الأربعاء، 22 فبراير 2012

الحديث بين التدوين والتأ صيل

بدايات  تدوين الحديث ممزوجًا بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين
  قال ‏(‏ابن حجر‏)‏ في أول ‏(‏مقدمة فتح الباري‏)‏ ما نصه‏:‏
اعلم أن آثار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم تكن في عصر الصحابة وكبار التابعين مدونة في الجوامع، ولا مرتبه، لأمرين‏:‏
أحدهما‏:‏ أنهم كانوا في ابتداء الحال قد نهوا عن ذلك، كما ثبت في ‏(‏صحيح مسلم‏)‏، خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم‏.‏
وثانيهما‏:‏ لسعة حفظهم، وسيلان أذهانهم، ولأن أكثرهم كانوا لا يعرفون الكتابة‏.‏
ثم حدث في أواخر عصر التابعين تدوين الآثار، وتبويب الأخبار، لمّا انتشر العلماء في الأمصار، وكثر الابتداع من الخوارج والروافض ومنكري الأقدار، واتسع الخرق على الراقع، وكاد أن يلتبس الباطل بالحق‏.‏
فأول من جمع في ذلك ‏(‏الربيع بن صبيح‏)‏ ‏(‏وسعيد ابن أبي عروبة‏)‏ وغيرهما‏.‏
دونت أحكام الحديث في منتصف القرن الثاني
وكانوا يصنفون كل باب على حده، إلى أن قام كبار أهل الطبقة الثانية في منتصف القرن ‏(‏ص 6‏)‏ الثاني، فدونوا الأحكام‏.‏
فصنف ‏(‏الإمام مالك‏)‏ ‏(‏الموطأ‏)‏ بالمدينة، وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز، ومزجه بأقوال الصحابة، وفتاوى التابعين، ومن بعدهم‏.‏
أول من صنف الحديث بمكة ابن جريج
وصنف ‏(‏أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج‏)‏ بمكة، ‏(‏وأبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي‏)‏ بالشام، ‏(‏وأبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري‏)‏ بالكوفة، ‏(‏وأبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار‏)‏ بالبصرة‏.‏
 ابتداء تدوين المسانيد على رأس المائتين
ثم تلاهم كثير من أهل عصرهم في النسج على منوالهم، إلى أن رأى بعض الأئمة منهم، أن يفرد حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاصة، وذلك على رأس المائتين‏.‏
فصنف ‏(‏عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي‏)‏ مسندا، وصنف ‏(‏مسدد بن مسرهد البصري‏)‏ مسندا، وصنف ‏(‏أسد بن موسى الأموي‏)‏ مسندا، وصنف ‏(‏نُعيم بن حماد الخزاعي‏)‏ نزيل مصر مسندا، ثم اقتفى الأئمة بعد ذلك أثرهم، فقلَّ إمام من الحفاظ إلا وصنف حديثه على المسانيد، ‏(‏كالإمام أحمد بن حنبل‏)‏ ‏(‏و إسحاق بن راهويه‏)‏ ‏(‏وعثمان بن أبي شيبة‏)‏ وغيرهم من النبلاء‏.‏
ومنهم من صنف على الأبواب والمسانيد معا ‏(‏كأبي بكر بن أبي شيبة‏)‏ اهـ‏.‏
وعبارته في ‏(‏إرشاد الساري‏)‏ قال‏:‏
منهم من رتب على المسانيد ‏(‏كالإمام أحمد بن حنبل‏)‏ ‏(‏و إسحاق بن راهويه‏)‏ ‏(‏وأبي بكر ابن أبي شيبة‏)‏ ‏(‏وأحمد بن منيع‏)‏ ‏(‏وأبي خيثمة‏)‏ ‏(‏والحسن بن سفيان‏)‏ ‏(‏وأبي بكر البزار‏)‏ وغيرهم‏.‏
ومنهم من رتب على العلل‏:‏ بأن يجمع في كل متن طرقه، واختلاف الرواة فيه، بحيث يتضح إرسال ما يكون متصلا، أو وقف ما يكون مرفوعا، أو غير ذلك‏.‏
ومنهم من رتب على الأبواب الفقهية، وغيرها، ونوّعه أنواعا، وجمع ما ورد في كل نوع، وفي كل حكم إثباتا ونفيا، في باب فباب، بحيث يتميز ما يدخل في الصوم مثلا عما يتعلق بالصلاة‏.‏
وأهل هذه الطريقة منهم من تقيد بالصحيح ‏(‏كالشيخين‏)‏ وغيرهما، ومنهم من لم يتقيد بذلك كباقي الكتب الستة، وكان أول من صنف في الصحيح ‏(‏محمد بن إسماعيل البخاري‏)‏‏.‏
ومنهم المقتصر على ‏(‏ص 7‏)‏ الأحاديث المتضمنة للترغيب والترهيب، ومنهم من حذف الإسناد واقتصر على المتن فقط، ‏(‏كالبغوي‏)‏ في ‏(‏مصابيحه‏)‏ ‏(‏واللؤلؤي‏)‏ في ‏(‏مشكاته‏)‏ اهـ‏.‏
وقال ‏(‏شيخ الإسلام زكريا الأنصاري‏)‏ في شرحه ‏(‏لألفية المصطلح‏)‏ ‏(‏للعراقي‏)‏‏:‏
أول من صنف مطلقا ‏(‏ابن جريج‏)‏ بمكة، ‏(‏ومالك‏)‏ ‏(‏وابن أبي ذئب‏)‏ بالمدينة‏.‏
 أول من صنف الحديث بالشام الأوزاعي
‏(‏والأوزاعي‏)‏ بالشام، ‏(‏والثوري‏)‏ بالكوفة، ‏(‏وسعيد ابن أبي عروبة‏)‏ ‏(‏والربيع بن صبيح‏)‏ ‏(‏وحماد بن سلمة‏)‏ بالبصرة‏.‏
 أول من صنف الحديث باليمن
‏(‏ومعمر بن راشد‏)‏ ‏(‏وخالد بن جميل‏)‏ باليمن، ‏(‏وجرير بن عبد الحميد‏)‏ بالرِّي، ‏(‏وابن المبارك‏)‏ بخراسان، وهؤلاء في عصر واحد، فلا يُدرى أيهم سبق، ذكره شيخنا يعني ‏(‏ابن حجر‏)‏ كالناظم يعني ‏(‏العراقي‏)‏ اهـ‏.‏
وذكر غيره من جملة هؤلاء أيضًا، ‏(‏هشيم بن بشير الواسطي‏)‏ بواسط‏.‏
الاستغناء بحفظ الحديث عن كتابته في الطبقة الأولى من التابعين
وقال ‏(‏الأبي‏)‏ في ‏(‏شرح مسلم‏)‏‏:‏
قال ‏(‏مكي‏)‏ في ‏(‏القوت‏)‏ كره كَتْبَه يعني الحديث الطبقةُ الأولى من التابعين، خوف أن يشتغل به عن القرآن، فكانوا يقولون‏:‏ احفظوا كما كنا نحفظ‏.‏ وأجاز ذلك من بعدهم‏.‏
وما حدث التصنيف إلا بعد موت ‏(‏الحسن‏)‏ ‏(‏وابن المسيَّب‏)‏ وغيرهما من كبار التابعين، فأول تأليف وضع كتاب ‏(‏ابن جريج‏)‏ وضعه بمكة في ‏(‏الآثار‏)‏ وشيء من التفسير، عن ‏(‏عطاء‏)‏ ‏(‏ومجاهد‏)‏ وغيرهما، من أصحاب ‏(‏ابن عباس‏)‏‏.‏
ثم كتاب ‏(‏معمر بن راشد اليماني‏)‏ باليمن، فيه سنن‏.‏
ثم ‏(‏الموطأ‏)‏‏.‏
ثم ‏(‏جامع سفيان الثوري‏)‏ ‏(‏وجامع سفيان بن عيينة‏)‏ في السنن والآثار وشيء من التفسير‏.‏
فهذه الخمسة أول شيء وضع في الإسلام‏.‏ اهـ‏.‏
وقال في ‏(‏تبييض الصحيفة‏)‏‏:‏ قال بعض من جمع ‏(‏مسند أبي حنيفة‏)‏ من مناقب ‏(‏أبي حنيفة‏)‏ التي انفرد بها أنه أول من دون ‏(‏ص 9‏)‏ علم الشريعة، ورتبه أبوابا ثم تابعه ‏(‏مالك بن أنس‏)‏ في ترتيب ‏(‏الموطأ‏)‏، ولم يسبق ‏(‏أبا حنيفة‏)‏ أحد‏.‏ اهـ‏.‏
 أول من صنف الحديث في المدينة
وقال في ‏(‏تدريب الراوي‏)‏‏:‏ أول من جمع ذلك يعني الآثار ‏(‏ابن جريج‏)‏ بمكة، ‏(‏وابن إسحاق‏)‏ أو ‏(‏مالك‏)‏ بالمدينة‏.‏
 أول من صنف الحديث بالبصرة
‏(‏والربيع بن صبيح‏)‏ أو ‏(‏سعيد ابن أبي عروبة‏)‏ أو ‏(‏حماد بن سلمة‏)‏ بالبصرة، ‏(‏وسفيان الثوري‏)‏ بالكوفة، ‏(‏والأوزاعي‏)‏ بالشام، ‏(‏وهُشيم‏)‏ بواسط، ‏(‏ومعمر‏)‏ باليمن، ‏(‏وجرير بن عبد الحميد‏)‏ بالري، ‏(‏وابن المبارك‏)‏ بخراسان‏.‏
 أول من صنف الحديث بالمدينة ابن أبي ذئب
قال ‏(‏العراقي‏)‏ ‏(‏وابن حجر‏)‏‏:‏
وكان هؤلاء في عصر واحد، فلا ندري أيهم سبق، وقد صنف ‏(‏ابن أبي ذئب‏)‏ بالمدينة ‏(‏موطأ‏)‏ أكبر من ‏(‏موطأ مالك‏)‏ حتى قيل ‏(‏لمالك‏)‏‏:‏ ما الفائدة في تصنيفك‏؟‏ فقال‏:‏ ما كان لله بقي‏.‏
 جمع الحديث سبق إليه الشعبي
قال شيخ الإسلام يعني ‏(‏ابن حجر‏)‏‏:‏ وهذا بالنسبة إلى الجمع بالأبواب، أما جمع حديث إلى مثله في باب واحد فقد سبق إليه ‏(‏الشعبي‏)‏، فإنه روي عنه أنه قال‏:‏ هذا باب من الطلاق جسيم، وساق فيه أحاديث، ثم تلا المذكورين، كثير من أهل عصرهم، إلى أن رأى بعض الأئمة أن تفرد أحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاصة، وذلك على رأس المائتين، ثم ذكر بقية كلام شيخ الإسلام الذي تقدم لنا عنه‏.‏
ثم قال‏:‏ قلت، وهؤلاء المذكورون في أول من جمع كلهم في أثناء المائة الثانية‏.‏
 ابتداء تدوين الحديث وقع على رأس المائة في خلافة عمر بن عبد العزيز
وأما ابتداء تدوين الحديث فإنه وقع على رأس المائة في خلافة ‏(‏عمر بن عبد العزيز‏)‏ بأمره، اه المراد منه، وبالجملة فتدوين الحديث والعلوم النافعة لديه‏.‏
إنما حدث بعد الصدر الأول المرجوع إليه، ثم كثرت بعد ذلك فيه التصانيف، وانتشرت في أنواعه وفنونه التآليف، حتى أربت على العد، وارتقت من كثرتها عن التفصيل والحد، وهي مراتب متفاوتة وأنواع مختلفة‏.‏
ما ينبغي لطالب الحديث البداية به
فمنها‏(‏ص 11‏)‏ ما ينبغي لطالب الحديث البدءاة به‏:‏
وهو أمهات الكتب الحديثية وأصولها، وأشهرها وهي ستة‏.‏
 الكتب الستة
صحيح الإمام ‏(‏أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن المغيرة بن بَرْدِزبه البخاري‏)‏ بلدًا، نسبة إلى بخارى بالقصر، أعظم مدينة وراء النهر، بينها وبين سمرقند مسافة ثمانية أيام، ‏(‏الجعفي ولاء‏)‏ لأن جده ‏(‏المغيرة‏)‏ أسلم على يد ‏(‏اليمان بن أخنس الجعفي‏)‏ والي بخارى، الفارسي نسبا من أبناء فارس، المتوفى بخرتنك، قرية بظاهر سمرقند، على ثلاث فراسخ منها، وقيل‏:‏ على فرسخين، سنة ست وخمسين ومائتين، وهو أصح كتاب بين أظهرنا بعد كتاب الله‏.‏
و‏(‏صحيح أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري‏)‏ نسبة إلى بني قشير قبيلة معروفة من قبائل العرب، ‏(‏النيسابوري‏)‏ نسبة إلى نيسابور مدينة مشهورة بخراسان من أحسن مدنها وأجمعها للعلم والخير، المتوفى بها سنة إحدى وستين ومائتين‏.‏
وسنن ‏(‏أبي داود سليمان بن الأشعث الأزدي‏)‏، نسبة إلى الأزد، أبي قبيلة باليمن، ‏(‏السجستاني‏)‏، نسبة إلى سجستان، وينسب إليها سجزي أيضًا على غير قياس، مدينة بخراسان، المتوفى بالبصرة سنة خمس وسبعين ومائتين، قيل‏:‏ وهو أول من صنف في السنن، وفيه نظر يتبين مما يأتي‏.‏
وجامع ‏(‏أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي‏)‏، بضم السين خلافا لمن قال بفتحها، نسبة إلى بني سليم قبيلة معروفة، ‏(‏الترمذي‏)‏ نسبة إلى ترمذ، مدينة قديمة على طرف نهر بلخ المسمى بجيحون، الضرير المتوفى بترمذ أو ببوغ، وهي قرية من قرى ترمذ على ستة فراسخ منها، سنة تسع، وقيل‏:‏ سنة خمس وسبعين ومائتين، ويسمى‏:‏ ‏(‏بالسنن‏)‏ أيضًا، خلافا لمن ظن أنهما كتابان، و‏(‏بالجامع الكبير‏)‏‏.‏
وسنن ‏(‏أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي‏)‏ نسبة إلى نسا، مدينة بخراسان، وقيل‏:‏ كورة من كور نيسابور، والقياس نسوي، المتوفى بالرملة بمدينة فلسطين من أرض الشام ودفن بها، وقيل‏:‏ حمل إلى مكة فدفن فيها بين الصفا والمروة، وقيل‏:‏ إنه توفي بمكة، ودفن بها سنة ثلاث وثلاثمائة‏.‏
وهو آخر الخمسة المذكورين وفاة، وأطولهم سنا، والمراد بها ‏(‏الصغرى‏)‏، فهي المعدودة من الأمهات، وهي التي خرَّج الناس عليها الأطراف والرجال، دوَّن ‏(‏الكبرى‏)‏، خلافا لمن قال أنها المرادة‏.‏
وسنن ‏(‏أبي عبد الله محمد بن يزيد‏)‏ المعروف ‏(‏بابن ماجة‏)‏، وهو لقب أبيه لا جده، ولا أنه اسم أمه، خلافا لمن زعم ذلك، وهاؤه ساكنة وصلا ووقفا لأنه اسم أعجمي، ‏(‏الربعي‏)‏، ‏(‏ص 13‏)‏ نسبة إلى ‏(‏ربيعة‏)‏ مولاهم، ‏(‏القزويني‏)‏، نسبة إلى قزوين، مدينة مشهورة بعراق العجم، المتوفى بقزوين سنة ثلاث أو خمس وسبعين ومائتين‏.‏
وهي التي كملت بها الكتب الستة، والسنن الأربعة، بعد الصحيحين، واعتنى بأطرافها الحافظ ‏(‏ابن عساكر‏)‏ ثم ‏(‏المزي‏)‏ مع رجالها، ولم يذكر ‏(‏ابن الصلاح‏)‏ ‏(‏والنووي‏)‏ وفاته، كما لم يذكرا كتابه في الأصول‏.‏
 الكتب الخمسة
بل جعلاها خمسة فقط تبعا لمتقدمي أهل الأثر، وكثير من محققي متأخريهم، ولما رأى بعضهم كتابه كتابا مفيدا قوي النفع في الفقه، ورأى من كثرة زوائده على ‏(‏الموطأ‏)‏، أدرجه على ما فيه في الأصول، وجعلها ستة‏.‏
وأول من أضافه إلى الخمسة مكملا به الستة ‏(‏أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي‏)‏ في أطراف الكتب الستة له، وكذا في شروط الأئمة الستة له، ثم ‏(‏الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي‏)‏ في ‏(‏الكمال في أسماء الرجال‏)‏، أي‏:‏ رجال الكتب الستة الذي هذبه ‏(‏الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي‏)‏، بكسر الميم وتشديد الزاي المكسورة، نسبة إلى المزَّة، قرية بدمشق، فتبعهما على ذلك أصحاب الأطراف والرجال والناس، ومنهم من جعل السادس ‏(‏الموطأ‏)‏ ‏(‏كرزين بن معاوية العبدري‏)‏ في ‏(‏التجريد‏)‏، و‏(‏أثير الدين أبي السعادات المبارك بن محمد‏)‏، المعروف ‏(‏بابن الأثير الجزري الشافعي‏)‏ في ‏(‏جامع الأصول‏)‏‏.‏
وقال قوم من الحفاظ منهم ‏(‏ابن الصلاح‏)‏ و‏(‏النووي‏)‏ و‏(‏صلاح الدين العلائي‏)‏ و‏(‏الحافظ ابن حجر‏)‏‏:‏ لو جعل ‏(‏مسند الدارمي‏)‏ سادسا كان أولى‏.‏
 الكتب السبعة
ومنهم من جعل الأصول سبعة، فعد منها زيادة على الخمسة كلًا من ‏(‏الموطأ‏)‏ و‏(‏ابن ماجة‏)‏، ومنهم من أسقط ‏(‏الموطأ‏)‏، وجعل بدله ‏(‏سنن الدارمي‏)‏، والله أعلم‏.‏
ومنها كتب الأئمة الأربعة أرباب المذاهب المتبوعة‏:‏
وهي ‏(‏موطأ نجم الهدى‏)‏ إمام الأئمة، عالم المدينة ‏(‏أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي‏)‏، نسبة إلى ‏(‏ذي أصبح‏)‏ من ملوك اليمن، ‏(‏المدني‏)‏ المتوفى بها سنة تسع وسبعين ومائة، وهي في الرتبة بعد ‏(‏مسلم‏)‏ على ما هو الأصح، ويذكر أن جميع مسائلها ثلاثة آلاف مسألة، وأحاديثها سبعمائة حديث، وعن مؤلفها فيها روايات كثيرة، أشهرها وأحسنها‏:‏ رواية ‏(‏يحيى بن كثير الليثي الأندلسي‏)‏، وإذا أطلق في هذه الأعصار ‏(‏موطأ مالك‏)‏ فإنما ينصرف لها‏.‏
وأكبرها رواية‏:‏ ‏(‏عبد الله بن مسلمة القعنبي‏)‏، ومن أكبرها وأكثرها‏:‏ زيادات رواية ‏(‏أبي مصعب أحمد بن أبي بكر القرشي الزهري‏)‏، قاضي المدينة، ومن جملتها رواية ‏(‏محمد بن الحسن الشيباني‏)‏، صاحب ‏(‏أبي حنيفة‏)‏ وفي ‏(‏موطئه‏)‏ أحاديث يسيرة ‏(‏ص 15‏)‏ يرويها عن غير ‏(‏مالك‏)‏، وأخرى زائدة على الروايات المشهورة، وهي أيضًا خالية عن عدة أحاديث ثابتة في سائر الروايات‏.‏
‏(‏ولأبي الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري القروي القابسي‏)‏، نسبة إلى قابس مدينة بإفريقية بالقرب من المهدية، ‏(‏المالكي الضرير‏)‏، المتوفى بالقيروان، سنة ثلاث وأربعمائة، كتاب ‏(‏الملخص‏)‏ بكسر الخاء، كما ذكره صاحب ‏(‏تثقيف اللسان‏)‏، وكذلك سماه صاحبه، وتجوز قرائته بفتحها، وبالوجهين، ذكره ‏(‏عياض‏)‏ في ‏(‏فهرسته‏)‏، جمع فيه ما اتصل إسناده من حديث ‏(‏مالك‏)‏ في ‏(‏الموطأ‏)‏، رواية ‏(‏عبد الرحمن بن القاسم المصري‏)‏‏.‏
قال ‏(‏أبو عمرو الداني‏)‏‏:‏ وهو خمسمائة حديث وعشرون حديثا، وقال غيره‏:‏ هو على صغر حجمه جيد فيه بابه‏.‏
وشرع في شرحه ‏(‏شهاب الدين القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى الخوَييّ‏)‏، نسبة إلى خُوَيّ، بلفظ التصغير لخوِّ، بلد مشهور من أعمال أذربيجان ‏(‏الشافعي الدمشقي‏)‏، فشرح منه خمسة عشر حديثا في مجلد، واخترمته المنية، فمات سنة ثلاث وتسعين وستمائة‏.‏
‏(‏ولأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي‏)‏ حافظ المغرب بل والمشرق، الشهير، المتوفى‏:‏ بشاطبة من بلاد الأندلس، سنة ثلاث وستين وأربعمائة، كتاب ‏(‏التقصي‏)‏ جمع فيه ما في ‏(‏الموطأ‏)‏ من الأحاديث المرفوعة، موصولة كانت أو منقطعة، مرتبة على شيوخ ‏(‏مالك‏)‏‏.‏
وله أيضًا كتاب في وصل ما فيها من المرسل والمنقطع والمعضل، قال‏:‏ وجميع مافيها من قوله بلغني، ومن قوله عن الثقة عنده مما لم يسنده أحد وستون حديثا، كلها مسندة من غير طريق ‏(‏مالك‏)‏ إلا أربعة لا تعرف، ثم ذكرها‏.‏
قال الشيخ ‏(‏صالح الفلاني‏)‏‏:‏ وقد رأيت ‏(‏لابن الصلاح‏)‏ تأليفا وصل هذه الأربعة فيه بأسانيده‏.‏
‏(‏ولأبي محمد عبد الله بن محمد بن فرحون اليعمري‏)‏ التونسي الأصل، المدني المولد والمنشأ، المالكي، المتوفى‏:‏ سنة تسع وستين وسبعمائة، ‏(‏الدر المخلص من التقصي والملخص‏)‏، جمع فيه أحاديث الكتابين المذكورين، وشرحه بشرح عظيم الفائدة في أربع مجلدات، سماه‏:‏ ‏(‏كشف الغطا في شرح ‏(‏ص 17‏)‏ مختصر الموطأ‏)‏‏.‏
‏(‏ولأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الغافقي الجوهري المصري المالكي‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، كتاب ‏(‏مسند الموطأ‏)‏، وكتاب ‏(‏مسند ما ليس بالموطأ‏)‏، ذكره في ‏(‏الديباج‏)‏‏.‏
ومسند إمام الأئمة أيضًا، ركن الإسلام، ‏(‏أبي حنيفة النعمان بن ثابت الفارسي الكوفي‏)‏، فقيه العراق، المتوفى‏:‏ ببغداد، سنة خمسين، أو إحدى وخمسين ومائة، وله خمسة عشر مسندا، وأوصلها الإمام ‏(‏أبو الصبر أيوب الخلوتي‏)‏، في ثبته إلى سبعة عشر مسندا، كلها تنسب إليه لكونها من حديثه، وإن لم تكن من تأليفه‏.‏
وقد جمع بين خمسة عشر منها‏:‏
‏(‏أبو المؤيد محمد بن محمود بن محمد بن الحسن الخطيب الخوارزمي‏)‏ نسبة إلى خوارزم، بضم الخاء وكسر الراء، ناحية معلومة، المتوفى‏:‏ سنه خمس وخمسين وستمائة، في كتاب سماه‏:‏ ‏(‏جامع المسانيد‏)‏، رتبه على ترتيب أبواب الفقه، بحذف المعاد، وترك تكرير الإسناد‏.‏
واعتبر بعضهم منها‏:‏
ما خرجه ‏(‏أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل الكلاباذي الحارثي السبذموني‏)‏، نسبة إلى سبذمون، قرية من قرى بخارى، على نصف فرسخ، المعروف‏:‏ بعبد الله الأستاذ، المتوفى‏:‏ سنة أربعين وثلاثمائة‏.‏
والذي اعتبره الحافظ ‏(‏ابن حجر‏)‏ في كتابه ‏(‏تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأربعة‏)‏، هو ما خرجه الإمام الزكي الحافظ ‏(‏أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو‏)‏، بضم الخاء وسكون المهملة، البلخي، المتوفى‏:‏ سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة‏.‏
ومسند عالم قريش، ومجدد الدين على رأس المائتين، أحد أقطاب الدنيا وأوتادها، ‏(‏أبي عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع الشافعي القرشي المطلبي المكي‏)‏، نزيل مصر، المتوفى بها‏:‏ سنة أربع ومائتين، وليس هو من تصنيفه أيضًا، وإنما هو عبارة عن الأحاديث التي أسندها مرفوعها موقوفها‏.‏
ووقعت في مسموع ‏(‏أبي العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأصم الأموي‏)‏ مولاهم، ‏(‏المعقلي النيسابوري‏)‏، عن ‏(‏الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي‏)‏ مولاهم، ‏(‏المؤذن المصري‏)‏ صاحب ‏(‏الشافعي‏)‏ وراوية كتبه من كتابي ‏(‏الأم‏)‏ و‏(‏المبسوط‏)‏ ‏(‏للشافعي‏)‏، إلا أربعة أحاديث رواها‏(‏ص 19‏)‏ ‏(‏الربيع‏)‏ عن ‏(‏البويطي‏)‏ عن ‏(‏الشافعي‏)‏، التقطها بعض النيسابوريين، وهو ‏(‏أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر المطري العدل النيسابوري الحافظ‏)‏، من شيوخ ‏(‏الحاكم‏)‏، من الأبواب ‏(‏لأبي العباس الأصم‏)‏ المذكور لحصول الرواية له بها عن ‏(‏الربيع‏)‏، وقيل‏:‏ جمعها ‏(‏الأصم‏)‏ لنفسه فسمى ذلك ‏(‏مسند الشافعي‏)‏، ولم يرتبه، فلذا وقع التكرار فيه في غير ما موضع، انظر ‏(‏فهرست الأمير‏)‏، و‏(‏شرح الإحياء‏)‏ في كتاب ‏(‏آداب الأخوة والصحبة‏)‏، ووفاة ‏(‏الربيع‏)‏ هذا سنة سبعين ومائتين، ‏(‏وأبي العباس الأصم‏)‏ سنة ست وأربعين وثلاثمائة، ‏(‏وأبي عمرو المطري‏)‏ سنة ستين وثلاثمائة‏.‏
ومسند الإمام الأوحد محي السنة ‏(‏أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي‏)‏، ثم البغدادي، المتوفى‏:‏ سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان يحفظ ألف ألف حديث، ومسنده هذا يشتمل على ثمانية عشر مسندا‏:‏
أولها‏:‏ مسند العشرة، وما معه، وفيه من زيادات ولده ‏(‏عبد الله‏)‏، ويسير من زيادات ‏(‏أبي بكر القطيعي‏)‏ الراوي عن ‏(‏عبد الله‏)‏، وقد اشتهر عند كثير من الناس أنه أربعون ألف حديث‏.‏
قال ‏(‏أبو موسى المديني‏)‏‏:‏ لم أزل أسمع ذلك من الناس حتى قرأته على ‏(‏أبي منصور بن رزيق‏)‏‏.‏ اهـ‏.‏
وكذا صرح بذلك الحافظ ‏(‏شمس الدين محمد بن علي الحسيني‏)‏ في ‏(‏التذكرة‏)‏، فقال‏:‏ عدة أحاديثه أربعون ألفا بالمكرر‏.‏
وقال ‏(‏ابن المنادي‏)‏‏:‏ أنه ثلاثون ألفا، والاعتماد على قوله دون غيره، وقد انتقاه من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألف حديث، ولم يدخل فيه إلا ما يحتج به عنده؛ وتفضيل ‏(‏ابن الصلاح‏)‏ كتب السنن عليه منتقد، وبالغ بعضهم، فأطلق عليه اسم ‏(‏الصحة‏)‏، والحق أن فيه أحاديث كثيرة ضعيفة، وبعضها أشد في الضعف من بعض، حتى أن ‏(‏ابن الجوزي‏)‏ أدخل كثيرًا منها في موضوعاته، ولكن تعقبه في بعضها الحافظ ‏(‏أبو الفضل العراقي‏)‏، وفي سائرها الحافظ ‏(‏ابن حجر‏)‏ في ‏(‏القول المسدد في الذب عن مسند أحمد‏)‏، و‏(‏السيوطي‏)‏ في ذيله المسمى‏:‏ ‏(‏بالذيل الممهد على القول المسدد‏)‏، وحقق الأول منهما، نفي الوضع عن جميع أحاديثه، وأنه أحسن انتقاء وتحريرا من الكتب التي لم تلتزم الصحة في جمعها، قال‏:‏ وليست الأحاديث الزائدة فيه على ما في الصحيحين بأكثر ضعفا من الأحاديث الزائدة في ‏(‏سنن أبي داود‏)‏ و‏(‏الترمذي‏)‏ عليهما‏.‏
وقال غيره‏:‏ ما ضعف من ‏(‏ص 21‏)‏ أحاديثه أحسن حالا مما يصححه كثير من المتأخرين، وقد رتبه على الأبواب بعض الحفاظ الأصبهانيين، وكذا الحافظ ‏(‏ناصر الدين ابن رزيق‏)‏، وكذا بعض من تأخر عنه، ورتبه على حروف المعجم في أسماء المقلين، الحافظ ‏(‏أبو بكر بن المحب‏)‏‏.‏
ولولده ‏(‏أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل البغدادي‏)‏، الحافظ، المتوفى‏:‏ سنة تسعين ومائتين، كتاب في زوائد مسنده هذا، وهو نحو من ربعه في الحجم، قيل‏:‏ أنه مشتمل على عشر آلاف حديث، وله أيضًا زوائد كتاب ‏(‏الزهد‏)‏ لأبيه، وللإمام الحافظ ‏(‏أبي بكر محمد بن الحافظ أبي محمد بن عبد الله المقدسي الحنبلي‏)‏، ترتيب مسند ‏(‏أحمد‏)‏ هذا كله على حروف المعجم، فهذه هي كتب الأئمة الأربعة، وبإضافتها إلى الستة الأولى تكمل الكتب العشرة التي هي أصول الإسلام، وعليها مدار الدين‏.‏
ومنها‏:‏
 كتب التزم أهلها فيها الصحة
من غير ما تقدم من ‏(‏الموطأ‏)‏ و‏(‏الصحيحين‏)‏‏:‏
منها‏:‏
صحيح ‏(‏أبي عبد الله‏)‏ و‏(‏أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة السلمي النيسابوري الشافعي‏)‏، شيخ ‏(‏ابن حبان‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، ويعرف عند المحدثين بإمام الأئمة‏.‏
وصحيح ‏(‏أبي حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن معاذ التميمي الدارمي البستي‏)‏، بضم الموحدة وإسكان السين وفوقية، نسبة إلى بست، بلد كبير من بلاد الغور بطرف خراسان، الشافعي، أحد الحفاظ الكبار، صاحب التصانيف العديدة، المتوفى‏:‏ ببست سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وهو المسمى‏:‏ ‏(‏بالتقاسيم والأنواع‏)‏، في خمس مجلدات، وترتيبه مخترع، ليس على الأبواب، ولا على المسانيد، والكشف منه عسر جدًا‏.‏
وقد رتبه بعض المتأخرين على الأبواب ترتيبا حسنا، وهو الأمير ‏(‏علاء الدين أبو الحسن علي بن بلبان بن عبد الإله الفارسي الحنفي‏)‏، الفقيه النحوي، المتوفى‏:‏ بالقاهرة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، وسماه‏:‏ ‏(‏الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان‏)‏، كما أنه رتب ‏(‏معجم الطبراني الكبير‏)‏ على الأبواب أيضًا‏.‏
و‏(‏صحيح ابن حبان‏)‏ هذا موجود الآن بتمامه بخلاف ‏(‏صحيح ابن خزيمة‏)‏، فقد عدم أكثره، كما قاله ‏(‏السخاوي‏)‏‏:‏ وقد قيل أن أصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين، ‏(‏ابن خزيمة‏)‏، ‏(‏فابن حبان‏)‏‏.‏ اهـ‏.‏
وصحيح ‏(‏أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه الحاكم الضبي الطهماني النيسابوري‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن البيِّع‏)‏، بوزن قيم، صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها، ككتاب ‏(‏الأكليل‏)‏، وكتاب ‏(‏المدخل إليه‏)‏ و‏(‏تاريخ نيسابور‏)‏، و‏(‏فضائل الشافعي‏)‏ وغير ذلك، المتوفى‏:‏ بنيسابور سنة خمس وأربعمائة، وهو المعروف ‏(‏بالمستدرك على كتاب الصحيحين‏)‏ مما لم يذكراه وهو على شرطهما، أو شرط أحدهما، أو لا على شرط واحد منهما، وهو متساهل في التصحيح، واتفق الحفاظ على أن تلميذه ‏(‏البيهقي‏)‏ أشد تحريا منه‏.‏
وقد لخص مستدركه هذا، الحافظ شمس الدين ‏(‏أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن ‏(‏ص 23‏)‏ قيماز التركماني‏)‏، الفارقي الأصل، ‏(‏الذهبي‏)‏ نسبة إلى الذهب، كما في ‏(‏التبصير‏)‏، الدمشقي الشافعي، المتوفى‏:‏ بدمشق، سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وتعقب كثيرًا منه بالضعف والنكارة أو الوضع، وقال في بعض كلامه‏:‏ أن العلماء لا يعتدون بتصحيح ‏(‏الترمذي‏)‏ ولا ‏(‏الحاكم‏)‏، وذكر له ‏(‏ابن الجوزي‏)‏ في ‏(‏موضوعاته‏)‏ ستين حديثا أو نحوها، ولكن انتصر له الحفاظ في أكثرها، وفي التعقبات‏:‏ أنه جرد بعض الحفاظ منه مائة حديث موضوعة في جزء، و‏(‏لجلال الدين السيوطي‏)‏ ‏(‏توضيح المدرك في تصحيح المستدرك‏)‏، لم يكمل، ولخصه أيضًا أعني ‏(‏المستدرك‏)‏، ‏(‏برهان الدين الحلبي‏)‏‏.‏
وزعم ‏(‏أبو سعد الماليني‏)‏‏:‏ أنه ليس فيه حديث على شرطهما، ورده ‏(‏الذهبي‏)‏‏:‏ بأنه غلو وإسراف، بل فيه جملة وافرة على شرطهما، وأخرى كبيرة على شرط أحدهما، ولعل مجموع ذلك نحو نصف الكتاب، وفيه نحو الربع مما صح سنده وإن كان فيه علة، وما بقي، وهو نحو الربع، فهو مناكير وواهيات لا تصح، وفي بعض ذلك موضوعات، ويقال‏:‏ أن السبب في التساهل الواقع فيه أنه صنفه أواخر عمره، وقد حصلت له غفلة وتغير، أو أنه لم يتيسر له تحريره وتنقيحه، ويدل له أن تساهله في قدر الخمس الأول منه قليل جدًا بالنسبة لباقيه‏.‏
وقد قال ‏(‏الحافظ‏)‏‏:‏ وجدت قريبا من نصف الجزء الثاني من تجزئة ستة من ‏(‏المستدرك‏)‏؛ إلى هنا انتهى إملاء ‏(‏الحاكم‏)‏‏.‏
قال‏:‏ وما عدا ذلك من الكتاب لا يؤخذ عنه إلا بطريق الإجازة، والتساهل في القدر المملى قليل جدًا بالنسبة إلى ما بعده، وقد قال ‏(‏الحازمي‏)‏‏:‏ ‏(‏ابن حبان‏)‏ أمكن في الحديث من ‏(‏الحاكم‏)‏، وقال ‏(‏العماد ابن كثير‏)‏‏:‏ قد التزم ‏(‏ابن خزيمة‏)‏ و‏(‏ابن حبان‏)‏ الصحة، وهما خير من ‏(‏المستدرك‏)‏ بكثير، وأنظف أسانيد ومتونا؛ وقال غيرهما‏:‏ ‏(‏صحيح ابن خزيمة‏)‏ أعلى مزية من ‏(‏صحيح ابن حبان‏)‏، و‏(‏صحيح ابن حبان‏)‏ أعلى من ‏(‏الحاكم‏)‏، وهو مقارب ‏(‏للحاكم‏)‏ في التساهل لأنه غير متقيد بالمعدّلين، بل ربما يخرج للمجهولين، لا سيما ومذهبه إدراج الحسن في الصحيح، لكن هذا كله اصطلاح له ولا مشاحة فيه، على أن في ‏(‏صحيح ابن خزيمة‏)‏ أيضًا أحاديث محكوما منه بصحتها، وهي لا ترتقي عن درجة الحسن، بل وفيما صححه ‏(‏الترمذي‏)‏ من ذلك أيضًا جملة مع أنه ممن يفرق بين الصحيح والحسن، وحينئذ فلا بد من النظر في أحاديث كلٍ ليحكم على كل واحد منها بما يليق به‏.‏ والله أعلم‏.‏
وكتاب ‏(‏الإلزامات‏)‏ ‏(‏لأبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني‏)‏، نسبة إلى دار القطن، محلة كبيرة ببغداد، البغدادي، الشافعي، صاحب ‏(‏السنن‏)‏ و‏(‏العلل‏)‏ وغيرهما، أمير المؤمنين في الحديث، ولم ير مثل نفسه، المتوفى‏:‏ ببغداد سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وهو أيضًا ‏(‏كالمستدرك على الصحيحين‏)‏، جمع فيه ما وجده على شرطهما من الأحاديث، وليس بمذكور في كتابيهما، وألزمهما ذكره، وهو مرتب على المسانيد في مجلد لطيف‏.‏
وكتاب ‏(‏المستدرك‏)‏ عليهما أيضًا للحافظ ‏(‏أبي ذر عبد‏)‏، بغير إضافة، ‏(‏ابن أحمد بن محمد بن عبد الله عفير الأنصاري الهروي‏)‏، نسبة إلى هراة، إحدى كراسي مملكة خراسان، فإنها مملكة عظيمة، وكراسيها أربع‏:‏ نيسابور، ومرو، وبلخ، وهراة، المالكي، نزيل مكة، ذي التصانيف الكثيرة والزهد والورع والعبادة، المتوفى على ما هو‏(‏ص 25‏)‏ الصواب‏:‏ سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، كالمستخرج على كتاب ‏(‏الدارقطني‏)‏ في مجلد لطيف أيضًا‏.‏
وصحيح الحافظ ‏(‏أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن الشرقي‏)‏، من تلاميذ ‏(‏مسلم‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ذكره ‏(‏الذهبي‏)‏ في ‏(‏التذكرة‏)‏، و‏(‏التاج‏)‏ في ‏(‏طبقاته‏)‏، وعبارة ‏(‏التاج‏)‏‏:‏ صنف الصحيح، وحج مرات اهـ‏.‏ وهو غير مشهور، وربما يكون مخرجا على ‏(‏صحيح مسلم‏)‏‏.‏
وكتاب ‏(‏الأحاديث الجياد المختارة مما ليس في الصحيحين أو أحدهما‏)‏، ‏(‏لضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد أحمد عبد الرحمن السعدي المقدسي‏)‏ ثم الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، الحافظ الثقة، الجبل الزاهد الورع، المتوفى‏:‏ سنة ثلاث وأربعين وستمائة، وهو مرتب على المسانيد على حروف المعجم، لا على الأبواب، في ستة وثمانين جزءا، ولم يكمل، التزم فيه الصحة، وذكر فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها، وقد سلم له فيه إلا أحاديث يسيره جدًا تعقبت عليه‏.‏
وذكر ‏(‏ابن تيمية‏)‏ و‏(‏الزركشي‏)‏ وغيرهما‏:‏ أن تصحيحه أعلا مزية من تصحيح ‏(‏الحاكم‏)‏‏.‏
وفي ‏(‏اللئالي‏)‏ ذكر ‏(‏الزركشي‏)‏ في تخريج ‏(‏الرافعي‏)‏‏:‏ أن تصحيحه أعلا مزية من تصحيح ‏(‏الحاكم‏)‏، وأنه قريب من تصحيح ‏(‏الترمذي‏)‏ و‏(‏ابن حبان‏)‏‏.‏ اهـ‏.‏
وذكر ‏(‏ابن عبد الهادي‏)‏ في ‏(‏الصارم المنكي‏)‏ نحوه، وزاد‏:‏ فإن الغلط فيه قليل، ليس هو مثل ‏(‏صحيح الحاكم‏)‏، فإن فيه أحاديث كثيرة، يظهر أنها كذب موضوعة، فلهذا انحطت درجته عن درجة غيره‏.‏ اهـ‏.‏
وكتاب ‏(‏المنتقى‏)‏‏.‏ أي‏:‏ المختار من السنن المسندة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأحكام، ‏(‏لأبي محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري‏)‏ الحافظ، المجاور بمكة، المتوفى‏:‏ سنة ست أو سبع وثلاثمائة، وهو ‏(‏كالمستخرج‏)‏ على ‏(‏صحيح ابن خزيمة‏)‏، في مجلد لطيف، وأحاديثه تبلغ نحو الثمانمائة، وتتبعت فلم ينفرد عن ‏(‏الشيخين‏)‏ منها إلا بيسير، وله شرح يسمى ‏(‏بالمرتقى في شرح المنتقى‏)‏ ‏(‏لأبي عمرو الأندلسي‏)‏‏.‏
وكتاب ‏(‏المنتقى‏)‏ ‏(‏لأبي محمد قاسم بن أصبغ بن محمد يوسف البياني‏)‏ نسبة إلى بيانة كجبانة كوره بالأندلس بينها وبين قرطبة ثلاثون ميلا ‏(‏القرطبي المالكي‏)‏ الحافظ ذي التصانيف المتوفى بقرطبة سنة أربعين وثلاثمائة وهو على نحو كتاب ‏(‏المنتقى‏)‏ ‏(‏لابن الجارود‏)‏ وكان قد فاته السماع منه ووجده قد مات فألفه على أبواب كتابه بأحاديث خرجها عن شيوخه قال ‏(‏أبو محمد بن حزم‏)‏ وهو خير انتقاء منه‏.‏
وصحيح الحافظ ‏(‏أبي علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي المصري‏)‏‏.‏ نزيل مصر، المتوفى بها‏:‏ سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة‏.‏ ويسمى ‏(‏بالصحيح المنتقى‏)‏‏.‏ و‏(‏بالسنن الصحاح‏)‏ المأثورة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏
لكنه كتاب محذوف الأسانيد‏.‏ جعله أبوابا في جميع ما يحتاج إليه من الأحكام، ضمنه ما صح عنده من السنن المأثورة، قال‏:‏ وما ذكرته في كتابي هذا مجملا فهو مما أجمعوا على صحته، وما ذكرته بعد ذلك مما يختاره أحد من الأئمة الذين سميتهم‏.‏ فقد بينت حجته في قبول ما ذكره، ونسبته إلى اختياره دون غيره‏.‏ وما ذكرته مما ينفرد به أحد من أهل النقل للحديث فقد بينت علته، ودللت على انفراده دون غيره، انظر ‏(‏شفاء السقام‏)‏ ‏(‏للتقي السبكي‏)‏‏.‏
والكتب المخرجة على ‏(‏الصحيحين‏)‏ أوأحدهما‏.‏
‏(‏ص 27‏)‏ وهي كثيرة‏:‏
‏(‏كمستخرج‏)‏ الحافظ ‏(‏أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي الجرجاني‏)‏، إمام أهل جرجان، الشافعي، المتوفى‏:‏ سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وقد قال الذهبي فيه‏:‏ ابتهرت بحفظه، وجزمت بأن المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين في الحفظ والمعرفة‏.‏ اهـ‏.‏
وله تصانيف منها‏:‏
‏(‏المعجم‏)‏ و‏(‏المسند الكبير‏)‏‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي أحمد محمد بن أبي حامد أحمد بن الحسين بن القاسم بن الغطريف بن الجهم الغطريفي‏)‏، نسبة إلى جده ‏(‏غطريف، العبدي الجرجاني الرباطي‏)‏، رفيق ‏(‏أبي بكر الإسماعيلي‏)‏‏.‏ المتوفى‏:‏ سنة سبع وسبعين وثلاثمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي عبد الله محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن عصيم بن بلال بن عصم‏)‏، بضم فسكون‏.‏ المعروف‏:‏ ‏(‏بابن أبي ذهل‏.‏ الضبي العصمي الهروي‏)‏‏.‏ المتوفى‏:‏ سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني‏)‏‏.‏ صاحب ‏(‏التاريخ‏)‏ و‏(‏التفسير المسند‏)‏ أيضًا‏.‏ المتوفى‏:‏ سنة ست عشر وأربعمائة‏.‏ وهو ‏(‏ابن مردويه‏)‏ الكبير‏.‏ وأما الصغير‏.‏ فهو حفيده محدث أصبهان المفيد الحافظ ‏(‏أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني‏)‏‏.‏ لم يلحق جده‏.‏ توفي‏:‏ سنة ثمان وتسعين وأربعمائة‏.‏ الأربعة على ‏(‏البخاري‏)‏‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأسفراييني‏)‏‏.‏ بفتح الهمزة وقيل‏:‏ بكسرها‏.‏ نسبة إلى أسفرايين بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان، النيسابوري الأصل، الشافعي، أحد الحفاظ الجوالين والمحدثين المكثرين، المتوفى‏:‏ بأسفرايين، سنة ست عشرة وثلاثمائة، وله فيه زيادات عدة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي محمد قاسم بن أصبغ البياني القرطبي‏)‏؛ وتقدمت وفاته‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي جعفر أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان الحيري‏)‏ نسبة إلى الحيرة، محلة كبيرة مشهورة بنيسابور، النيسابوري، المتوفى‏:‏ قبل ‏(‏ابن خزيمة‏)‏ بأيام سنة إحدى عشرة وثلاثمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي بكر محمد بن محمد بن رجاء النيسابوري الأسفراييني‏)‏، وهو متقدم، يشارك ‏(‏مسلمًا‏)‏ في أكثر شيوخه، توفي‏:‏ سنة ست وثمانين ومائتين‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني النيسابوري‏)‏ محدثها ‏(‏الجوزقي‏)‏، وجوزق قرية من قرى نيسابور، المتوفى‏:‏ سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي حامد أحمد بن محمد بن شارك الهروي الشاركي، الشافعي‏)‏، المتوفى‏:‏ بهراة، سنة خمس وخمسين وثلاثمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي الوليد حسان بن محمد بن أحمد بن هارون القرشي الأموي القزويني النيسابوري الشافعي‏)‏ المتوفى‏:‏ سنة أربع وأربعين وثلاثمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي عمران موسى بن العباس بن محمد الجويني‏)‏ نسبة إلى جوين، كورة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور، النيسابوري، أحد الرحالين، المتوفى‏:‏ بجوين، سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي النصر محمد بن محمد بن يوسف الطوسي الشافعي‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة أربع وأربعين وثلاثمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي سعيد أحمد ابن أبي بكر محمد بن الحافظ الكبير أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري النيسابوري‏)‏، المستشهد بطرسوس، سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي الفضل أحمد بن سلمة النيسابوري البزار‏)‏، رفيق ‏(‏مسلم‏)‏ في الرحلة إلى بلخ وإلى البصرة، المتوفى‏:‏ سنة ست وثمانين ومائتين، قال الذهبي‏:‏ له مستخرج كهيئة ‏(‏صحيح مسلم‏)‏، وقال الشيخ ‏(‏أبو القاسم النصراباذي‏)‏‏:‏ ‏(‏ص 29‏)‏ رأيت ‏(‏أبا علي الثقفي‏)‏ في النوم، فقال لي‏:‏ عليك ‏(‏بصحيح أحمد بن سلمة‏)‏‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي البلاذري‏)‏ الواعظ، المتوفى‏:‏ سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، قال الذهبي‏:‏ خرج صحيحا على وضع كتاب ‏(‏مسلم‏)‏، الاثنتا عشرة كلها على ‏(‏مسلم‏)‏‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصفهاني‏)‏، نسبة إلى أصبهان مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها، الصوفي، الشافعي، صاحب التصانيف، المتوفى‏:‏ بأصبهان، سنة ثلاثين وأربعمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني النيسابوري‏)‏ المعروف‏:‏ ‏(‏بابن الأخرم‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة أربع وأربعين وثلاثمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي ذر الهروي‏)‏، وتقدمت وفاته‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي محمد الحسن ابن أبي طالب محمد بن الحسن بن علي البغدادي‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بالخلال‏)‏ بفتح الخاء المعجمة وشد اللام، نسبة إلى الخل المأكول، المتوفى‏:‏ سنة تسع وثلاثين وأربعمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي علي الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عيسى بن ما سرجس الماسرجسي‏)‏ نسبة إلى جده ‏(‏ماسرجس‏)‏ المذكور، كان نصرانيا فأسلم على يد ‏(‏عبد الله بن المبارك النيسابوري‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة خمس وستين وثلاثمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهاني المليحي‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة ست وثمانين‏(‏ص 30‏)‏ وأربعمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي بكر أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن َمنْجُوَيْهْ الأصبهاني البرْدي‏)‏، نزيل نيسابور، المتوفى‏:‏ سنة ثمان وعشرين وأربعمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الشيرازي‏)‏، محدث الأهواز، المتوفى‏:‏ سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة‏.‏
والحافظ ‏(‏أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني‏)‏ نسبة إلى برقانة قرية من نواحي خوارزم، الشافعي، المتوفى‏:‏ ببغداد، سنة خمس وعشرين وأربعمائة، التسعة على كل منهما‏.‏
وهذا بخلاف الكتب المخرجة على غيرهما ‏(‏كالسنن‏)‏، فإنه لا يحكم بصحة جميعها، ‏(‏كمستخرج‏)‏ ‏(‏قاسم بن أصبغ‏)‏، و‏(‏أبي بكر بن منجويه الأصفهاني‏)‏ المتقدمين، و‏(‏أبي عبد الله محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج القرطبي‏)‏، ‏(‏مسند الأندلس‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة ثلاثين وثلاثمائة، الثلاثة على ‏(‏سنن أبي داود‏)‏‏.‏
ثم اختصر ‏(‏قاسم بن أصبغ‏)‏ كتابه، وسماه‏:‏ ‏(‏المجتنى‏)‏، بالنون، فيه من الحديث المسند ألفان وأربعمائة وتسعون حديثا، في سبعة أجزاء‏.‏
و‏(‏مستخرج‏)‏ ‏(‏أبي بكر بن منجويه‏)‏ أيضًا، و‏(‏أبي علي الحسن بن علي بن نصر الخراساني الطوسي‏)‏، شيخ ‏(‏أبي حاتم الرازي‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة ثنتي عشرة وثلاثمائة، كل منهما على ‏(‏الترمذي‏)‏، وقد شارك الثاني منهما ‏(‏الترمذي‏)‏ في كثير من شيوخه‏.‏
و‏(‏مستخرج‏)‏ ‏(‏أبي نعيم الأصفهاني‏)‏ على ‏(‏التوحيد‏)‏ ‏(‏لابن خزيمة‏)‏، وأملى الحافظ ‏(‏أبو الفضل العراقي‏)‏، وتأتي وفاته، على ‏(‏المستدرك‏)‏ ‏(‏للحاكم‏)‏ مستخرجا لم يكمل؛ والمستخرج عندهم أن يأتي المصنف إلى الكتاب، فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب، فيجتمع معه في شيخه أو في من فوقه ولو في الصحابي، مع رعاية ترتيبه ومتونه وطرق أسانيده، وشرطه أن لا يصل إلى شيخ أبعد حتى يفقد سندا يوصله إلى الأقرب، إلا لعذر من علو أو زيادة مهمة، وربما أسقط المستخرج أحاديث لم يجد له بها سندا يرتضيه، وربما ذكرها من طريق صاحب الكتاب‏.‏ ‏(‏ص 32‏)‏
تعريف المستخرج
وقد يطلق المستخرج عندهم على كتاب استخرجه مؤلفه، أي‏:‏ جمعه من كتب مخصوصة، ‏(‏كمستخرج‏)‏ الحافظ ‏(‏أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي‏)‏ مولاهم، الأصفهاني، المتوفى‏:‏ سنة سبعين وأربعمائة، جمعه من كتب الناس، واستخرجه للتذكرة، وسماه‏:‏ ‏(‏المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الناس للمعرفة‏)‏، جمع فيه فأوعى، ومن تصانيفه‏:‏ ‏(‏المسند‏)‏، و‏(‏كتاب الوفيات‏)‏، و‏(‏جزء في أكل الطين‏)‏ وغير ذلك، وكثيرًا ما ينقل عن ‏(‏مستخرجه‏)‏ المذكور الحافظ ‏(‏ابن حجر‏)‏ في كتبه، فيقول‏:‏ ذكر ‏(‏ابن منده‏)‏ في ‏(‏مستخرجه‏)‏، وتارة يقول في ‏(‏تذكرته‏)‏ والله أعلم‏ .‏

                                                     سامى العقيبى 

الثلاثاء، 21 فبراير 2012

الاعجاز العلمى فى الحج

لقد تحدث القرآن الكريم عن حقائق علمية وكونية كثيرة قبل أن يكتشفها العلماء بعشرات المئات من السنين مما يؤكد الإعجاز العلمي في القرآن بأنه لكل زمان ومكان ... لقد لاحظ العلماء أن في فريضة الحج اعجاز علمي نوجزه في النقاط التالية:

1. أن طواف الحاج حول الكعبة حاجا مرة واحدة في العام تشبه دوران الأرض حول الشمس مرة واحدة كل عام وأن طواف الحاج حول الكعبة 7 مرات يشبه دوران الكواكب السبعة السيارة حول الشمس .


2. إن طواف الحاج حول الكعبة 7 مرات في حركة دائرية من اليسار إلى اليمين تشبه حركة الكترونات الذرة في مسارتها السبعة حول النواة


3. أن هذه النمطية المدهشة والنظام الدقيق البديع في حركة الكواكب والنجوم والأجرام السماوية والكترونات الذرة وغيرها دون توقف أو اختلال وخلل في هذا النظام المحكم البديع ومنذ الأزل وحتى الآن ليؤكد بأن الخالق كل ذلك هو سبحانه الواحد الأحد مشرع الحج كفريضة أرادها أن تساير نظام مخلوقاته ونمطيتها المدهشة في الحركة والدوران .


4. أن طواف الحاج أو المعتمر حول الكعبة يحكي حركات ما في هذا الكون من أصغر شئ وهي الذرة إلى أكبر شئ وهي المجرة .



5. لقد لاحظ العلماء شيئا مدهشا وهو أن في طواف الحاج حول الكعبة في حركة دائرية عكس اتجاه عقارب الساعة من اليسار إلى اليمين مع وضع القلب " مضخة الدورة الدموية " في الجانب الأيسر من الجسم يعني كل ذلك في قانون حركة الطرد المركزي انخفاض الجهد المبذول في الدفع وهذا يعني أن الحاج لا يشعر بأي تعب أثناء الطواف , وقد تم تجربة هذه تجربة هذه الحقيقة على الواقع وتكرارها مرات ومرات مع الإستعانة بأجهزة ضغط الدم والقياس وغيرها فكانت النتائج مذهلة للغاية 

                                          سامى العقيبى 

الأحد، 29 يناير 2012

ورق الزيتون السحرى


وصلني عبر البريد و التجربة خير برهان


يقول احد الاخوة 

:

هذا علاج كلما وصفته لأحد المصابين بالسكر جاءني بنتائجه الطيبة الرائعة
وهذا من فضل ربي أخرهازميل لي في العمل أعطيته إياه منذ (5) أيام وجاءني
اليوم يدعو لي حيث كانت عيناهيكسوها البياض الغير طبيعي من السكر وعلى وصفه
اليوم لي عندما طلب مني مزيد منه
قال والله  السكر كان في الليل يصل (480) وفي النهار مابين (250)إلى (300) وقد نخرت جسده ابر الأنسولين فقال لي منذ أن استعملته وقد أصبحفي
الليل (180) وفي النهار (110) لا يتعداها
وقد أوقف استعمال إبرالأنسولين خلال الأيام الماضية تماماً ...
لا أطيلعليكم

الدواء
بعد توفيق الله سبحانه وتعالى


هو

ورق شجرة
الزيتون


طريقة عمله بسيطة جداً هي أن تغلي كمية من ورق الزيتون ما يملىكفيك منها من
الورق كفيك الاثنين تغسله بالماء لتخليصه من الغبار ثم بعد ذلكتغليه بلتر
ونصف ماء حتى يغلي ويقلب الماء عند غليه (3) دقائق ثم تتركه يبردوترشحه وتأخذ
القطارة (الماء فقط ) وتعبئة في زجاجة وليست بلاستيك وتضعه فيالثلاجة وتشرب
منه فنجان قهوة عربي كبير أو كأس شاي

طريقةاستعماله:
تشرب منه فنجان قبل الفطور وقبل الغداء وقبل العشاء يعني (3) مراتيومياً
مع إيقاف جميع أنواع أدوية وعلاجات السكر وتقوم بمراقبة السكر بالتحليلخلال 

اليوم الأول والثاني والثالث
وبعدها تقرر هل تستمر أو لا ؟؟؟
اسألالله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه وجوده وإحسانه أن يمن على جميع المرضى
بالشفاءوالعافية إنه سميع مجيب والله يرعاكم__tmp_adfirstpost__  علىفكره جربها عدد من الصحاب ونتيجة مثمره إن شاء الله
نصيحتي اللي السكر عنده متمكن منه الأفضل طحن الأوراق وهي خضراء ثم وضعها مع الماء
وغليها و يشرب منها جرعات قبل الأكل ونتيجة مضمونه
ملحوظة:لاختيار الأوراق الجيدة يجب أن تأخذواحده منها وتمضغها
إذ  هي لاذعة ومره فهي جيده وتكون مفيدة
علي فكره الفائدة مش  تنزيل السكر بس + (معالجة ما خلفه من تدمير في الجسم)

اللهم أشفي مرضانا و مرضى المؤمنين
آمين

السبت، 28 يناير 2012

"تبارك الله " واسرار ذكرها فى القران الكريم

                              بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى بارك ذاته بتبارك الله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق ورسول الحق الى الخلق محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم
                  وبعد 
فقد تكرر لفظ تبارك فى القران الكريم تسع مرات 
اولاها فى سورة الاعراف من قول الحق جل وعلا فى الاية54"إن ربكم الله الذى خلق السماوات والارض فى ستة ايام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين"
لماذا جيىء بتبارك فى أول اية ذكر فيها الاستواء على العرش؟
اولاً - لأن الحق ذكر قبل الاستواء خلق السماوات وأنه قد تم فى ستة ايام - معنى ذلك أن الايام التى خلق فيها الحق هذا الملكوت وان كانت من ايام الدنيا فإنها تحتاج الى زمن والزمن الى حركة والحركة الى مكان فأحاط الله القضية بتبارك ليعطى الخلق اشارة جلية الى ان الله متعاظم عن المكان والزمان والحركة والمساحة .
ثانيا- ليلفت انتباه العالمين الى قضية الاستواء على العرش والتى حار فيها العلماء والمتكلمين بأنه وان كان لى عرش فقد تعاظمت ذاتى عن الجلوس عليه وما ذلك الا لكون العرش مخلوق وما دام مخلوق فلا ينبغى لمخلوق  ان يحمل الخالق والحق جل وعلا من اسمائه القيوم فكيف يجلس او يستوى على عرشه وهو لا تأخذه سنة ولا نوم ولأن الجلوس يستدعى الراحة والراحة تستدعى السنة والسنة تستدعى النوم وكل ذلك فى حق الله محال ولذا لن يتكرر لفظ تبارك مع اى اية يذكر فيها الاستواء بعد لأن الله قد اعطى اشارة كما ذكرنا مع اول اية استواء فى القران .
ثانيها - فى سورة المؤمنون من قول الحق جل وعلا من الاية 41"ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك احسن الخالقين"
ذكر الحق تبارك هنا ليقول لخلقه : تعاظم وتعالى شأن الله من التغيير والتبديل من حال الى حال لأن ذلك مما يجرى على المخلوق منزه عنها الخالق وفى ذلك اعلام لذوى العقول بأنه مهما عبد فى الارض غير الله من ألهتكم المصنوعة ما سمعنا انها اوجدت طفلا بتلك الكيفية التى يتقلب فيها من طور الى آخر ومن هنا جاء الحق بقوله احسن الخالقين ليعلم الجميع ايضا انه وان كان الاب شريك فى عملية الايجاد من ناحية السبب الا ان الله تعالى هو الذى اوجد السبب فتبارك الله.
ثالثها - فى سورة الفرقان من قول الحق من الاية 1"تبارك الذى نزل الفرقان على عبده" 
لقد جاء الحق بتبارك هنا ليرفع الايهام الذى قد يساور بعض العباد من معنى النزول لان الذى ينزل لاشك يصعد وفى ذلك اثارة لمعنى الحركة فنزه الحق ذاته بتبارك اى تعاظم وتعالى شأن الله من النزول والصعود وانما الذى نزل هو وحى الله .
رابعا - من نفس السورة من الاية 10" تبارك الذى ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا"
ان الذى يستشعر لذة النعيم وذلك من خلال الانهار والقصور هو الانسان المخلوق اما الحق فتبارك شأنه عن ذلك وتنزه فى صفاته واسمائه عن التلذذ والنعيم ومن هنا جيىء بتبارك.
خامسا- من نفس السورة من الاية 61"تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا"
لقد اكتشف العلم الحديث ما للبروج والاخاديد الكونية من عظمة وسعة واذا كانت هذه هى عظمة وسعة المخلوق فما بالك بعظمة وسعة الخالق فتبارك الله كذلك السراج وهى الشمس والقمر كل هؤلاء فى خدمة المخلوق اما الخالق فغنى عن العالمين لا شمس ولا قمر ولا نجم ولا مجرة الكل فى خدمة من خلقه الله منزه عنه الله فتبارك الله.
سادسا - فى سورة غافرمن الاية64" الله الذى جعل لكم الارض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين"
ولقد ذكر الحق جل وعلا تبارك هنا ليدل على تنزيه الحق وعلو شأنه عن القرار الذى يحمل المخلوق وهو الارض وكذلك عن الصورة إذ ان الله ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ومن هنا كان ذكر تبارك.
سابعا - فى سورة الزخرف من الاية85" وتبارك الذى له ملك السماوات والارض وما بينهما وعنده علم الساعة واليه ترجعون"
لما اتى الحق بتبارك هنا ؟ ليعلم الخلق ان المالك الحق لهذا الوجود لا ينتفع بالموجود من عين الوجود مع ان كل ملك له ملك ولا شك انه ينتفع بمالكيته لما يملك فتعاظم وتقدس الحق عن مثل ذلك رغم انه مالك وملك فتبارك الله.
ثامنا - من سورة الملك من الاية1" تبارك الذى بيده الملك" 
ولما كان الحق سوف يذكر اليد فقد احاطها بسياج تبارك حتى لا تشرد عقولكم فى كنه يد الحق جل وعلا  لان الله تعالى معظم فى ذاته ومنزه عن مشاكلة الحوادث.
تاسعا - من سورة الرحمن من الاية78"تبارك اسم ربك ذى الجلال والاكرام"
والمعنى هنا هو منتهى البركة فى الاسم والتى هى من بركة المسمى به وهو الله .
          والحمد لله رب العلمين
                                         سامى العقيبى

الأربعاء، 25 يناير 2012

الشيوعيه

إعتاد الناس أن يطلقوا لفظ الشيوعية على مذهب ماركس في حالة التطبيق، لأنه يزعم أن مذهبه ينتهي الى إباحة كل شيء على الشيوع أو بالمشاع، ولكن أصحاب المذاهب جميعا يسمونه بالمادية التاريخية أو المادية الديالكتيكية( الثنائية الحواري)(3) (Dialectical Materilism) .
فكيف نشأت هذه الأفكار؟
لقد كان العقل الأوروبي يتقبل في القرن التاسع عشر كل ما فيه عداء للدين أو للتفكير الغيبي، لأنه خاض معركة مريرة شرسة لتحطيم قيد الكنيسة الجبار.
ولقد ورث العقل الأوروبي من الحضارة الأوروبية عداء الآلهة للانسان وأسطورة بروميثوس (إله الصناعة والعلم) الذي أعطى العلم للانسان، فغضب عليه كبير الآلهة زيوس أو جوبيتر، وطرده من حضرة الآلهة ، وربطه إلى قيد وثيق في أحد الجبال; تنهش الطيور كبده ولحمه نهارا ويعيده ليلا ليتلقى عذابه في اليوم التالي. هذه الأسطورة، أصبحت المحرك للعقل الأوروبي، والمحور الذي تدور حوله القصص والمسرحيات والتمثيليات الأوروبية; التي تقف بجانب الإنسان المظلوم في صراعه ضد الآلهة المتجبرة الغاشمة!!
وقد جاءت الكنيسة في العصور الوسطى لتركز هذا المعنى (صراع العلم مع الدين!) فأنشأت محاكم التفتيش للعلماء والمفكرين ، وكتبت كتابا ملؤه الأساطير وسمته (الجغرافيا النصرانية)، ورمت كل من خالفه بالكفر وعاقبته فقتلت ثلاثمائة ألف من البشر وحرقت منهم (32) ألفا أحياء ومن بينهم برونو(4) سنة (1598م) لأنه قال بدوران الأرض ، وعذبت كوبرنيكس وجاليلو لأنهما ناديا بنفس الفكرة.
يقول ماركس(5) في أطروحته التي كتبها سنة (1841م): (ان الفلسفة تتبنى شعار (بروميثوس)، أنا ضد كل الآلهة، فعمم هذا الشعار على كل أرباب الأرض والسماء الذين ينكرون على الوعي البشري أن يكون الإله الأعلى، فهي تأبى أن يكون له منافس).
هذه العقلية الأوروبية كانت تبحث عن بديل لإله الكنيسة الذي تركته وهربت منه لتسد الفراغ الكبير في حياتها، فماذا صنعت؟ لقد طرحت العقل إلها بديلا عن إله الكنيسة عن طريق المدرسة العقلية المثالية بشقيها :
أ. الشق الذي يؤمن بإله مع اضطراب في التصور ويقود هذا الجناح (هيجل)، فهيجل يعتقد بوجود اله لكنه يرى أن الإله هو العقل الكبير أو المطلق، وإن كان يقول: (إن الأديان المختلفة ليست إلا مراتب مختلفة لنمو الفكر البشري وجلود ثعابين قشرها الإنسان عن نفسه)(6).
ب. الشق الإلحادي الذي ينكر الإله بالمرة وزعيمه (فشتة) ، ثم طرحت العقلية الأوروبية الطبيعة إلها عن طريق مدرسة أوغست كومت (المدرسة الحسية الوضعية) أي : لا إيمانا لا بالمحسوس، وقد كان كومت يرى أن الفكر البشري لدى الفرد والنوع على السواء يمر بثلاث حالات(7) :
1- اللاهوتية التي ترد تفسير الأحداث إلى الله.
2- الميتافيزيقية التي تفسر الأحداث لقوى وراء الطبيعة دون ذكر الله.
3- المرحلة الوضعية التي تفسر الأحداث بقوانين طبيعي ة حسي ة ولا تؤمن إلا بالمحسوس.
ووافق الفكر الأوروبي على قول كومت مع إدراكه أن الطبيعة حقيقة من حقائق الكون، وليست تفسيرا له ، يقول سيسل(8) الأمريكي: (إن الطبيعة لا تفسر شيئا من الكون وإنما هي بحاجة إلى تفسير). لقد نادى فيرباخ (تلميذ كومت) بحلول الإنسان محل الله، وطالب أن تصبح الإنسانية هي المعبود الأكبر، وقال فيرباخ: الله فكرتي الأولى، ثم العقل فكرتي الثانية ثم الإنسان بواقعيته فكرتي الثالثة والأخيرة (9) . وصاح نيتشه أثناء تخبطات صرعه بموت الإله ونشوء الإنسان السوبرمان -هكذا تكلم زرادشت-.
ولكنها كلها صرخات المذعورين الفار ين من الكنيسة، وصيحات الفزعين من شبحها الذي يطاردهم ويقض مضجعهم ويقلق راحتهم ويهدد وجودهم.
ولذا لم يكن الإلحاد في أوروبا طبيعيا إنما كان ردا على موقف الكنيسة وأخطائها وشناعة تصرفاتها إزاء الإنسان في أوروبا، وموقفها المؤسف الأليم تجاه العلماء والتجارب البشرية الإنسانية.
في هذا الجو نشأ ماركس الذي جاء متأثرا بهذه الآراء لينكر الإله، ويحشر البشرية في جحر الإقتصاد وليقول : إن تاريخ العالم هو تاريخ البحث عن الطعام ليدم ر بقية الكيان الإنساني المتماسك .
يرى الأستاذ محمد البهي(10) : إن صراع الدين والعقل والحس، مر في أوروبا بأربعة أدوار على الترتيب :
1- سيادة النص، أي: المذهب الكاثوليكي الذي يمثله بولس ثم قسطنطين الإمبراطور.
2- سيادة العقل (المدرسة العقلية المثالية) ومن قو ادها: هيجل ونيتشة.
3- سيادة الحس (المدرسة الحسية الوضعية) ورائدها كومت(11) .
4- المدرسة المادية الدياليكتيكية، وفيلسوفها ماركس وإنجلز.
لقد كان الجو الذي نشأت فيه الماركسية مشحونا بالعداوة للغيب، مطبوعا بطابع الكراهة للدين، كلما ذكر الله في هذا الجو قفز الى أذهانهم (وجوه كالحة عابسة وجباه مقطبة وعيون ترمي بالشرر وصدور ضيقة حرجة وعقول سخيفة بليدة لرجال الدين)(12) .ويقول الأستاذ محمد البهي: (ومن هذا يتضح أن صراع العقل مع الدين هو صراع الفكر الإنساني مع مسيحية الكنيسة، وان دوافع هذا الصراع هي الظروف التي أقامتها الكنيسة في الحياة الأوروبية)(13) .
ومن هنا ندرك أن الماركسية فرع لشجرة المادية التي غرست في أوروبا لخنق شجرة الكنيسة ثم اقتلاعها، أو أحد المسامير الكبيرة التي دقت في نعش الكنيسة.
لينين
انجلز
كارل ماركس
ماركس والماركسية
أ- المبحث الأول : لمحة عن ماركس :
ولد ماركس سنة (8181م) ومات سنة (3881م). كان أبوه في بداية حياته يهوديا اسمه (هرشل)، ثم تنصر وغير اسمه الى (هنريخ)، وقد أشار بعض المؤرخين أن تبديله لدينه كان حيلة اقتصادية ليستطيع كسب قوته في مجتمع نصراني، وقد أرجع بعضهم نظرة ماركس الى الدين (من أنه حيلة ووسيلة للعيش من خلال خداع الناس) إلى هذه الحادثة بالإضافة إلى الجو العام الأوروبي.
وماركس هو حفيد الحاخام (مردخاي ماركس) اليهودي، ولذا فان بعض علماء التاريخ يرى أن الماركسية هي تفسير يهودي للتاريخ، ورؤيا توراتية تلمودية للحياة والناس(14) .

لم يكن ماركس في بداية حياته ملحدا ، فقد قال: (ان خير الناس وأجدرهم بالتكريم من يعمل لخيرالناس والدين أساس الحياة الإنسانية، وهو نفسه يلقننا الخير والحكمة)(15) . نشأ ماركس فقيرا وعاش كل حياته فقيرا ، كانت زوجته (جيني) تصف فقره بأنهم لم يجدوا كفنا لإبنتهم عندما ماتت، وقد طردوا من المنزل لأنهم ليس معهم أجرته. كان ماركس يميل للدراسات النظرية والفلسفية ويكره العمل والوظيفة، وهذا سر فقره، ولذا فقد اضطر أن يعيش معظم حياته عالة على غيره لأنه بلاحرفة ولا مكتب ولا عمل منتظم. عاش أولا معتمدا على مال أبيه الفقير ولذا فقد كتب إليه أبوه مرة: (إنك أناني ت غل ب الأنانية على جميع صفاتك)، وعندما مات والده أرسل رسالة إلى أمه يطالب بنصيبه من الإرث دون كلمة تعزية واحدة، وأنفق نصيبه ثم عاد يعيش على مال أمه وإخوته، كتبت إليه أمه: (إنه لا ينتظر بداهة أن تعيش طفيليا إلى الأبد، إنك الآن في الرابعة والعشرين فاعتمد على نفسك). وقد اضطره نفوره من العمل إلى اكتساب المال بأية وسيلة ولو بالإحتيال، فقد تعاقد مع أحد الناشرين (لسكي) لإخراج كتاب عن الإقتصاد، وقبض مبلغا مقدما ولم يف، وكذلك فعل مع (الهردنكر) الإشتراكي إذ تعاقد معه على إخراج كتاب وأخذ مقدما مبلغا من المال ولم يخرجه. وقد باع كتابه (رأس المال) إلى دارين للنشر في وقت واحد، يكتب إليه تلميذه وصديقه الحميم (فردرك إنجلز): (إنك جامد العاطفة أناني ناقص المروءة والشعور).
وكان ماركس تلميذا (لموسى هيس) اليهودي صاحب كتاب (من روما إلى القدس)(16) ولقد تأثر به ماركس وقال(17) : (لقد اتخذت هذا العبقري (هيس) لي مثالا وقدوة، لما يتحلى به من دقة التفكير، واتفاق آرائه مع عقيدتي وما أؤمن به أنه رجل نضالي ومفكر وسلوك)(18) .
وفي سنة (1848م) أخرج ماركس البيان الشيوعي، وفي سنة (1867م) وضع كتابه رأس المال بصورته النهائية(19) . يقول الماركسي (أوتورهل) صاحب كتاب (كارل ماركس) ويصف ماركس بأنه كان على الدوام متقلبا مبتئسا حقودا ، لا يزال في تصرفه عرضة لتأثير سوء الهضم وهياج الصفراء، وكان موسوسا يغلو كجميع الموسوسين في متاعه الجسدي.
ومن المعروف أن ابنتي ماركس ماتتا منتحرتين.

ب-المبحث الثاني : النظريةالماركسية :
إن الأصول الفكرية للنظرية الماركسية مستمدة من المدارس الفكرية التي مر ذكرها في الجو العام الذي مهد للماركسية، وخاصة مدرستي هيجل (العقلية المثالية) وكومت (الحسية الوضعية). وقد أخذ ماركس عن هيجل فكرة القضية ونقيضها ليطبقها على المجتمعات البشرية وتغيراتها.
فالله -عزوجل- عند هيجل: (العقل المطلق: وهو القضية أو الدعوى) ومن العقل المطلق صدر العقل المحدود (الطبيعة: مقابل القضية أو مقابل الدعوى) والطبيعة المتفرقة بكائناتها تحاول أن تكسب الوحدة لتكون أقرب الى (العقل المجرد) وهذا (جامع القضية ومقابل القضية أو جامع الدعوى ومقابل الدعوى).
وهذا العقل المجرد وسط بين (اطلاق العقل المطلق وتقييد عقل الطبيعة) أي أن الفكرة انتقلت من المطلق الى المقيد، ثم من المقيد الى الوسط(20) . أخذ ماركس هذه النظرية ليطبقها في ميدان الاقتصاد والمجتمعات: قال ماركس:( العقل موجود، ولكن المادة موجودة قبل العقل، والعقل مرآة تنعكس عليه صور المادة، وهو يريد أن يقول: مادامت المادة قبل العقل فلا وجود لخالق -سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا - بل يقول: الإله والدين والخلق والسياسة والفكر انعكاسات للمادة على مرآة العقل ) .

ويرى ماركس أن العباقرة السياسيين والمفكرين تنتجهم الظروف الإقتصادية على خلاف (فشته) الذي يرى أن التاريخ والحضارة يصنعها عظماء الرجال والسياسيون والمفكرون. وعلى هذا فان ماركس يرى: أن أي تغير في المادة والإقتصاد بالذات، يتبعه تغير في عالم النفس; لأنه ينعكس على العقل خلقا وسلوكا ودينا وسياسة. فالشعور النفسي وعالم الإنسان الفكري والوجداني إنما هو نتيجة لتغير آلة الإنتاج، لأن المادة في المستوى الإجتماعي تعبر عن نفسها في الإقتصاد. والعنصر الفعال في الحياة الإقتصادية، هو أسلوب الإنتاج (آلة الانتاج)(21) .
وقد حاول ماركس أن يستخدم نفس مصطلحات هيجل في التفسير التاريخي الذي اعتبره حتميا قطعيا فيما سماه (صراع الطبقات) :
1- ففي مجتمع الملوك القديم : الملوك وحاشيتهم: قضية (دعوى)، العبيد والفقراء: مقابل القضية (مقابل الدعوى). ومن خلال الصراع بين القضية ومقابل القضية; نشأ مجتمع جديد هو (جامع القضية ومقابل القضية) وهو المجتمع الاقطاعي.
2- في المجتمع الإقطاعي : الملاكون:قضية (دعوى)، الفلاحون والعبيد: مقابل قضية (مقابل دعوى).ومن خلال الكفاح بين الفريقين (الملاكين والفلاحين) نشأ مجتمع جديد من بقية الطرفين هو: المجتمع الرأسمالى (القضية ومقابل القضية).
3- في المجتمع الرأسمالي : البرجوازيون (أصحاب المصانع): قضية (دعوى)، البروليتاريا (العمال): مقابل القضية (مقابل الدعوى).

ومن خلال الصراع ينتقل المال من البرجوازيين إلى العمال ثم إلى الدولة التي هي (جامع القضية ومقابل القضية)، وهذا هو المجتمع الشيوعي.
وهنا يتوقف قانون النقيض -كما يرى ماركس- لزوال الملكية التي هي محور الصراع وزوال الطبقات التي تتصارع عليها.

ويمكن تلخيص نظرية ماركس هذه : (كل مجتمع يحتوي نقيضه الذي يسقطه ويقوم مقامه، وهذا المجتمع الجديد يحوي في طياته نقيضه الذي سيسقطه ويحل محله، وهكذا دواليك إلى أن يقوم المجتمع الشيوعي الذي لا يحوي نقيضا ، ولذلك فهو دائم مستمر أبدي).
ويرى ماركس أن كل مجتمع جديد خير من سابقه وأفضل; لأنه متقدم بالنسبة لسابقه،، وذلك لأن آلة الإنتاج الجديدة أفضل من سابقتها، فمجتمعها أفضل كذلك، وهذا هو البريق الخادع الذي يخطف به الشيوعيون أعين العمي من أتباعهم، ولذا نرى الشيوعيين يكثرون من الإضطرابات والفتن والثورة حيثما حلوا حتى يسقط المجتمع وينشأ مكانه مجتمع جديد تقدمي. ويضرب ماركس مثالا على تغير الأخلاق بتغير آلة الانتاج فيقول : في المجتمع القديم (مجتمع الصيد) كان الرجل هو الذي يحصل على المال، والمرأة لا تستطيع الصيد، فمكانتها كانت محتقرة اجتماعيا ، ثم جاء المجتمع الإقطاعي الذي أصبحت المرأة تشارك ولو مشاركة بسيطة في الأعمال الزراعية فارتفعت مكانتها، ولكن معظم الأعمال في هذا المجتمع تعتمد على عضلات الرجل، فحرم المرأة من استمتاعها بحريتها الجنسية فنشأت حرمة الزنا وعدم جواز تعدد الأزواج للمرأة الواحدة . أما عندما صار المجتمع رأسماليا واصبحت المرأة مستقلة اقتصاديا لأنها تستطيع إدارة الآلة كالرجل تماما مارست المرأة حريتها الجنسية، وأصبح الجنس مباحا ولم يعد محرما.
وهناك قانون آخر يعتمد عليه ماركس للثورة العمالية وهو (قانون الفائض: ربح الرأسمالي) فماركس يرى أن الفائض هو نتيجة عرق العمال ودمهم.
القانون: (قيمة الفائض: ربح الرأسمالي عمل العامل أو انتاجه -أجرة العامل) ويوما بعد يوم سيزداد العمال شقاء وفقرا وحاجة ويزداد الرأسمالي تضخما وانتفاخا ، فهو كالعلقة تمتص دماء العمال وتنتفخ على حسابهم، وسيصل شقاء العمال يوما ما الى درجة من البؤس والشظف لا تطاق، وعندها ستدفعهم الحاجة لتحطيم الحفنة البرجوازية التي تملك المال والجاه، وعندئذ يقوم المجتمع العمالي (الشيوعي). وعند انتصار الثورة العمالية لا بد من استعمال دكتاتورية البروليتاريا لتطهير المجتمع من البرجوازيين، وبعدها سيستقر (الأمر) للبروليتاريا وتزول الدولة طبيعيا إذ تصبح زيادة لا حاجة لها، ويدار المجتمع بلجان عمالية بلا بوليس ولا جيش ، ولن تتوقف الثورة العمالية عند حد حتى تحطم الإمبريالية والبرجوازية في كل مكان في العالم وتسود حكومة البروليتاريا العالم كله.

ويرى ماركس أن هذه حتمية تاريخية وجبرية لا مفر منها (صراع الطبقات)، وهذا سيؤدي حتما إلى قيام دولة العمال في العالم ثم الوصول إلى الشيوعية حيث يملك الشعب كل شيء، وكل شيء في المجتمع يصبح شائعا مباحا كالجماعات البدائية الأولى.
ويرى ماركس أنه من أجل انتصار البروليتاريا لا بد من : تأجيج نار الحقد وإثارة روح الإنتقام في قلوب العمال ضد الرأسماليين في كل مكان على وجه الأرض، وعليه فان الرحمة والبر والشفقة لا تناسب الثوري، ولا تتفق مع الشيوعي عند ماركس وتلاميذه(22) ، يقول ماركس(23) : (إنه لا مفر من أن يكون المحرومون من الإمتياز مستائين، ومن أن يكونوا أغلبية، وبذلك يكون عدم الإستقرار والثورات وحرب الطبقات وما سواهما، وليس الباعث على كل هذه العملية في النظام مبدأ من مبادىء العدالة، وإنما المبدأ السلبي المحض... مبدأ العداء).

الثورة البلشفية
 : اختيار روسيا للثورة :
اختارت اليهودية العالمية لينين ليكون المنفذ للثورة البلشفية، ولينين يهودي اسمه (حيام غولدمان). ولد في (10) إبريل سنة (1870م) من أب يهودي ألماني اسمه (ايلكوسرول غولدمان). وأمه يهودية اسمها (صوفيا غولدمان). وقد عرف لينين فيما بعد باسم (فلاديمير ايليتش أوليانوف). وقد أعدم أخوه (الكسندر أوليانوف) في تهمة اغتيال امبراطور روسيا سنة (1881م) (اسكندر الثاني)، وقد كان لإعدام أخيه أعمق الأثر في نفسه، مما جعله يفكر بالإنتقام لأخيه من الشعب الروسي.
نفي لينين أكثر من مرة، وأخيرا استقر به المقام في سويسرا مع سبعة من اليهود يخططون للثورة في روسيا، ويخرجون مجلة اسمها (إسكرا) أي (الشرارة)، وكانت زوجته اليهودية المتعصبة (تروبسكايا) هي سكرتيرة التحرير، وكانت الأموال تغدق عليهم من (جاكوب شيف) المليونير اليهودي صاحب شركة (كوهين لوب) في نيويورك، وكانت هذه الشركة إحدى الشركات الكبرى للبارون اليهودي (هيريش) فولاها (جاكوب شيف). ولعل الناظر في النظرية الشيوعية يدرك أنها مصممة لتنفذ في بريطانيا، ولكن الأمر قد تغير بعد إعلان البيان الشيوعي سنة (1848م).
لقد تسلل اليهود إلى المناصب الكبرى في بريطانيا، وحدث حادث جلل بالنسبة لليهود، فقد اغتالوا الإمبراطور الأسكندر الثاني سنة (1881م) فاندفع الشعب الروسي يعمل في اليهود تقتيلا وتشريدا ، وأقاموا لهم مجازر كثيرة فصمم اليهود على الإنتقام من الشعب الروسي، هذه نقطة مهمة في تحويل أنظار اليهود نحو روسيا لتكون محطة للإنقلاب الثوري البلشفي، بالإضافة إلى نقاط أخرى منها :
1- إن اليهود كان لهم دولة قرب بحر الخزر بين القرن التاسع والعاشر الميلادي، إلا أن روسيا حطمتها، وضمت قسما كبيرا من اليهود داخل أرضها، ولذا فالعداء قديم بين اليهود والروس، ومن الملاحظ أن (تسعة أعشار) اليهود في العالم اليوم من يهود الخزر، ولذا فقد طمس اليهود كلمة الخزر من الخرائط الجغرافية، وأبدلوها ببحر قزوين، عدا أنهم قد مسحوا لفظ خزر من المعاجم الأوروبية، حتى لا يفطن العالم إلى منشأهم، ولأجل أن يثبت اليهود للناس أنهم بنو إسرائيل ، وقد طردوا من أرض الميعاد في فلسطين ويحق لهم أن يعودوا إليها (24) .
2- لقد حطم اليهود الكاثوليكية بالثورة الفرنسية اليهودية سنة (1789م) فأرادوا تحطيم الأرثوذكسية في روسيا.
3- كثرة اليهود في روسيا، إذ أن عددهم عند الثورة حوالي سبعة ملايين (000ر649ر6) وخاصة في مدينة بطرسبيرغ (لينين جراد) التي كانت فوهة بركان الثورة.
4- مساحة روسيا الواسعة وثروتها المعدنية والزراعية.
5- فقر الشعب الروسي، مما يمكن شراء ضميره بالمال.
6- ظلم القيصرية وتحيرها ، وتسلط الأرثوذكسية وانحرافها ووقوفها تبرر ظلم القياصرة .
وقد رصد اليهود الأغنياء الخمسة وهم: ( شبسو وليفي وشيف ورون ومونيمر) ألف مليون دولار للثورة ، وأعدوا مليون يهودي وقودا للثورة (25) ، وفي سنة (1897م) عقد هرتزل مؤتمر بال للمنظمات الصهيونية العالمية، وكان التأكيد على إقامة الثورة البلشفية في روسيا، أحد بنود مقررات صهيون التي انبثقت عن هذا المؤتمر. وفي سنة (1905م) أقام يهود بطرسبيرغ ثورة على القيصر، ومع أن الثورة فشلت، إلا أنها اضطرت القيصر أن يعطي قسطا من الحرية للناس، وأن يعفو عن كثير من المنفيين والسجناء السياسيين الذين عادوا إلى روسيا ليخططوا لثورة قادمة ناجحة، ورفعت هذه الثورة تروتسكي، الذي أصبح أحد أركان الثورة البلشفية سنة (1917م).
ولقد أفادت الحرب العالمية الأولى الثورة، فقد كانت قوات القيصر المنظمة في الجيش مليونا ونصف المليون من الجنود المحترفين المدربين المخلصين للإمبراطور، بدأت هذه القوات تهلك إبان الحرب، فقد بلغت خسائر الإمبراطورية في الشهور العشر الأولى للحرب ثلاثة ملايين وثمانمائة ألف، بمعدل ثلاثمائة ألف مقاتل يموتون للشهر الواحد (26) مما اضطر الإمبراطورية أن تجند ثمانية عشر مليون جلهم من الفلاحين الذين لا يعتمد عليهم سياسيا ، وكانوا فريسة سهلة للمشاغبين، أمثال (تروتسكي، ولينين وكامنيف، ويهود بطرسبيرغ) ، وهؤلاء الفلاحون كانوا عماد الثورة البلشفية فيما بعد ووقودها، ثم لقوا مصيرهم في جحيم البلشفية.
دخل لينين ومعه (224) ثائرا من ثوار البولشفيك، منهم (170) يهوديا . وكان تروتسكي ينتظره داخل حدود روسيا مع آلاف اليهود الفارين من الجيش الروسي، واعتمادا على التنظيمات الطلابية التي نظموها من قبل، وأقاموا الثورة البلشفية في (7) تشرين الأول أكتوبر سنة (1917م) وسقطت روسيا فريسة للبلشفية.
ووجه اليهود البيان التالي إلى رؤساء مقاطعات الإتحاد اليهودي الدولي : (أيها اليهود، لقد قربت ساعة انتصارنا التام، ونحن الآن- عشية اليوم - قد تسلمنا قيادة العالم، لقد استولينا على الحكم في روسيا، لقد كان الروس سادتنا فأصبحوا عبيدنا)(27) .
ب- المبحث الثاني : الثورة البلشفية واليهود :
الثورة البلشفية يهودية التفكير والتخطيط والتمويل والتنفيذ، ففيلسوفها ومفكرها هو ماركس، حفيد الحاخام اليهودي (مردخاي ماركس). وكذلك لينين، الذي حول كلمات ماركس إلى واقع وثورة، وأمد الحركة الشيوعية بمؤلفاته هو يهودي كذلك. جاء في قرار بني بيرث (أبناء العهد اليهودية) سنة (1939م) ما يلي(28) : (لقد نشرنا روح الثورية التحررية الكاذبة بين شعوب الغير، لإقناعهم بالتخلي عن أديانهم بل بالشعور بالخجل من الإعلان عن تعاليم هذه الأديان، ونجحنا في إقناع كثيرين بالإعلان جهارا عن إلحادهم الكلي وعدم الإيمان بخالق البتة، وأغويناهم بالتفاخر بكونهم أحفاد القرود -نظرية داروين-، ثم قدمنا لهم عقائد يستحيل عليهم سبر أغوارها الحقيقية; كالشيوعية والفوضوية التي تخدم مصالحنا وأهدافنا) .
أما التمويل فهو يهودي كما مر ، وكان (حي بروكلن) الحي الشرقي من نيويورك مسرحا للتخطيط للثورة، يتولاه (تروتسكي) ولا زال هذا الحي هو مركز التخطيط اليهودي العالمي لتدمير البشرية.
وقد صدر في الأسبوع الأول للثورة قرار ذو شقين بحق اليهود (29) :
1- يعتبر عداء اليهود عداء للجنس السامي يعاقب عليه قانونيا .
2- الإعتراف بحق اليهود في أنشاء وطن قومي في فلسطين.

المكتب السياسي الأول للثورة البلشفية : مكون من سبعة أشخاص، خمسة من اليهود لأبوين(30) وهم: 1-لينين: يهودي، وزوجته (تروبسكايا) يهودية.2- تروتسكي: يهودي. 3- كامينيف:يهودي. 4- سوكولنكوف: يهودي. 5- زينو نيف: يهودي. 6- أما ستالين(31) فزوجته يهودية اسمها (روزاكاجا نوفتش). 7- يبنوف: روسي وليس يهوديا، وهوالوحيد.
ج- المبحث الثالث : الدولة التي شكلها لينين سنة (1918م) :
وهذه أول حكومة بعد الثورة :

الجهةالعدد الكلياليهود
الوزراء2217
ادارة الحرب4334
لجنة الشئون الداخلية6445
لجنة الشئون الخارجية1713
لجنة الصحافة4241
مجموع كبار الموظفين532425
أي أن الموظفين (80%) منهم اليهود (32) .
الكوميساريا (اللجنة المركزية الشيوعية) زمن لينين (33) :

السنةالعدد الكلياليهود
1920457322
1921550448
1922525445
زمن ستالين (34) :

العدد الكلياليهود
5956
ولعل القاريء الكريم يحسب أن هذا كان في بداية الثورة، الا أن الأمر استمر حتى يومنا هذا، ففي سنة (1965م) كتبت الكاتبة السوفياتية (نينا اليكسيفا):
(عدد اليهود في الإتحاد السوفيتي لا يزيد عن واحد في المائة، ولكنهم يمثلون ستين في المائة من هيئة التدريس في المعاهد العليا والجامعات، وثمانين في المائة من مسؤولية التوجيه العقائدي في الحزب والسياسة الخارجية، وان نائب رئيس الوزراء ورئيس المجلس الاقتصادي في السوفيات يهودي)(35) .
وقد نشرت اللوموند الفرنسية في (20) إبريل (1971م) : (إن القيادة الإستراتيجية للقيادة المسلحة السوفياتية في أيدي اليهود).

ولا زالت إسرائيل تصدر (60%) من صادراتها الزراعية و (40%) من الكيماويات و (50%) من مختلف الصناعات إلى الإتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية، خاصة يوغسلافيا.
ولعل بعض المخدوعين يظنون أن الأسلحة التي يقدمها السوفيات للعرب من أجل القضاء على إسرائيل، وهذا خطأ تدحضه تصريحاتهم الصريحة.
ففي (22) يونيو (1964م) صرح الملحق العسكري السوفياتي في باريس لمراسل جريدة معاريف الإسرائيلية ما يلي: (نحن نشارك العرب في كفاحهم الإستعمار والرجعية العربية ، وما نقدمه للجمهورية العربية المتحدة من سلاح إنما هو لأغراض دفاعية، ولا يمكن أن نسمح باستعماله ضد إسرائيل، فلا تقلقوا من السياسة السوفياتية في المنطقة العربية، فهذه السياسة متممة، بل ضرورية لسلامة إسرائيل، وثقوا أن الاتحاد السوفياتي مع إسرائيل، وسيؤيدها اليوم وغدا، كما أيدها ورعاها بالأمس، وكونوا على ثقة من أننا نرعى الإشتراكية العربية، لأن في ذلك تعزيزا لمصلحة إسرائيل، مثلما هو تعزيز لمصلحتنا نحن السوفيات (36) .

ويقول ريمون أرون أستاذ العلوم في المدنية المعاصرة في كوليج دو فرانس: ( وعلى هذا فإن الحركة الشيوعية تعمل على بعث الخرافات والأساطير اليهودية القديمة التي تراكم عليها غبار السنين، مما يدل دلالة واضحة على أن الحركة لا تقتصر على الضياع في متاهات الخرافات، وإنما تسعى لإنزال الخرافة في مداميك الواقع لتكون الستار الذي تخفي وراءه كل ركام الأحقاد والأمراض النفسية والشهوات الدنيئة للسيطرة على الحكم، إنها تريد من البروليتاريا أن تقوم بدور المسيح المخلص المنتظر).(37)


                                        سامى العقيبى 

الاثنين، 23 يناير 2012

الذين يؤتون أجرهم مرتين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد فهذا حديث القران فيمن يؤتى اجره مرتين :
 حديث القرآن فيمن يؤتي أجره مرتين
قال‏:‏ الله تعالى مخاطبا أزواج نبيه - صلى الله عليه وسلم‏:‏ (‏ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين‏).‏
وقال تعالى‏:‏ ‏(‏وما أموالكم ولا أولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا‏) ‏.‏
وأخرج الشيخان عن أبى موسى الأشعري قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(ثلاثة ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين) وأخرج الشيخان عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ ‏(‏إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربه فله أجره مرتين‏) ‏.‏
وأخرجا عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال‏:‏ قال رسول - الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ (‏للعبد المملوك الصالح أجران‏) ‏.‏
  جزاء أهل القرآن
وأخرج الشيخان عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول - الله صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ ‏(‏الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذى يقرأه وهو عليه شاق له أجران‏) ‏.‏
وأخرج الدارمى فى مسنده عن وهب الذمارى قال‏:‏ ‏(‏من آتاه الله القرآن فقام به آناء الليل وآناء النهار وعمل بما فيه ومات على الطاعة بعثه الله يوم القيامة مع السفرة والأحكام - والسفرة الملائكة والأحكام الأنبياء - قال‏:‏ ومن كان عليه حريصا وهو يتفلت منه وهو لا يدعه أوتي أجره مرتين‏) ‏.‏
  جزاء الحاكم المجتهد
وأخرج البخارى وأبو داود عن عمرو بن العاص وأبى هريرة قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إذا اجتهد الحاكم فأصاب له أجران وإذا اجتهد فأخطاء فله أجر‏) ‏.‏
وأخرج البيهقى فى الشعب من طريق عبدالرزاق عن معمر عن موسى بن إبراهيم عن رجل من آل أبى ربيعة أنه بلغه أن أبا بكر حين أستخلف قعد في بيته حزينا فدخل عليه عمر فأقبل على عمر يلومه فقال‏:‏ أنت كلفتنى هذا وشكى إليه الحكم بين الناس ‏.‏
فقال عمر‏:‏ أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ ‏(‏إن الوالى إذا اجتهد فأصاب الحق فله أجران وإذا اخطأ فله أجر واحد‏) ‏.‏
  جزاء الصدقة على الأقارب
وأخرج الشيخان عن زينب امرأة عبدالله بن مسعود قالت‏:‏ جئت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا امرأة من الأنصار حاجتها حاجة فخرج علينا بلال فقلنا له‏:‏ ائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك تجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجرهما فدخل بلال فسأله فقال‏:‏ وأخرج الطبرانى فى الكبير عن أبى أمامة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ ‏(‏إن الصدقة على ذى قرابة يضعف أجرها مرتين‏) ‏.‏
وأخرج فى الأوسط عن ابن مسعود أن امرأة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - هل لها من الأجر فى زوجها وأيتام فى حجرها وهم بنو أخيها أن تجعل صدقتها فيهم فقال‏:‏ ‏(‏نعم لها أجران أجر القرابة وأجر الصدقة‏) ‏.‏
وأخرج عن جمرة بنت قحافة قالت‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله زوجي محتاج فهل يجوز أن أعود عليه قال‏:‏ ‏(‏نعم لك أجران‏) ‏.‏
 من فضائل الوضوء وثوابه
وأخرج ابن ماجه عن أبى بن كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بماء فتوضأ مرة مرة فقال‏:‏ ‏(‏هذا وظيفة الوضوء‏) ثم توضأ مرتين مرتين ثم قال‏:‏ ‏(‏هذا وضوء من توضأه أعطاه الله كفلين من الأجر ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال‏:‏ هذا وضوئى ووضوء المرسلين من قبلى‏) ‏.‏
(‏ضاعف الله له الأجر مرتين‏) ‏.‏
هل للجانب الأيسر من المسجد فضل على الأيمن وأخرج ابن ماجه عن ابن عمر قال‏:‏ قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن ميسرة المسجد تعطلت فقال النبي - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من عمر ميسرة المسجد كتب الله له كفلين من الأجر‏) ‏.‏
وأخرج الطبرانى فى الكبير عن ابن عباس - رضى الله تعالى عنه - قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من عمر جانب المسجد الأيسر لقلة أهله فله أجران‏) ‏.‏
وأخرج فى الأوسط عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذى مسلما ويصلى فى الصف الثانى أو الثالث ضعف له أجر الصف الأول‏) ‏.‏
وأخرج مسلم عن جرير بن عبدالله قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (‏من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم جزاء الإمام والمؤذن وأخرج أبو الشيخ ابن حيان عن أبى هريرة قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏للإمام والمؤذن مثل أجر من صلى معهما‏) ‏.‏
وأخرج أبو داود عن أبى سعيد الخدرى قال‏:‏ خرج رجل فى سفر فحضرت الصلاة وليس معهم ماء فتيمموا صعيدا طيبا فصليا ثم وجدا الماء فى الوقت فعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولم يعد الآخر أتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرا ذلك له فقال للذى لم يعد‏:‏ ‏(‏أصبت السنة وقد أجزأتك صلاتك‏(‏ وقال للذى توضأ وأعاد‏:‏ ‏(‏لك الأجر مرتين‏) ‏.‏
  طالب العلم يضاعف له الأجر
وأخرج الدارمى فى مسنده والبيهقى في المفصل والطبرانى فى الكبير بسند رجاله موثوقون عن واثلة بن الأسقع قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من طلب علما فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر‏) ‏.‏
وأخرجه أبو يعلى وزاد في آخره ففسره قال‏:‏ (‏من طلب علما فأدركه أعطاه الله أجر ما علم وأجر ما عمل ومن طلب علما فلم يدركه أعطاه الله أجر ما عمل وسقط عنه أجر ما لم يعمل‏) ‏.‏
وأخرج الطبرانى فى الأوسط عن على قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من أسبغ الوضوء فى البرد الشديد كان له من الأجر كفلان‏) ‏.‏
 الجنازة لها أجران
وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف‏:‏ ثنا وكيع ثنا همام عن أبى عمران الجولانى قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏للجنازة أجران‏) ‏.‏
وأخرج عبدالرزاق فى المصنف عن يحيى بن كثير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ ‏(‏من أدرك الخطبة فقد أدرك الجمعة ومن أدرك الخطبة فقد أدرك الصلاة ومن دنا من الإمام فاستمع وأنصت كان له كفلان من الأجر ومن لم يسمع ولم ينصت كان عليه كفلان من الوزر‏) ‏.‏
  من فضائل غسل الجمعة
وأخرج الطبرانى فى الكبير عن أبى أمامة قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ (‏من وأخرج أحمد عن على بن أبى طالب قال‏:‏ ‏(‏إذا كان يوم الجمعة خرجت الشياطين يريتون الناس وتقوم الملائكة على أبواب المساجد يكتبون الناس على قدر منازلهم السابق والمصلى والذى يليه حتى يخرج الإمام فمن دنا من الإمام فأنصت واستمع ولم يلغ كان له كفلان من الأجر ومن نأى فاستمع وانصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر ومن دنا من الإمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان له كفلان من الوزر‏) ‏.‏
وأخرجه أبو داود فى سننه وصرح فيه بالرفع ‏.‏
وأخرج سعيد بن منصور فى سننه عن مكحول قال‏:‏ ‏(‏من أتى الجمعة فقعد قريبا من الإمام فسمع وأنصت فله أجران اثنان ومن لم يسمع ولم ينصت فعليه وزران ومن كان بعيدا من الإمام فلم يسمع ولم ينصت فله أجر واحد ومن يسمع ولم ينصت فعليه وزران ومن لم يسمع ولم ينصت فعليه وزر واحد‏) ‏.‏
 ابنك له أجر شهيدين
وأخرج أبو داود عن قيس بن شماس قال‏:‏ جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال لها‏:‏ أم خلاد وهى منتقبة تسأل عن ابنها وهو مقتول فقال لها بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة فقالت‏:‏ إن أرزء ابنى فلن أرزء حيائى فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ابنك له أجر شهيدين‏) فقالت‏:‏ ولم ذلك يا رسول الله قال‏:‏ ‏(‏لأنه قتله أهل الكتاب‏) ‏.‏
 جزاء شهيد البحر
وأخرج الطبرانى فى الكبير عن أبى أمامة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول‏:‏ ‏(‏شهيد البحر مثل شهيدى البر‏) ‏.‏
وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف ثنا وكيع عن سعيد بن عبدالعزيز عن علقمة بن شهاب قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من لم يدرك الغزو معى فليغز فى البحر فإن غزوة فى البحر أفضل من غزوتين فى البر وإن شهيد البحر له أجر شهيدى البر‏) ‏.‏
وأخرج سعيد بن منصور فى سننه عن كعب الأحبار أنه قال‏:‏ فى غزوة البحر‏:‏ ‏(‏إن قتل أو غرق كان له أجر شهيدين‏) ‏.‏
وأخرج الطبرانى فى الأوسط عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ وأخرج سعيد بن منصور فى سننه عن مكحول‏:‏ ‏(‏أنه سئل عن الرجل يغتسل من الجنابة يوم الجمعة قال‏:‏ من فعل ذلك كان له أجران‏) ‏.‏
وأخرج البيهقى فى شعب الإيمان عن أبى هريرة قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أيعجز أحدكم أن يجامع أهله فى كل جمعة‏!‏ فإن له أجرين اثنين أجر غسله وأجر غسل امرأته‏) ‏.‏
فى إسناده بقية ‏.‏
 جزاء القارئ والسامع للقرآن
وقال الدارمي فى مسنده‏:‏ ثنا أبو المغيرة ثنا عبدة عن خالد بن معدان قال‏:‏ ‏(‏إن الذى يقرأ القرآن له أجر وإن الذى يستمع له أجران‏) ‏.‏
وقال ابن أبى شيبة فى المصنف‏:‏ ثنا يحيى بن يونس عن الأوزاعى عن حسان بن عطية عن فروة اللخمى قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أيما سرية خرجت فى سبيل الله فرجعت وقد أخفقت فلها أجرها مرتين‏) قال فى الصحاح‏:‏ أخفق الرجل إذا غزا ولم يغنم وأخفق الصائد إذا رجع ولم يصطد ‏.‏
 من فضائل صلاة العصر
(‏إن هذه الصلاة التى فرضت على من كان قبلكم - يعنى العصر - فضيعوها فمن حفظها اليوم فله أجرها مرتين ولا صلاة بعدها حتى يرى الشاهد‏) ‏.‏
مرسل أو معضل ‏.‏
وأخرج مسلم والنسائى عن أبى بصرة الغفارى قال‏:‏ صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العصر فقال‏:‏ ‏(‏إن هذه الصلاة عرضت على الذين من قبلكم فضيعوها ألا ومن صلاها ضعف له أجره مرتين‏) ‏.‏
 جزاء المؤمن التقى
وأخرج ابن أبى حاتم فى تفسيره عن محمد بن كعب القرظى قال‏:‏ إذا كان المؤمن تقيا غنيا آتاه الله أجره مرتين وتلا هذه الآية‏:‏ ‏(‏وما أموالكم ولا أولادكم‏) إلى قوله‏:‏ ‏(‏فأولئك لهم جزاء الضعف‏) ‏.‏
قال‏:‏ تضعيف الحسنة ‏.‏
وأخرج الشيخان عن سلمة بن الأكوع قال‏:‏ خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وأخرج الترمذى عن أبى هريرة قال‏:‏ قال رجل‏:‏ يا رسول الله الرجل يعمل العمل فيسره فإذا طلع عليه أعجبه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏له أجران أجر السر وأجر العلانية‏) ‏.‏
وأخرج أبو نعيم فى الحلية من حديث أبى ذر مثله ‏.‏
وأخرج الطبرانى فى الكبير عن أبى مسعود الأنصارى قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال‏:‏ إنى أعمل العمل فأسره فيظهر فأفرح به قال‏:‏ ‏(‏كتب لك أجران‏:‏ أجر السر وأجر العلانية‏) ‏.‏
وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف عن حبيب بن أبى ثابت‏:‏ أن ناسا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا‏:‏ يا رسول الله إنا نعمل أعمالا فى السر فنسمع الناس يتحدثون بها فيعجبنا أن نذكر بخير فقال‏:‏ ‏(‏لكم أجران أجر السر وأجر العلانية‏) ‏.‏
قال الترمذى‏:‏ فسره بعض أهل العلم بأن يعجبه ثناء الناس عليه بالخير لقوله عليه السلام‏:‏ أنتم شهداء الله فى الأرض للإكرام والتعظيم ‏.‏
وقال بعضهم‏:‏ إذا طلع عليه فأعجبه رجاء أن يعمل بعمله فيكون له مثل أجرهم ‏.‏
وأخرج سعيد بن منصور فى سننه عن أبى موسى الأشعرى أنه خطب فقال‏:‏ ‏(‏أيها الناس إنكم فى زمان لعامل الله فيه أجر واحد وإنه سيكون من بعدكم زمان يكون لعامل الله فيه أجران‏) ‏.‏
وقال ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا سعيد الجريرى عن أبى السليل عن عبدالله بن رياح الأنصارى قال‏:‏ ‏(‏للماشى فى الجنازة قيراطان وللراكب قيراط‏) ‏.‏
وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف عن كعب قال‏:‏ ‏(‏الصدقة تضاعف يوم الجمعة‏) وأخرج عنه أيضا قال‏:‏ ‏(‏يوم الجمعة تضاعف فيه الحسنة والسيئة‏) ‏.‏
 تضاعف الحسنات يوم الجمعة
وأخرج الطبرانى فى الأوسط عن أبى هريرة قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ (‏تضاعف الحسنات يوم الجمعة‏) ‏.‏
وأخرج عن أبى بكر الصديق وعمران بن حصين قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من اغتسل يوم الجمعة كفر عنه ذنوبه وخطاياه فإذا أخذ فى المشى كتب له بكل خطوة وأخرج ابن أبى الدنيا فى كتاب ذكر الموت عن يحيى بن عتيق قال‏:‏ قلت لمحمد بن سيرين‏:‏ ‏(‏الرجل يتبع الجنازة لا يتبعها حسنة يتبعها حياء من أهله أله فى ذلك أجر واحد قال‏:‏ بل أجران أجر صلاته على أخيه وأجر صلته للحى‏) ‏.‏
 جزاء قراءة الرجل فى المصحف
وأخرج الطبرانى والبيهقى فى الشعب عن أوس الثقفى قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏قراءة الرجل فى غير المصحف ألف درجة وقراءته فى المصحف تضاعف ألفى درجة‏) ‏.‏
وأخرج البيهقى فى الشعب أيضا عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من قرأ القرآن فأعربه كان له بكل حرف عشرون حسنة ومن قرأ بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات‏) ‏.‏
المراد بإعرابه معرفة معانى ألفاظه وليس المراد المصطلح عليه فى النحو وهو ما يقابل اللحن لأن القراءة مع فقده ليست قراءة ولا ثواب فيها ‏.‏
وقد صح من حديث ابن مسعود مرفوعا‏:‏ أخرجه الترمذى ‏.‏
وحديث ابن عمر الذى أفردناه ظاهر فى التضعيف ‏.‏
أخرج ابن أبى شيبة فى المصنف عن الأوزاعى قال‏:‏ ابتعت جارية وشرط على أهلها أن لا أبيع ولا أهب ولا أمهرها فإذا مت فهى حرة ‏.‏
فسألت الحكم بن عتيبة فقال‏:‏ لا بأس به وسألت مكحولا فقال‏:‏ لا بأس به ‏.‏
قلت‏:‏ يخاف على منه قال‏:‏ بل أجرك فيه أجرين ‏.‏
وأخرج أحمد بسند رجاله ثقات عن ابن عمر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول‏:‏ ‏(‏إنى لأعلم أرضا يقال لها‏:‏ عمان ينضح بناحيتها البحر الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها‏) ‏.‏
وأخرج الطبرانى في الكبير عن قيس بن عاصم عن أبيه سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول‏:‏ ‏(‏إذا كان يوم القيامة أمر بالوالى فيوقف على جسر جهنم فيأمر الله بالجسر فينتفض انتفاضة فيزول كل عظم منه من مكانه ثم يسأله فإن كان مطيعا اجتبذه فأعطاه كفلين من الأجر وإن قصيدة تجمع الذين يؤتون أجرين ) وقد اجتمع من هذه الأحاديث والآثار جملة تزيد على الثلاثين وقد نظمتها فى أبيات فقلت‏:‏
وجميع آتى فيما رويناه أنهم ** يثنى لهم أجر جود محققاً
فأزواج خير الخلق أولهم ** ومن علي زوجها أو للقريب تصدقا
وفاز بجهد ذو اجتهاد أصاب ** ورد وضوء اثنين والكتابى صدقا
وعبد آتى حق الإله وسيد ** وعامر يسوى مع غنى له تقى
ومن أمة بسرى فأدب محسناً ** وينكحها من بعده حين اعتقا
ومن سن خيراً أو أعاد صلاته ** كذاك جبان إذ بجاهر ذا شقا
كذاك شهيد فى البحر ومن أتى ** له القتل من أهل الكتاب فألحقا
وطالب علم مدرك ثم مسبغ ** وضوء لدى البرد الشديد فحققا
ومستمع بخطبة قد دنا ** ومن بتأخير صف أول مسلما
وقى وحافظ عصر مع إمام مؤذن ** ومن كان فى وقت الفساد موفقاً
وماش يصلى جمعة ثم من أتى ** بهذا اليوم خيراً ما فضعفه مطلقا
ومن حتفه قد جاء من سلاحه ** ونازع فعل إن الخير تسبقا
وماش لدى تشييع ميت وغاسل ** يداً بعد أكل والمجاهد إذ فقا
ومشيع ميتا حياء من أهله ** ومستمع القرآن فيما روى التقى
وفى مصحف يقرأ وقارئه معربا ** بتفهيم معناه الشريف محققا 
                                                     سامى العقيبى