الجمعة، 8 يوليو 2011

الاصطفاء والاجتباء-سامى طه العقيبى

ان اصطفاء الله تبارك وتعالى لم يكن اصطفاءً للبشر فحسب وانما تعدى هذا الاصطفاء الى كل شىءٍ قد خلقه الله تعالى فمن ذلك الاصطفاء ...........................
 -اصطفاء الامكنة-
كما فى امكنة المساجد عموما والمسجد الحرام والمسجد الاقصى خصوصاً ومن هنا نجد ان هناك مكان يصلى فيه واخر جعل مكاناًللمعصية كالخمارات ومن كان على شاكلتها فكلها اماكن ومن هنا قال الحق جل وعلا مبيناً الخيرية فى المساجد"ان اول بيتٍ وضع للناس للذى ببكة مباركاً وهدىً للعالمين"
وقال ايضاً"فى بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والا صال "
وكأن مواضع المساجد فى الارض قد اصطفاها الله من قبل لتكون منابر للدعوة اليه سبحانه وتعالى.
وكذلك اختلاف اصطفاء الامكنة الى ما هو ابعد من ذلك فمكان يبنى فيه قصر وآخر يبنى فيه قبر ومكان تغرس فيه الازهار وآخر يكون مكاناً تتجمع فيه القمامه كل ذلك لون من الوان الاصطفاء الالهى ولحكمة الخالق جل وعلا.
كذلك قال الله تعالى"سبحان الذى اسرى بعبده من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله" وفى ذلك تفضيل للمسجد الاقصى فما حوله وذاك اصطفاء .
2-اصطفاء الازمنه-
 قال تعالى "ان عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهراً فى كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعةً حرم"فهذا اصطفاء لاربعة اشهر قد حرم الله فيها القتال لحكمة وغاية إلهية وكذلك شهر رمضان الذى اختصه الله تعالى بنزول القران الكريم قال تعالى"شهر رمضان الذى أنزل فيه القران"وكذلك ايام العيدين وايام التشريق ويوم عاشوراء ويوم النحر ويوم عرفه كل ذلك من الوان الاصطفاء الالهى وكذلك الاعوام فمنها عام الفيل وقد سجله التاريخ كنوع من تحدى جبابرة الارض لجبار السماء حيث التعدى على بيت الله العتيق وفيه ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه تكريم للزمان بكل مااحتواه من احداث منها انتصار الله من ابرهة وفيها ولد الحبيب وذاك اصطفاء -كذلك عام الحزن الذى مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تسمى هذا العام بهذا الاسم 
3-اصطفاء الجمادات-
ومنها جبل عرفه حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"الحج عرفه"وكذلك جبل احد حتى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذا جبل يحبنا ونحبه"ومنها الحجر الاسود حتى انه بات من مناسك الحج ان يلتزم الحاج الحجر ما استطاع الى ذلك سبيلا.
ثم انه هناك الوان اخرى من الاصطفاء الجزئى الذى يتعلق بجزئيات الجمادات على تعدد انواعها واشكالها فإننا نرى حجراً وضع فىبيت وآخر فى مقبره وآخرفى حمام وآخر فى الماء وآخر فى مسجد وكذلك نرى قطعة خشب وضعت فى نعش واخرى فى مسرح واخرى فى منبر وكذلك قطعة جلد وضعت فى حزاء واخرى وضعت فى سيارة فارهة كل ذلك من الوان الاصطفاء فى الجمادات بأشكالها المتنوعه ولك ان تقيس على ذلك كل مفردات الجمادات على وجه الارض........................
ولنا مع الاصطفاء الالهى للبشر وقفه بإذن الله وكذلك الفرق بين الاصطفاء والاجتباء 
.........................................
............................................
سامى طه العقيبى- 

الأربعاء، 6 يوليو 2011

الروح

الروح من الاسرار الالهية التى وضعها الله فى كل حى كتبت له الحياة فى هذا الوجود ولو لثوان معدوده ورغم انها تملأ اجسادنا وبها نتكلم وبها نتحرك وبها نطيع الله وبها نعصى الله والعياذ بالله الا اننا لا نعلم ما كنهها ؟مالونها؟ ما حجمها؟ ماوزنها؟ رغم ان علماء الغرب قد تقطعت بهم سبل العلم فى كشف لغزها وذلك عن طريق التجربة الحسية ومن ثم غضوا الطرف عنها مزمجرين ومهمهمين  بكلمات العجز ورغم ذلك لم يؤمنوا بالله العظيم.
ولنا ان نتكلم عن الروح من خلال آيات الذكر الحكيم ولقد ذكرة مادة الروح فى القران الكريم سبع مرات أولها فى سورة النحل "ينزل الملائكة بالروح من امره" والروح هنا هو وحى السماء الى عالم الارض على اعتبار انه جوهر الحياة الباقية حتى بعد فناء الابدان.المادة الثانيه فى سورة الشعراء قال تعالى "نزل به الروح الامين" وهو جبريل عليه السلام .
المادة الثالثة فى سورة الاسراء قال تعالى "ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى وما اوتيتم من العلم الا قليلا"وهى المقصودة بما بدأنا الحديث عنه الا وهى السر الكامن فى كل حى.
المادة الرابعه فى سورة غافر قال تعالى "رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من امره على من يشاء من عباده"
المادة الخامسه فى سورة المعارج قال تعالى "تعرج الملائكة والروح اليه"
المادة السادسة فى سورة النبأ قال تعالى " يوم يقوم الروح والملائكة" وهو جبريل ايضا.
المادة السابعة فى سورة القدر قال تعالى "تنزل الملائكة والروح فيها"
كل هذه المواد للروح اريد بها جبريل عليه السلام تارة وتارة اخرى اريد بها وحى الله الى انبيائه عليهم السلام  ولكن آية الاسراء هى التى اريد بها كما اسلفنا الحديث الروح التى يحيى بها الانسان .........................................
ولكن لماذا اخفى الله عنا الروح رغم قربها الشديد لكل انسان ؟
وماهى الروح اصلاً؟ 
اولا نبدأ بالسؤال الثانى ونجيب عليه قبل الاول اخفى الله جل وعلا الروح عنا بنص آية الاسراء .
بل طلب الحق من رسوله صلى الله عليه وسلم ان يحيل علمها الى الله بكلمة "قل الروح من امر ربى"ولكن الذى يمعن النظر فى القران الكريم يجد ان الله جل وعلا قد اوضح لعباده  بالقرينة سر اخفاء الروح عنهم وذلك فى موضعين من القران الكريم 
الاول- فى سورة الحجر قال تعالى "فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين"
الثانى-فى سورة ص وهى الاية السابقة بالنص.
معنى ذلك ان الله تعالى قال للملائكة اذا اتممت خلق هذا الانسان واعطيته قطعة حياة من حياتى فقام بها واصبح كائنا متحركا سميعا بصيرا فاسجدوا له
اذ لو قدر لنا ان نرى الروح فمن باب اولى ان نرى الله وذلك لان مصدرلا الروح منه وهى التى استمد بها كل حى صفة الحياة من الحى الاول-الله-ولكن رؤية الله مستحيلة فى الحياة الدنيا على عكس الاخرة قال تعالى "وجوه يومئذ ناضره الى ربها ناظره" وهذ يدل على ان الانسان فى الدنيا لا يستطيع ان يرى نفسه ولا ان يعرفها وبذا يكون فى حاجة دائمة الى من اوجدها -الله.
والاجابة عن السؤال الثانى هى ان الروح ليست من عالم الخلق وانما هى من عالم الامر والفرق بين العلمين ان عالم الخلق مرتبط بعالم الشهاده اما عالم الامر فمرتبط بعالم الغيب وعالم الامر سابق فى الوجود على عالم الشهاده قال تعالى "انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون" وهذا دليل على اسبقية عالم الامر على عالم الشهاده.
هذا وبالله التوفيق  والله اعلى واعلم

السبت، 2 يوليو 2011

المعراج

تكلمنا عن الاسراء وكان لنا مع البراق وقفه من ناحية المعنى الخفى فى مدلول اللفظ ومايحويه من اسرار تعجز العقول عن ادراكها  ومن هنا نستكمل ما انتهينا عنده من حديث 
2- المعراج :ماهو المعراج؟عند ما يحدثنا رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم عن المعراج يقول "ثم نصب لى المعراج"والتعبير عن المعراج بكلمة نصب يدل على ان المعراج منصة انطلق من خلالها رسول الله صلى الله عليه وسلم الى جو السماوات وذلك بسرعة لامتناهيه ولا يمكن ان تقاس وذلك لان قدرة الله العلى الاعلى لا تقاس وتلك الرحلة هى من إعداد الله جل وعلا تكريما لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ومن هنا كان الاعجاز فالحق جل وعلى اعطى الاسباب لرسوله صلى الله عليه وسلم لكى يجتاز طبقات الجو ومن ثم الخروج من اقطار الارض عروجا الى السماء ومن المعروف ان الكون معتم  بل وحالك الظلمة وليس فيه هواء واهل العلم بالفضاء يعلمون ذلك لذا نراهم يتدون ملابس تقيهم الضغط وكذلك يحملون معهم الاكسجين  فلما نصب المعراج لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان حماية له من كل تلك العوامل القاتله ناهيك عن التقنية الالهية فى مجال عبور الزمن الى اللا زمن  وقد ثبت ان الزمن خارج نطاق المادة معدوم وبخاصه داخل النجوم الثاقبه  ومن هنا كان الفصل بين الرحلتين فى الذكر فى القران الكريم إذ ذكر الاسراء مقدما فى سورة سميت به وعقب الحق بالمعراج فى سورة لم تتسمى به بل سميت بالنجم والدلالة بين العروج الى السماء وبين المسمى وهو النجم فقد اثبت العلم الحديث بما اكده  مدير وكالة الفضاء الدولية ناسا وذلك فى مؤتمر تسمى بمؤتمر النجم الثاقب قال ما خلاصته"ان النجم الثاقب او النجوم الثواقب عندها ينتهى علم البشر وانا نراها مكانس للفضاء وانها ممرات حقيقية بين منطقة الزمن ومنطقة اللازمن اى من خلالها يستطيع الانسان اذا اوتى العلم ان ينفذ الى اقطار السماوات الحقيقية التى تحدثت عنها كتب السماء"ان ما قاله مدير الوكالة الدولية ناسا لهو ماتحدث عنه القران الكريم فى اكثر من موضع 
1- مكانس الفضاء قال تعالى "فلا اقسم بالخنس الجوارى الكنس"وهى النجوم الثاقبه المختفية فى اغوار الفضاء وهى تبتلع النيازك والكواكب وغيرها من اجرام السماء.
2-قال تعالى فى سورة الرحمن"يا معشر الجن والانس إن استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان " وهذا ما اكده العلم من ان النجم الثاقب ممر بين السماوات والارض                                   
وان الزمن بداخله معدوم  فسبحان من سخر لرسوله المعراج الذى هومن صنع خالق الكون كله ليجتاز المسافات اللا متناهية فى الكون اللا متناهى ليصل الى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى .




                                      سامى العقيبى .   

الاسلام والمذاهب

لقد حارب الاسلام عملية التفريق فى الدين بشتى طرقها ومسمياتها وما ذلك إلا لأن الدين الاسلامى وحدة متماسكة البنيان بشرط ان يرضى جميع اتباعه
ويتفقوا على المسمى الالهى الذى اختاره الله لهذا الدين الا وهو الاسلام قال تعالى "ورضيت لكم الاسلام دينا"- اما ان يتمذهب كل جماعة بمذهب وفكر معينين  تحت مسميات من وضع البشر بل وتحمل افكارا تتناقض مع سماحة الاسلام وسهولته ويسره وتريد الانتصار لنفسها ولو على حساب كلمة الحق او حتى على حساب منهج ربها وهذا ما ظهر مؤخرا على شاشات التلفزيون من كثرة اصحاب الفتوى والذين يؤولون الرؤية على الهواء كل ذلك احدث شرخا عظيما فى جدار الدين ولنا فى الامام مالك ابن انس مفتى المدينة واستاذ الفتوى حتى قيل فيه"لا يفتى ومالك بالمدينة حينما جاءه رجل من اليمن وقد احال علماء مكة هذا الرجل الى الامام مالك ابن انس حينما عجزوا عن فتواه وعندما قص الرجل فتواه فماذا قال مفتى المدينة وعالمها لقد قال كلمة اوجهها الى كل الذين يتهجمون على الفتوى حتى يعلموا مقدار ما للفتوى من تبعات قال"والله لا اعلمها ولا اقول فيما لا اعلم ولا يغرنك طول لحيتى والتفاف الناس من حولى والله لا اعلمها لا اعلمها"  كل  تلك الاحداث كان لها اكبر الاثر على تراجع الاسلام وهوانه فى الفترة الماضيه  ولقد راينا مدى التناحر بين الفرق الاسلامية بعضها البعض من انصار السنه والاخوان المسلمين والشيعه وغيرهم من الفرق التى تنتمى الى الاسلام ولا يوجد   مبدأ واحد تتفق عليه فيما بينها ومن اجل ذلك كانت نظرة القران الكريم فى هذا الجانب نظرة موضوعية عملية حتى تنأى بالمسلم بعيدا عن الاهواء والتعصب الاعمى  ومن هنا قال الحق جل وعلا "إن الذين فرقو ا دينهم وكانوا  شيعا لست منهم فى شىء "ولان اسم الفرقه جاء من الفرقة فى الدين والاختلاف فيه والاسلام كما ذكرنا وحدة كلية لا اختلاف فيه"وان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبييله"