر من نصف قرن وتأكدوا أخيراً من وجودها وهي ما سمّي: الثقوب السوداء. حيث يؤكد العلماء أن النجوم تكبر حتى تنفجر وتنهار وتتحول إلى ثقب أسود بجاذبية فائقة تجذب لها كل شيء حتى الضوء لا تسمح له بالمغادرة فلا نراها أبداً!
ويصف العلماء هذه المخلوقات بثلاث صفات: فهي لا تُرى، وهي تجري وهي تكنُس وتجذب أي شيء يقترب منها، والعجيب أن القرآن كشف لنا هذه النتيجة الدقيقة في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) [التكوير: 14-15]. والخُنَّس: أي التي تخنُس فلا تُرى، والجوار: أي التي تجري بسرعة، والكنَّس: أي التي تجذب وتكنس صفحة السماء... وهذا ما يقرره العلماء، فسبحان الله!

القرآن يتحدث عن الثقوب السوداء في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عنها أو حتى يتخيلها!!
5- اكتشاف النجوم النابضة
من الاكتشافات التي أحدثت ضجة في القرن العشرين "النجوم النابضة" وهي عبارة عن نجوم في السماء تصدر صوتاً يشبه صوت المطرقة، ولذلك سماها العلماء "المطارق العملاقة" ويقول العلماء إنها تصدر موجات ثاقبة تخترق أي جسم في الكون، فهي طارقة وثاقبة وهذه النتيجة وصل إليها العلماء بعد مراقبة ودراسة طويلة.

النجم الثاقب أحد أهم الظواهر الكونية المحيرة للعلماء!
ولكن القرآن كشف الحقيقة ذاتها بكلمات بليغة ومعبرة حيث أقسم الله بهذه النجوم فقال: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ) [الطارق: 1-3]. إنها آيات تشهد على صدق منزلها سبحانه وتعالى.
6- اكتشاف النسيج الكوني
وفي القرن الحادي والعشرين قام العلماء بأضخم عملية حاسوبية على الإطلاق كان هدفها اكتشاف شكل الكون، واستخدموا الكمبيوتر العملاق بمشاركة ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا. وبعد جهود عظيمة قام السوبر كمبيوتر برسم صورة مصغرة للكون.
لقد كانت المفاجأة أن الكون ظهر على شكل نسيج!! واستنتج العلماء أن المجرات تتوضع على خيوط نسيج محكم وقوي وتمتد خيوطه لملايين السنوات الضوئية، ويقولون إن الكون قد حُبك بالمجرات.

هذا هو كوننا الذي نعيش فيه... خيوط من المجرات تمتد لملايين السنوات الضوئية وتشكل نسيجاً حُبك بإحكام مذهل!
المفاجأة أن القرآن كشف لنا سر هذا النسيج بدقة مذهلة يؤكد فيها أن السماء هي عبارة عن نسيج محبوك، وذلك في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7]. والسؤال: كيف علم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة الكونية الدقيقة لو لم يكن رسولاً من عند الله؟!
7- اكتشاف الحياة في الفضاء
بعد اكتشاف آثار لحياة بدائية على سطح أحد النيازك القادمة من الفضاء الخارجي، بدأ العلماء بالسفر عبر الفضاء لاكتشاف المخلوقات الكونية، وبعدما تأكدوا من وجود الماء على سطح المريخ وكواكب أخرى، أصبح لديهم حقيقة كونية تقول: إن الحياة منتشرة في كل مكان!

هناك شبه إجماع لدى علماء الفلك بوجود حياة غيرنا في الكواكب البعيدة!
هذه الحقيقة التي لم يتأكد منها العلماء إلا في القرن الحادي والعشرين، طرحها القرآن في القرن السابع الميلادي في قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29]. وبالفعل يقول العلماء إن هناك إمكانية كبيرة لاجتماع سكان الأرض بمخلوقات من الفضاء! فمن الذي أخبر النبي الأمي عليه الصلاة والسلام بذلك؟
8- اكتشاف البناء الكوني
طالما نظر العلماء إلى الكون على أنه فضاء واسع وفراغ مستمر، ولكن الاكتشافات الجديدة بيَّنت أن الكون عبارة عن بناء محكم أطلقوا عليه البناء الكوني، ولم يعد لكلمة "فضاء" أي معنى في ظل الاكتشافات الجديدة. فالمجرات تشكل كتل بناء، وتربط بينها المادة المظلمة والطاقة المظلمة التي لا نعرف عنها شيئاً حتى الآن!

المجرات تشكل كتل بناء في الكون والمادة المظلمة تملأ الكون!
العجيب أن القرآن لم يستخدم أبداً كلمة "فضاء" بل وصف السماء بأنها "بناء" وذلك في قوله تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [البقرة: 22]. وفي آية ثانية نجد الحقيقة ذاتها في قوله عز وجل: (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا) [الشمس: 5]. وهذه الكلمات تؤكد أن القرآن دقيق جداً من الناحية العلمية بما يشهد على صدق هذا الكتاب العظيم.
9- اكتشاف الدخان الكوني
لسنوات طويلة اعتقد العلماء أن الكون يحوي غباراً كونياً تبين أخيراً أن هذا الغبار هو عبارة عن "دخان كوني" يشبه الدخان الذي نعرفه، وتوجد منه كميات ضخمة في الكون منذ بداية تشكله. وأظهرت التحاليل لجزيئات غبار التقطها علماء وكالة ناسا أنها لا تشبه الغبار، بل هي دخان يعود تشكله إلى بدايات خلق الكون قبل مليارات السنين.

هذا هو الدخان الكوني الذي ظنه العلماء غباراً لسنوات طويلة...
والمفاجأة أن القرآن وصف لنا بداية خلق السماء في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) [فصلت: 11] والسؤال لكل من يشك بهذا القرآن، من أين جاء محمد صلى الله عليه وسلم بهذا العلم قبل أربعة عشر قرناً؟!
10- اكتشاف المادة المظلمة
يوجد سباق اليوم بين علماء الفلك على اكتشاف المادة المظلمة، وهي مادة تملأ الكون وتشكل نسبة كبيرة منه. وقد وجد العلماء أن النجوم والمجرات تتوضع عبر هذه المادة المظلمة، والمادة المظلمة شديدة وتسيطر على توزع المادة المرئية في الكون.

المادة المظلمة شديدة جداً وتشغل (مع الطاقة المظلمة) أكثر من 96 % من الكون!
في كتاب الله تعالى وصف دقيق لهذه المادة المظلمة والتي سماها القرآن: السماء! يقول تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]، فالنجوم تزين السماء طبعاً نحن لا نرى السماء مباشرة بل نرى النجوم وهي تزين السماء. وهذه السماء شديدة جداً، يقول تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12] وهي السموات السبع... فسبحان الله.


الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

دعوة الاسلام الحقيقية فى تقرير المبادىء الاخلاقيه

فقد قرر وحدة الجنس والنسب للبشر جميعا , (فالناس لآدم ولا فضل لعربي على عجمي ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى) , وحكمة التقسيم إلى شعوب وقبائل إنما هي التعارف لا التخالف والتعاون لا التخاذل , والتفاضل بالتقوى والأعمال الصالحة التي تعود بالخير على المجموع والأفراد , والله رب الجميع يرقب هذه الأخوة ويرعاها , ويطالب عباده جميعا بتقريرها ورعايتها , والشعور بحقوقها والسير في حدودها.
ويعلن القرآن الكريم هذه المعاني جميعا في بيان ووضوح فيقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) فاتحة سورة النساء . ويقول النبي محمد r في أشهر خطبه في حجة الوداع: (إن الله قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتعظمها بالآباء والأجداد , الناس لآدم ، وآدم من تراب لا فضل لعربي على عجمي ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى) ويقول: (ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية) رواه أبو داود.
وبهذا التقرير قضى الإسلام تماما على التعصب للأجناس أو الألوان في الوقت الذي لا تزال فيه الأمم المتحضرة من أوربا وأمريكا تقيم كل وزن لذلك , وتخصص أماكن يغشاها البيض ويحرم منها السود حتى في معابد الله ، وتضع القوائم الطويلة للتفريق بين الأجناس الآرية والسامية ، وتدّعي كل أمة أن جنسها فوق الجميع.

وقرر الإسلام وحدة الدين في أصوله العامة , وأن شريعة الله تبارك وتعالى للناس تقوم على قواعد ثابتة من الإيمان والعمل الصالح والإخاء , وأن الأنبياء جميعا مبلغون عن الله تبارك وتعالى , وأن الكتب السماوية جميعا من وحيه , وأن المؤمنين جميعا في أية أمة كانوا هم عباده الصادقون الفائزون في الدنيا والآخرة , وأن الفرقة في الدين والخصومة باسمه إثم يتنافى مع أصوله وقواعده , وأن واجب البشرية جميعا أن تتدين وأن تتوحد بالدين ، وأن ذلك هو الدين القيم وفطرة الله التي فطر الناس
عليها ، وفى ذلك يقول القرآن الكريم: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا) (الشورى:13) , ويقول القرآن الكريم مخاطبا النبي محمد r: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (الشورى:15) ، ويقول النبي محمد rمصورا هذا المعنى أبدع تصوير: (مثلى ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطرفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة ، فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين) أخرجه الشيخان.
وسلك الإسلام إلى هذه الوحدة مسلكا عجيبا , فالمسلم يجب عليه أن يؤمن بكل نبي سبق ويصدق بكل كتاب نزل , ويحترم كل شريعة مضت , ويثنى بالخير على كل أمة من المؤمنين خلت ، والقرآن يفترض ذلك ويعلنه ويأمر به النبي وأصحابه: (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:136) , ثم يقفي على ذلك بأن هذه هي سبيل الوحدة ، وأن أهل الأديان الأخرى إذا آمنوا كهذا الإيمان فقد اهتدوا إليها وإن لم يؤمنوا به فسيظلون في شقاق وخلاف وأن أمرهم بعد ذلك إلى الله فيقول : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:137).
ويدعم هذه الوحدة بين المتدينين والمؤمنين على أساسين واضحين مسّلمين لا يجادل فيهما إلا مكابر:
أولهما: اعتبار ملة إبراهيم عليه السلام أساسا للدين وإبراهيم , ولا شك وهو مرجع الأنبياء الثلاثة الذين عرفت رسالاتهم وهم: موسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم جميعا.
وثانيهما: تجريد الدين من أغراض البشر وأهوائهم , والارتفاع بنسبته إلى الله وحده فتقرأ في سورة البقرة قوله تعالى: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)  إلى قوله تعالى: (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ , قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ) , ثم إلى قوله تعالى: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الآيات 130-141.
إن القرآن يثني على الأنبياء جميعا فموسى نبي كريم : (وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) (الأحزاب:69) , وعيسى عليه السلام (رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ) (النساء:171) , (وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ , وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ) (آل عمران:45-46) , (وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ) (المائدة:75) , أكرمتها الملائكة (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران:42).
والتوراة كتاب كريم (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ) (المائدة:44) , والإنجيل كذلك كتاب كريم فيه هدى ونور وموعظة (وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (المائدة:46) , وهما والقرآن معهما مصابيح الهداية للناس (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ) (آل عمران:3).
وبنو إسرائيل أمة موسى أمة كريمة مفضلة ما استقامت وآمنت (يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:122) , وأمة عيسى عليه السلام أمة فاضلة طيبة ما أخلصت (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً) (الحديد:27).
والتعامل بين المسلمين وبين غيرهم من أهل العقائد والأديان إنما يقوم على أساس المصلحة الاجتماعية والخير الإنساني , (لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ , إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الممتحنة:8-9).
والجدال يكون بالتي هي أحسن إلا للذين ظلموا , وأساسه التذكير بروابط الرسالة السماوية ووحدة العقيدة الإيمانية (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46).
وبذلك قضى الإسلام على كل مواد الفرقة والخلاف والحقد والبغضاء والخصومة بين المؤمنين من أي دين كانوا , ولفتهم جميعا إلى وجوب التجمع حول "شريعة الإسلام" ونبذ كل ما من شأنه العداوة والخصام بين بنى الإنسان , (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:62).
فإن أبى الناس إلا أن يفترقوا ويختلفوا ويحتكموا إلى أهوائهم باسم الدين فإن الإسلام وبني الإسلام وشريعة الإسلام الإنسانية العامة منهم براء (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ , مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ , قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ , قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام:159-163).
ولهذا جاء النبي محمد "عليه الصلاة والسلام" رسولا عالميا لا رسولا إقليميا وأعلن القرآن الكريم هذه العالمية في آيات كثيرة فقال: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان:1) , وقال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) (سـبأ:28) , وقال: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (لأعراف:158) , ومن هنا كانت رسالته أيضا ختام الرسالات فلا رسالة تعقبها أو تنسخها ولا نبي بعده (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) (الأحزاب:40) ، ومن هنا كذلك كانت معجزته الخالدة الباقية هذا القرآن الكريم (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ , لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42).
ولقد كان الناس يتساءلون من قبل هذا العصر كيف يكون فرد واحد من أمة واحدة رسولا للبشر جميعا فجاء هذا العصر الذي انمحت فيه المسافات ، وتجمعت فيه أطراف الأرض بهذه المواصلات ، وتشابكت فيه مصالح الأمم والدول والشعوب حتى لكأنها بلد واحد كبير ، لا ينفك جانب منه عن الجانب الآخر في قليل ولا في كثير , وانطلقت في أجواز الفضاء أنباء الشرق يعلمها ساعة حدوثها الغرب ، وأنباء الغرب يستمع إليها لحظة وقوعها الشرق , وتركزت آمال المصلحين اليوم في (العالم الواحد) ، و(النظام الواحد) ، و(الضمان الاجتماعي) و(السلام العالمي) , فكان ذلك آية كبرى ومعجزة أخرى لنبي الإسلام وشريعة الإسلام وصدق الله العظيم: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53).

وقد كان الإسلام عمليا كعادته فلم يقف عند حد تقرير الأصول النظرية لهذه الوحدة الإنسانية ولكنه رسم وسائل التطبيق ، وقرر الشعائر والشرائع التي يتأكد بها هذا المعنى في النفوس ، وثبت دعائمه في المجتمعات ، وهذا هو الفرق بين الرسالات الفلسفية والرسالات الإصلاحية أو بين الفيلسوف والمصلح .. فالفيلسوف يقرر النظريات , والمصلح يرسم قواعد التفيق ويشرف بنفسه على تمامه ، ومن هنا كان الإسلام نظريا وعمليا معا لأنه رسالة الإصلاح الشامل الخالد ، وعلى هذا الأساس قرر الشعائر والشرائع التي يتحقق بالعمل بها ما دعا إليه من إنسانية عالمية وأخوة حقيقية بين البشر على اختلاف أوطانهم وأجناسهم وألوانهم . ومن ذلك :
القبلة : فعلى المؤمنين أن يصرفوا وجوههم وقلوبهم وأفئدتهم كل يوم خمس مرات على الأقل إلى "الكعبة" بناها إبراهيم أبو الأنبياء عليه الصلاة والسلام ، وأن يشعر كل منهم بما يحيط بهذا الرمز الكريم من معاني الأخوة وبالوحدة بين الناس جميعا ، كما أن طواف الطائفين بهذه الكعبة المشرفة إن هو إلا توكيد لهذا الشعور عمليا كذلك , وينتهز بعض الذين لا يعلمون الحكمة البالغة والنظرة السامية في هذا التشريع الحكيم هذه الفرصة فيغمزون الإسلام بأنه لا زال متأثرا ببقية من وثنية العرب , وأن الكعبة والطواف من حولها ، والحجر الأسود واستلامه وما يحيط بذلك من معاني التقديس والتكريم إن هو إلا مظهر من مظاهر هذا التأثر , وهذا القول بعيد عن الصحة عار عن الصواب ، فالمسلم الذي يرف بالكعبة أو يستلم الحجر يعتقد اعتقادا جازما أنها جميعا أحجار لا تضر ولا تنفع ولكنه إنما يقدس فيها هذا المعنى الرمزي البديع: معنى الأخوة الإنسانية الشاملة ، والوحدة العالمية الجامعة . ويذكر في ذلك قول الله العلي الكبير (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ) (المائدة:97). والرمزية هي اللغة الوحيدة لتمثيل المعاني الدقيقة والمشاعر النبيلة التي لا يمكن أن تصورها الألفاظ أو تجلوها العبارات ، والذي يعظم علم وطنه يعلم أنه في ذاته قطعة نسيج لا قيمة لها ماديا ولكنه يشعر كذلك أنها ترمز إلى كل معاني المجد والسمو التي يعتز بها وطنه , وإنها تصور أدق المشاعر في وطنيته , فهو يحمي هذا العلم ويعظمه ويحترمه ويكرمه لهذه المعاني التي تجمعت جميعا وتمثلت فيه . والكعبة المشرفة علم الله المركوز في أرضه ليمثل به للناس أوضح معاني أخوتهم وليرمز به إلى أقدس مظاهر وحدتهم , وإنما كانت بناء ليكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا , ومن أجمل الجميل أن يقوم على رفع قواعد هذا البناء إبراهيم الخليل أبو الأنبياء (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:127).
وما الحجر الأسود إلا موضع الابتداء ونقطة التميز في هذا البناء ، وعنده تكون البيعة لرب الأرض والسماء على الإيمان والتصديق والعمل والوفاء , اللهم إيمانا بك لا بالحجر ، وتصديقا بكتابك لا بالخرافة ، ووفاء بعهدك وهو التوحيد الخالص لا الشرك ، واتباعا لسنة نبيك r محطم الأصنام.
فأين هذه المعاني الرمزية العلوية من تلك المظاهر الوثنية الخرافية؟ إن الكعبة المشرفة رمز قائم خالد ، ركز الإسلام من حوله أخلد وأقدس وأسمى معاني الإنسانية العالمية والأخوة بين بنى البشر جميعا (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (البقرة:125).

واللغة : وكما وحد الإسلام القبلة فقد وحد اللغة وأعلن أن العربية هي لسان القرآن (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3) ، وأن القرآن هو لسان المؤمنين وأن دعوة الإيمان دعوة موجهة إلى العالمين . ويقرر علماء الاجتماع أن اللغة هي أقوى الروابط بين الأمم والشعوب ، وأقرب وسائل التقريب والتوحيد بينها . وهى نسب من لا نسب له , وقد أدرك الإسلام هذه الحقيقة ففرض العربية فرضا على المؤمنين في صلواتهم وعباداتهم ومنح الجنسية العربية لكل من نطق بلغة العرب وجرى لسانه بها . واعتبر أن العربية هي اللسان . روى الحافظ ابن عساكر قال: (جاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي فقال: هؤلاء الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة هذا الرجل "يعنى النبي r " فما بال هذا وهذا ؟ "مشيرا إلى غير العرب من الجالسين" فقام إليه معاذ بن جبل رضي الله عنه فأخذ بتلابيبه ثم أتى النبي r فأخبره بما قاله فقام النبي r مغضبا يجر رداءه حتى أتى المسجد ثم نودي الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس فخطبهم قائلا: "يا أيها الناس إن الرب واحد ، وإن الدين واحد ، وليست العربية بأحدكم من أب ولا أم وإنما هي اللسان ، فمن تكلم العربية فهو عربي").
وأي تشجيع أعظم من هذا على تعلم لغة العرب وتعميمها بين الناس لتكون هي "الاسبرانتو" العالمي الذي يربط البشرية بأقوى روابطها ، وهى اللسان . وقد يقال إن ذلك خيال لا يتحقق والجواب أنه خيال حققته قوة أصحابه الروحية والحسية من قبل وتحققه من بعد ، ولا خيال في الحقيقة إلا مع الضعف ، وحقائق اليوم أحلام الأمس وأحلام اليوم حقائق الغد . ولا تعاب الطريقة المثلى إذا هجرها الناس وهذه هي الطريقة للوحدة "وكل من سار على الدرب وصل".

الأذان: وتستمع إلى الأذان وهو الصوت العالي الذي تنطلق به حناجر المؤذنين في الصباح والمساء وعشيا وعند الظهيرة ومع الغروب: (الله اكبر الله اكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله , أشهد أن محمدا رسول الله . حي على الصلاة . حي على الفلاح . الله اكبر الله اكبر . لا إله إلا الله) يكرر المؤذن أعدادها المعروفة أو هو يقول حي على خير العمل كما في بعض الروايات . فهل ترى في هذا النداء دعوة إلى عصبية جنسية أو هتافا بنصرة طائفية؟ .. لا شيء إلا تمجيد الله والحث على الخير والفلاح والطاعة والصلاة والإرشاد إلى الأسوة الحسنة في محمد رسول الله.

والمساواة العامة هي شعار الإسلام في الحقوق والواجبات ومظاهر العبادات , فالجنس الإنساني مكرم كله مفضل على كثير من المخلوقات , (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء:70).
والناس جميعا مخاطبون بهذه الدعوة الإسلامية وكثيرا ما يستفتح الخطاب في القرآن الكريم بيا أيها الناس إشارة إلى عموم هذه الرسالة وتسويتها بين الناس في الحقوق والواجبات , والحقوق الروحية فضلا عن الحقوق المدنية والسياسية الفردية والاجتماعية والاقتصادية مقررة للجميع على السواء ، فما من شعب إلا بعث إليه رسول (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر:24) , ومظاهر العبادات وطرق أدائها مشتركة بين الجميع يؤدونها على قدم المساواة ، فهم في الصلاة كالبنيان المرصوص ، وهم في الحج قلب واحد يفدون من كل فج عميق ، وهم في الجهاد صف لا يتخلف عنه إلا أعرج أو مريض أو أعمى أو معذور ، وهم في كل معنى من هذه المعاني كأسنان المشط لا سيد ولا مسود (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10) ، وقل مثل ذلك في جميع الحقوق والواجبات والفرائض والعبادات التي جاء بها هذا الإسلام.

ولقد دعم الإسلام هذه المعاني النظرية والمراسيم العملية ببث أفضل المشاعر الإنسانية في النفوس من حب الخير للناس جميعا والترغيب في الإيثار ولو مع الحاجة (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9) ، والإحسان في كل شيء حتى في القتل (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:195) , (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (الكهف:30) , (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالأِحْسَانِ) (النحل:90).
وتقرير عواطف الرحمة حتى مع الحيوان فأبواب الجنة تفتح لرجل سقى كلبا ، وتبتلع الجحيم امرأة لأنها حبست هرة بغير طعام كما جاء ذلك وغيره من كثير من مثله في أحاديث النبي محمد r حتى استغرب أصحابه وقالوا: وإن لنا في البهائم لأجرا يا رسول الله؟ قال: (نعم في كل ذات كبد رطبة أجر) رواه البخاري ، ولا شك أن هذه المشاعر هي التي تفيض على صاحبها أفضل معاني الإنسانية وتوجهه إلى تقدير قيمه الأخوة العالمية.

وإن التاريخ ليحدثنا أن المجتمع الإسلامي سعد بتحقيق هذه المعاني في كل عصر من العصور التي ازدهرت فيها دعوة الإسلام وطبقها المؤمنون فيها تطبيقا صحيحا ، ففي عهد النبوة كان سلمان الفارسي إلى جانب صهيب الرومي إلى جوار بلال الحبشي ومعهم في نسق واحد أبو بكر القرشي تضمهم جميعا أخوة الإسلام (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) (آل عمران:103) ، ولم تعرف التعصبات الجنسية إلا يوم ضعف شعور المسلمين بسلطان التوجيه الإسلامي الصحيح واجتاحتهم شياطين التقليد فانحرفوا عن هذا الصراط المستقيم.

ولقد بشر زعماء العالم إبان محنتهم في الحرب الماضية بهذه الإنسانية العالمية وهتفوا بالعالم الواحد السعيد الذي تسوده الطمأنينة والعدالة والحرية والوئام . فهل وصلوا إلى شيء من ذلك؟ .. أو حاولوا أن يصلوا إليه فيما قرروا من مؤتمرات وعقدوا من اجتماعات؟ وهل استطاعت هيئة الأم المتحدة أن تسوي في الحقوق بين أبناء الوطن الواحد في أفريقيا الجنوبية ، أو أن تحمل الأمريكان على ترك التفاضل بالألوان؟ لا شيء من هذا ، ولن يكون إلا إذا تطهرت النفوس بماء الوحي العذب الطهور ، وسقيت من معين الإيمان ، وأخلصت للإسلام دين الأخوة والوحدة والإنسانية والسلام
(إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ , وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)


الجمعة، 9 أغسطس 2013

الفتنة ومعيارها اللغوى


يكثر الكلام عن الفتنة والفتن بين الناس ولقد تكرر في القرءان الكريم كلمة الفتنة كثيراً وكذا في الأحاديث الشريفة فرأيت أن نُبينَ المعنى اللغوي لكلمة الفتنة والإستعمال الشرعي لها حيث جائت في القرءان الكريم بعدة معاني على حسب سياق الآيات ومعانيها ، أولاً تعريف الفتنة في اللغة: قال الأزهري وهو من أكابر اللغوين: جماعُ معنى الفتنة في كلام العرب: الابتلاء ، والامتحان وأصلها مأخوذ من قولك : فتنتُ الفضة والذهب ، أذبتهُما بالنار ليتميزَ الرديءُ من الجيد ، ومن هذا قول الله عز وجل: " يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ " أي يحرقون بالنار. (من كتاب تهذيب اللغة 14 / 296 ). وقد لخص ابنُ الأعرابي معاني الفتنة بقوله:" الفتنة الاختبار، والفتنة: المحنة، والفتنة المال، والفتنة: الأولاد، والفتنة الكفر والشرك، والفتنة اختلاف الناس بالآراء والفتنة الإحراق بالنار ( كتاب لسان العرب لابن منظور )،

ثانياً: معاني الفتنة في الكتاب والسنة في مواضع كثيرة أشهرها الآية المتداولة بينَّ الناس وهي قوله تعالى:(( وَالفِتْنَةُ أشَدّ مِنَ القَتْل ))، وهنا الفتنة على معنى الكفر والشرك أشدُ من قتل النفس التى حرم الله لأن القتل هو أكبر ذنب بعد الكفر بالله تعالى، وجائت بمعنى الابتلاء والاختبار: كما في قوله تعالى:(( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ))، أي وهم لا يبتلون، وجائت على معنى الإضلال كما في قوله تعالى: (( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ))، فإنَ معنى الفتنة هنا الإضلال أي من يُردِ الله يُضله لأن الهداية والضلال بخلق الله تعالى فمن يهدِ الله لامُضلَ له ومن يُضلل لاهاديَّ له، وجائت أيضاً على معنى تعذيب أهل الأخدود كما في سورة البروج من أن قوماً حَرّقوا المؤمنين بالنار وبهذا جائت الآية قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ))، وهكذا في كثيرٍ من مواضع القرءان وردت كلمة الفتنة والذي ينبغي التحذير منه ما جرى على ألسن الكثير من إيراد الآية الفتنة أشد من القتل على معنى أن من يُحرش بين الناس ويعمل الفتن ذنبه أشدُ من ممن قتل نفساً وهذا غلط ومخالف للنصوص القراءن الكريم بل وفيه تكذيب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن أي الذنوب فأجاب الشرك بالله قيل له ثم أيّ قال قتل النفس التى حرم الله فمن المقطوع به عند المسلمين أن قتل النفس أكبرُ وأشد ذنب عند الله بعد الكفر بالله، وليس عمل المشاكل والفتن بأشد فاحذر ان تورد الآية بغير محلها وأحذر حذرأً شديدا من أن تعتقد ان معنى الآية هكذا بل الآية سبب نزولها أن مشركي العرب منعوا القتال في أشهر معينة ثم قوتلوا فيه فأنكروا قالوا هذا محمد يدعي الخير ثم يرفع السيف في مثل هذا الشهر!؟ فأنزل الله في تبكيتهم وزجرهم: (( وَالفِتْنَةُ أشَدّ مِنَ القَتْل)) أي كفركم بالله وعبادتكم للأصنام أشدُ من القتال في مثل هذا الشهر وليس معنى الآية أن الفتن أشد ذنبا عند الله من القتل، وإن كان عمل الفتن بين الناس أمرٌ نهى عنه الشرع وحذر منه وهو طبع أهل الفساد والنفاق والرذائل، وهاك أخي القارىء جملة من أهم كتب التفسير لتكن على علم أن معنى: الفتنة أشد من القتل الكفر بالله، قال تعالى في سورة البقرة:(( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ))، فالمراد بالفتنة هنا هو الشرك وليس النميمة كما يتوهم بعض الناس فيوردون هذه الآية عند حصول أي شجار ناتج عن نميمة، قال بعض المفسرين في ذلك منهم المفسر الإمام الطبري قال القول في قوله تعالى:(( وَالفِتْنَةُ أشَدّ مِنَ القَتْل ))، يعني تعالى ذكره بقوله: (( وَالفِتْنَةُ أشَدّ مِنَ القَتْل ))، والشرك بالله أشدّ من القتل، وقد بينت فيما مضى أن أصل الفتنة الابتلاء والاختبار فتأويل الكلام ابتلاء المؤمن في دينه حتى يرجع عنه فيصير مشركا بالله من بعد إسلامه أشدّ عليه وأضرّ من أن يقتل مقيماً على دينه متمسكاً عليه محقّاً فيه، وقال القرطبي: أي شركهم بالله وكفرهم به أعظم جُرْماً وأشدّ من القتل الذي عيرّوكم به. وهذا دليل على أن الآية نزلت في شأن عمرو بن الحَضْرمِيّ حين قتله واقد بن عبد اللَّه التميمي في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، وقال ابنُ الجوزي: فأما الفتنة، ففيها قولان. أحدهما: أنها الشرك، قاله ابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وقتادة في آخرين. والثاني: أنها ارتداد المؤمن إلى عبادة الأوثان. قاله مجاهد. فيكون معنى الكلام على القول الأول: شركُ القوم أعظم من قتلكم إياهم في الحرم . وعلى الثاني: إرتداد المؤمن إلى الأوثان أشدُ عليه من أن يقتل محقاً، وقال النسفي:(( وَالفِتْنَةُ أشَدّ مِنَ القَتْل))، أي شركهم بالله أعظم من القتل الذي يحل بهم منكم، وقال الخازن في تفسيره:(( وَالفِتْنَةُ أشَدّ مِنَ القَتْل))، يعني أن شركهم بالله أشدُ وأعظم من قتلكم إياهم في الحرم والإحرام وإنما سُميَ الشرك بالله فتنة لأنه فساد في الأرض يؤدي إلى الظلم، وإنما جعل أعظم من القتل لأن الشرك بالله ذنب يستحق صاحبه الخلود في النار وليس القتل كذلك، والكفر يخرج صاحبه من الأمة وليس القتل كذلك فثبت أن الفتنة أشدُ من القتل . وهكذا يتبن أن معنى الفتنة في الآية الشرك والكفر بالله سواءٌ باللسان كالإستهزاء بالدين أو بما جاء في القراءن ومن الشرك الذي هو فتنة أيضا الإعتقاد الفاسد من نحو إعتقاد الصورة والجسم والمكان لله تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا فلا السماء مسكناً لله ولا العرشُ مستقراً لله ولا يُنسب إليه تعالى الصورة والجسم بل الله فردُ صمد لايحتاج لشىء ولا يشبه شىء ليس كمثله شىء وهو السميع البصير، فمن حملَ معتقدا فاسداً أو تكلم بشرك أو كفر فهو عند الله أكبر من قاتل النفس وبعده في الطغيان عند الله القتل ولهذا وصف الله عباده المؤمنين بقوله تعالى:(( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ))، فالقتلُ بغير حق جريمة كبرى والفتن التى تنتج قتل النفوس البريئة ليست بمنىء عن الوقوع في المهالك وكذا من أشعلها ممن حمل راية الزعزعة وإثارة البلبلة في هذه الأيام على أنواع وصور للفتن فقوم جاءوا باسم الإصلاح والتغيير، وحقيقتهم الدعوة إلى الفتن والقلاقل والنفير، وقوم دعوا للمحبة فأوقعوا بين الأحبة وقوم إدعوا العدل والقسط فظلموا وفتنوا إلى أبعد الحدود قال الله تعالى: (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون* أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)). فإن التسويق للفتن والترويج للفساد وزرع القلاقل والنعرات بغير هدى أمر في غاية الخطورة، لأنه قد يضيع الحق، ويظهر الباطل، ويفشو الجهل، بل وتسفك الدماء، وترمل النساء، وييتم الأطفال، وينتشر الخوف في العالمين، وحينئذ تكون الفتنة أيضا؛ لأنه بالقتل والفوضى يتهم هذا هذا ويحرض هذا على هذا والعدو يصطاد بالماء العكر بين هذا وهذا!. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الفتن في الصلاة وغير الصلاة. فالمال والأولاد والرخاء والعافية والغضب والمصائب ونحوها قد تكون فتنٌ للمرء ليبتلى أيصبر أم يكفر، والله تعالى يعلمُ الصابرين من الشاكرين ولكن ليُبَينَّ للناس من هو أهلٌ للتقوى ومن هو منافق يَكفرُ عندَ المصائب ويرتدُ عند النوازل ومن هو عابد لله في الرخاء والسراء وعند البلاء إلى أن يلقى الله تعالى، وإننا اليوم في معترك فتن عظيمة من هذه، فتن كقطع الليل المظلم، يتبع بعضها بعضًا، وينسي بعضها بعضًا، فالمال فتنة هلكَ بهُ كثيرٌ من الناس في هذه الأزمنة ، والأولاد فتنة وكم استعصى أمرهم على معظم أولياء الأمور، ومخالطة الأشرار من المنافقين فتنة وكم امتلأت منهم الديار وعظمت بسببهم الأخطار، والنساء فتنة وكم جلبنَّ من المصائب على الكثيرين، وكم يكيد بهنَّ الأعداء لإفساد مجتمع المسلمين، نعوذ بالله من الفتن ما ظهرَ منها وما بَطن، ونسأله الهدى والسداد والصلاح في الحال والمآل . وموقف المؤمن من الفتن الثبات على الحق والدعاء فكم للدعاء أثرٌ عظيم في الثبات والنصر، والاستعاذةُ بالله تعالى من الفتن ففي الحديث المتفق عليه :(( وأعُوذُ بِكَ مِنْ فتنةِ المحيَا والممَات ))، والعبادة وقتَ الفتن هي وصيّة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته حيث قال: (( بادِرُوا بالأعمالِ الصالحةِ فتنًا كقِطعِ الليلِ المظْلِم، يصبحُ الرجلُ مؤمِنًا ويُمسِي كافِرا )) رواه مسلم، وهذا الحديث كأننا نعيش في واقعه ألا ترى من الناس من يبيع الدين بشىء من الدنيا

؟ وذلك لغلبة الفتن وشدة الغفلة وكثرة الجهل بدين الله تعالى ، اللهَ نسأل العصمة من الفتن ما ظهر منها وما بَطن فأنه لاعاصمَ من الفتن إلا الله تعالى ،

الجمعة، 5 يوليو 2013

حرمة الدم

مواقف حلف فيها النبى صلى الله عليه وسيلم
--------------------------------
       
                                                 بسم الله الرحمن الرحيم
                                        -----------------------------
                   من هذه المواقف
       ----------------------------

 حرمة دم المسلم--- -
وهذا ظاهر من قوله وقسمه صلى الله عليه وسلم: «والذي لا إله غيره! لا يحل دم رجل مسلم يشهد ألاإله إلا الله، وأني رسول الله إلا ثلاثة نفر ... » فما دام أن المسلم قد استقام على دينه ولم يقع فيه هذه الموبقات التي تسفك دمه فيجب الحفاظ عليه، والحذر ثم الحذر من قتله أو سفك دمه لأن الله عز وجلّ نهى عن ذلك أشد النهي فقال تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ                                            مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه "
هل سمعنا عن مثل هذا العقاب الإلهي لأي كبيرة مهما عظمت إلا في هذا الموطن؟
وقال تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً. يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً. إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان/ 68- 70]
ومن قتل يقتل، قال تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة/ 179] .

  قتل التارك لدينه المفارق للجماعة:
قال النووي: وهذا عام في كل مرتد عن الإسلام بأي ردة كانت فيجب قتله إن لم يرجع إلى الإسلام.
قال العلماء: ويتناول أيضا كل خارج عن الجماعة ببدعة، أو بغي أو غيرهما، وكذا الخوارج والله أعلم.
واعلم أن هذا عام يخص منه الصائل ونحوه، فيباح قتله في الدفع، وقد يجاب عن هذا بأنه داخل في المفارق للجماعة، أو يكون المراد لا يحل تعمد قتله قصدا إلا في هذه الثلاثة والله أعلم

  الزاني الثيب يقتل رجما:
لحديث عمر رضي الله عنه قال: " إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه اية الرجم فقرأتها، وعقلتها، ووعيتها، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله تعالى، فالرجم حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت به البينة، أو كان الحبل، أو الاعتراف: وقد قرأتها: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم" متفق عليه.
والايات والأحاديث في الزجر عن الزنى كثيرة جدا تنظر في مظانها.

  القاتل عمدا يقتل إذا لم يعف عنه أولياء الدم:
لقوله تعالى:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ [البقرة/ 178]
قال السعدي رحمه الله:
بين تعالى حكمته العظيمة في مشروعية القصاص فقال: ولكم في القصاص حياة أي: تنحقن بذلك الدماء، وتنقمع به الأشقياء، لأن من عرف أنه مقتول إذا قتل لا يكاد يصدر منه القتل، وإذا رؤي القاتل مقتولا انذعر بذلك غيره وانزجر.
فلو كانت عقوبة القاتل غير القتل لم يحصل انكفاف الشر الذي يحصل بالقتل وهكذا سائر الحدود الشرعية، فيها من النكاية والانزجار ما يدل على حكمة الحكيم الغفار، وذكر (الحياة) لإفادة التعظيم والتكثير.
وتلك رسالة ابث بها الى كل المصريين الشرفاء ان لا تنقادوا وراء الاهواء والاطماع الذائله بل اعلموا ان تلك وقيعة دنيئة يريدها لنا اعداء الله من شياطين الشرق والغرب لان مصر هى عمود الاسلام فى هذا العالم فلما التقاتل والتناحر من اجل كرسى زائل 
--- ان الكراسى ان علت وتجملت 
                                    فالموت حتما لا محالة آتى 
فلنحافظ جميعا على بلدنا ومقدراتنا ودمائنا .
                                            حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء


السبت، 27 أكتوبر 2012

اغرب كتب التاريخ الذى استغرق تأليفه الف عام


  التلمود:
هو عمل موسوعي ضخم يتضمن اراء الحاخامين القدامى في مسائل لاحصر لها من الشريعه إلى الأدب حتى الطب.وهو اهم عمل تشريعي بعدالتوراة فهو يمثل الشريعة الشفوية مقابل الشريعه المكتوبه أي التوراة .فالتقليداليهودي يرى انه من اصل الهي نقل عبر موسى فم الى فم شفويا الى شيوخ اسرائيل الذي تناقلوه بالطريقة ذاتها حتى رأوا ان الضرورة تقتضي تدوينه.والشريعه التلموديه ماخوذة من الشريعه التوراتية لكنها تعكس الى حد كبير العادات والافكار زمن كتابةالعمل.
النص الاساسي في التلمود هو:
المشنا التي تعنى بتصنيف الشريعه الشفويه.
الغمارا:التي تتضمن نقاشات الحاخامين حول المشنا.
مشنا:
يرجع اغلبها الى حقبة قديمه فالبعض يرى انهاترجع الى العصر الفارسي(538ق.م)ويقال انها ظهرت للعيان مع تلاميذ الاكاديميات اليهوديه التي وجدت ايام يوشافاط ملك يهوذا(875-850ق.م)واستمر وضعها حتى دمارالهيكل الثاني عام 70م.
مصادرها :هي القواعد والاعراف التي رسخها المسؤولون في ادارتهم للشئون الدينية والمدنية مثل السبت و الصلوات والطهارة والطعام و المحلل والمحرم والجدل حول الرق.
في العصور القديمة دون التلاميذ التعاليم الاكاديميه في شكل مختصر بحيث يستطيع حفظها عن ظهر قلب وكانوا يضيفون عليها تفسيرات وتعليقات مطوله وفي القرن الاول الميلادي قدم عدد من المعلمين ميشنائية مختلفه عكست كل منها راي صاحبها الخاص.
في عام 200 م قام الحاخام رابي بجمع المشناءوت في مجموعه متناسقه فاختار منها سته اقسام دعاها بحسب المادة التي تعالجها .وقد اهمل بعضها واضاف على البعض وحرص على ان تكون شرائع غير قابله للدحض
لم تمر محاولاته دون معارضه لكنه نجح في قمع المعارضة .
ورفض مشناءوت عديدة واتلف الكثير منهاوالبعض منها لم تكن في حوزته وبعضها اخفيت عنه وقد حاول البحث عنها لكن الكثير منهااخفيت عنه لتظهر بعد وفاته للعيان.
وهذه المشناءوت التي ظهرت دعيت باسم توصفوت أي غير الاساسية.والبعض باسم بورايتوت أي المادة الثانوية غيرالاكاديميه.
قامت الكليات بمحاوله لشرح مشناءوت رابي فكانت تختصروتكمل بنص توراتي او تشرح برفقة رأي معارض لتوفيقها معه واحيانا يحاولون ان يوافقوها مع التبديلات المتلاحقة حتى وان اضافوا اليه نصه مشنا من تاليفهم الخاص.
لغة المشنا هي العبرية وهي ابسط من عبرية التوراة مختلفه عنها في اللغة و المفردات واسلوب بناء الجميل والشرائع الموجدوده فيها على شكل احكام عامه وامثله عينيه واحيانا تورد حوادث فعليه.

تقسم الى ستة انظمة :
1-
زراعيم (بذور):شرائع العمل الزراعي وحصص الكهنة اللاويين والفقراء من الحصاد
2-
موعيد(مواعيد): شرائع السبت الاعياد وايام الصوم.
3 -
نشيم(نساء):شرائع الزواج والطلاق .
4-
نزكين(اضرار): الشرائع المدنيةوالجنائيه
5-
قدشيم(مقدسات):شرائع الهيكل والخدمة الربانيه
6-
طهروت(طهارات):شرائع الطهارة الطقسيه للافراد والمواد.
يقسم كل نظام الى رسالهوكل رساله الى فصول.

الغمارا
:
كلمة اراميه تعني التعليم اوالخاتمه
هناك مجموعتا غمارا وهما كتلتا النقاشات والدراسات التي تمحورت في فلسطين وبابل حول المشناءوت.
كان الهدف من الغمارا مواءمة المشناءوت بالبورايتوت والوصول الى قرار نهائي في معظم الحالات.
دعوا معلمو الغمارا (امورائيم) أي الذين فسروا المقاطع الصعبة من المشنا .وهم كمفسرين لم تكن لديهم سلطه الانحراف عن روح المشنا مالم يدعما اقوالهم لتعارض المشنا محط البحث.
جمعت نقاشاتالامورائيم في بابل وفلسطين وحصلنا بالتالي على ما يعرف الان بالتلمودين البابلي والفلسطيني.
التلمود الفلسطيني هو الاقدم جمع جزء منه في منتصف القرن الرابع الميلادي وجمع معظمه بعد ذلك بجيلين.
بالنسبة للتلمود البابلي بدأ رابيناوآشي بترتيب الغمارا دون نجاح واعادا الكره ثانية لكنهما ماتا قبل ان يكملاعملهما.وقد بدا ذلك في القرن الرابع الميلادي .ظل ينتقل من يد الى يد الى ان انهى الصابورائيم تحرير التلمود البابلي في القرن السادس الميلادي
اهتموا بإضافة وتطعيم المشنا بالتفاسير الوعظية لنصوص توراتية وقدموا اراء حول نشوء الكون قصصا و مبادئ لاهوتيه وقضايا اخرى غير تشريعيه .
القسم الغير الشرعي اطلق عليه اسمهاغاداه وهو يشكل 30% من التلمود البابلي و15% من الفلسطيني ويعتمد اساسا على فولكور منطقة الشرق الاوسط .
قسم تشريعي يدعى هالاخا.
اذن المشناهي ذاتها في التلمودين لكن الغمارا مختلفه .
الغمارا مكتوبه باللغة الاراميه لكنها تختلف في اللهجه في التلمودين فالبابلي الشرقي  والفلسطيني غربي 
التلمودالبابلي اهم من الفلسطيني واكثر موثوقية لانه انتهى بعد الفلسطيني بفتره لا بأس بهاواحتل يهود بابل  مركز القلب لكل يهود العالم بغض النظر عن تفاوت الحجم.
اليهود والتلمود:كل انظمةالتشريع اليهودي تعتمد على التلمود ملزمة نظريا لكل يهودي ويمكن للحاخامين مابعدالتلموديين ان يفسروا هذه الاحكام ويستنبطوا منها ما يمكن على المسائل المستحدثه انما لا سلطه لديهم اطلاقا لالغاء أي حكم.
المسائل الشرعيه تأخذ اكثر من نصف التلمود البابلي واكثر من ثلاثة ارباع الفلسطيني .وهذا يفسر بسهوله اذا عرفنا ان دور الحاخميين القدامى الاساسي القضاء والتعليم والتوجيه.
كانت الشريعه بالنسبه لليهود عطيه الهيه وان الرد المناسب للكرم الالهي هو الالتزام بها .
فالشريعه اهم ما يمكن لليهودي علماني ام حاخام فكانت دراسة التلمود واجبادينيا مفروضا على كل يهودي يدرسها البعض في المرحله الابتدائيه اليهوديه ومنهم من يكمل دراستهم في اليشيفوت أي المعاهد العليا للدراسه.
ثم ظهر مع مر العصورادب حاخامي ضخم حول التلمود ينقسم  الى مجموعتين كبيرتين:
واحده تهتم بالتطبيق العملي لشرائع التلمود واخرى تولي القسم الهاغادي جل اهميتها.
التلمود والطوائف اليهوديه :
تظهر الكتب العربيه جهلا فادحا بالتلمود والطوائف اليهوديه على حد سواء خاصه عندما تلقي بلائمة العدوان الاسرائيلي على عاتق التلمود.فالذين يؤمنون بهذا العمل كشريعه شفويه هم اقليه حالياوهم افضل حيال القضايا العربيه من كثير من العلمانيين او الذين يرفضون سلطة التلمود.
وطوائف اليهود كثيرة تختلف في عاداتها وتقاليدها الى درجة التناقض وربما التكفير .
من طوائف اليهوديه القديمه : (القراءون ,الربانيون,السامريون,الدونمة,الفلاشا,والكوتشين)
من الطوائف الحديثة: (الاصلاحيون,المحافظون(الماصورتي في انجلترا),الارثوذكس(الربانيون الاشكنازيم)
الارثوذكس المحدثون ,جماعة اعادة البناء,وجماعة ناطوراي-قارتا)ولقداستثنينا الحسيديين والقباليين الذين هم نسيج وحدهم في اليهوديه.
بالنسبه للطوائف القديمه:
فالقراءون رفضوا التلمود وقالوا(( انها ماهي الا بدعه ابتدعهاالحاخامون وقالوا انها شريعه الهيه شفويه وانها يجب ان تقدس)).
اما الفلاشاالاثيوبيون يجهلون  تطور التلمود اليهودي ويلتزمون بطقوس تشبه عادات القرائيه والسامريه.
الكوتشين الهنود لا يملكون الا معرفه قليله بالتلمود .
السامريون لا يعترفون الا باسفار العهد القديم الخمسه الاولى مع تحويرات بسيطه.
الدونمةالاتراك طائفه يهودية باطنيه لا يعرف عنها الا القليل.
في القرن الثامن عشرظهرت الطائفه الاصلاحيه كانت تنادي بالاصلاح والاصلاح المضاد للكنيسه فكانت تتعامل بعقلانية و صرامه مع امور التشريع الديني الامر الذي ادى الى عدم اخذ التلمود بعين الاعتبار في القضايا التشريعيه.
كانت ردة فعل الارثوذكس الربانيون خلق طائفةمعارضه تمسكوا بالتلمود كنص الهي.
اما المحافظون اهتموا بدراسه التلمود لكنهم لاينظرون اليه بالتقديس التقليدي المعروف.
والجماعات الارثوذكسيه ليست صهونيه عموما بل بعضها معاد للصهيونيه.
الجماعات الارثوذكسيه غير الصهيونيه:
اغوداتيسرائيل .حزبي شاس (لليهود الشرقيين) وديغل هارتوراه في فلسطين.
والحزب الصهيوني:المفدال(المتدينين الوطنيين)
نطوراي –قارتا الارثوذكسيه تؤمن بالتلمودكشريعه الهيه هي من الد اعداء قيام دله يهوديه في فلسطين
ويبذل حاخاماتها جهوداكبيره لاقناع اليهود بعدم الهجرة من بلادهم الى الاراضي المقدسه.


                في الرساله كما اشرنا سابقا من مشنا وغمارا وهالاخاوبورايتا وتيوصفيتا.
-هذه الرساله تحديدا تهم ابناء كافة الاديان والمذاهب لانهاتشير الى علاقتهم باليهود.
بالنسبة للمسلمين فيشار الى العلاقه معهم في الحديث عن (المنحدرين عن نوح) والذين هم موحدين بشكل مطلق.
اما المسيحية فيقول ديفيد نوفاك(ان عددا من المشرعين اليهود اعتبروها احد اشكال الوثنية وهي بالتالي تستوجب الاحكام المتعلقه بعبادة الاوثان)
ولا يمكن فصل اراء التلمودبالميسحيه والمسيحيين عن جو ذلك الزمان فقد خرجت المسيحية من قلب اليهودية وقد جاءالمسيح ليقلب شرائع الحاخامين راسا على عقب .مقابل التوحيد اليهودي المطلق طرحالتيار الرئيس
في المسيحية التجسيد والتوحيد التثليثي ومقابل شرائع السبت الملزمة لكل يهودي قال المسيح بان الانسان هو سيد السبت ...باختصاراذا كانت اليهوديه جعلت من الانسان كائنا لخدمة الشريعه فالمسيح جعل  من الانسان كائنالخدمةالبشريه
وزاد المشكله ان المسيحيه استقطبت في بدايتها اعداد ضخمةمن اليهود ثم انطلقت لتصبح ديانه عالميه بعد التبشير بين الامم خاصه وانها التزمت بالعهد القديم,كجزء اول من كتابها المقدس.
والحقيقة ان اليهود حتى فترات متأخرةكانوا ينظرون الى المسيحيه كهرطقه يهوديه مسيانيه حققت نجاحات متميزة
الفصل الاول

المشنا الأول:
جاءفيها:
يحرم التعامل مع الوثنيين قبل اعيادهم بثلاثة ايام فلا نعيرهم ولا نستعيرمنهم ولا ندفع لهم اجره ولانأخذ منهم.مع ان البعض يحلل الاخذ منهم لان هذا يتعسهم ولكن هناك من رد عليه:ان هذا يتعسهم الان ويريحهم مستقبلا.

الغمارا
:جاء فيها:
في المستقبل سيأخذ تاقدوس المبارك الكتاب المقدس بيده ويقول: ((من كان منشغلا بهذا سيظهر للعيان وينال اجره))
فتأتي حشود متنافرة الألوان ولكن القدوس المبارك سيقول لهم: ((لاتدخلوا على هذا النحو من الفوضى بل اتركوا كل امه تدخل وحدها ومعها كتبها)). تدخل روما المحترمة في كافة المعمورة سأل القدوس المبارك روما((ماذا كان يشغلك عن العالم)) فأجابت((يارب الكون لقد اسسنا اسواقاعديدة وبنينا حمامات كثيرة واكثرنا من الذهب والفضه الى درجه كبيرة ولقد فعلنا هذا كله لصالح اسرائيل وذلك كي نمكنهم من دراسة الشريعة))
وسوف تكون من السخافه ان تقولوا انكم فعلتم ذلك لصالح اسرائيل لانكم لم تفعلوه الا لصالح انفسكم فقد بنيتم الاسواق بهدف الدعاره.واشدتم الحمامات من اجل متعكم اما الذهب والفضه فهما لي .هل بينكم اولئك الذين درسوا الشريعه؟فيخرجوا خائبين

ولكن لماذا تدخل الامم الاخرى بعدما رات خيبت امل الامتين الاوليين؟فيساورها الاعتقاد التالي:الامتانالاولتان استعبدتا اسرائيل ونحن لم نعرف حاله كهذه.
في نهاية الامر ستتحدثالامتان امامه يارب الكون هل اعطيتنا ولم نقبل بها؟كيف يمكن تقولا ذلك ؟اليس مكتوب في (تث:33:2): اقبل الرب من سينا واشرق لهم من سعير وسطع جبل من فاران)
ونستدل من هذا ان الله قدم التوراه لكل امة فلم يقبلها احد حتى جاءت اسرائيل.
سيقولون يارب هل انحدر الجبل الينا كما فعلت مع بني اسرائيل؟

ستاتي الاجابه التاليه: (دع الوائيل ترينا)اش 43: 9 وسيقول القدوس المبارك((لقد قدمت لابناء نوح الوصايا السبع فهل التزمتم بها)   الوصايا التي قبل بها ابناء نوح لم يلتزموا بها لذلك اعفا منها الامم .
الوصايا السبع:الجبار على تعديل القضايا وفق حالات محدده.حظر:التجديف-عبادة الاوثان –قتل البشر-الزنا اللواط ممارسة الجنس مع الحيوانالسرقة –اكل عضو من حيوان حي.
حتى الاممي الذي ينشغل بدراسةالتوراة مثل كاهن كبير.
ان الاجر لمن يطيع وهو موصى هو اكبر من اجر الذي يقدم الطاعة ذاتها وهو غير موصى.
عندها ستهتف الامم ((لكن يارب هل اطاعت اسرائيل  التوراه وصاياها))
سيجيب القدوس(اشهد انها فعلت)
يهتفون(يارب الكون هل من المناسب ان يشهد اب في قضية ابنه؟الم يدع اسرائيل ابن الابدي) (اسرائيل ابني البكر)(ار33: 25)
عند ئذ يقولون دعوا السماء تشهد بان اسرائيل حافظت علىالوصايا العشر لكنهم سيعترضون بان السماء والارض متورطتان في القضية وهو ما يبررالاشاره الى ان الرب اشترط على كل ما خلق في الايام السته
ان تقبل اسرائيل التوراه على نحو حسن جيد والا سوف اعيدكم الى حالة الخلط والدمار.
فيقول القدوس((سوف تشهد من اممكم ان اسرائيل حفظ وصايا التوراه فسيشهد نمرود ان ابراهيم لم يعبد الاوثان.وسيشهد لابان بان يعقوب لم يك موضع شك كسارق.وستشهد فوطيفار ان يوسف لم يتعرض للإثم

وسيشهد نبوخذ ان حنانيا وعزريا لم ينحنوا للصورة وسيقول اليفاز التيماني وبلداد الشوحي وصوفار النعماتي عن اسرائيل كلهم بانهم يحفظون الشرائع كلها).
سيهتفون: (اعطنا اياها    الآن يارب وسوف نحفظها)
              
            وللحديث بقية ان شاء الله


                             سامى العقيبى